"الدبلوماسية الثقافية موريتانيا نموذجا".. مقال جديد للكاتب "محمد لمين الكتاب"، لاحظت فيه تركيزه على الغرب وعلومه أكثر من تركيزه على الإسلام الذي خلقنا الله عز وجل من أجله! وكم كنت أتمنى لو قرأت للكاتب شرحا لأحد متون العلم الشرعي، فذلك خير له ولنا من مدح أساليب النصارى المعوجة وجعلها أساسا للحياة القويمة!..
لقد انعكست أكاديمية الكاتب في مقاله هذا تمام الإنعكاس، فكأنك وأنت تقرأه طالبا في جامعته الخيالية، والموضوع – لا أقول "السخيف" – هو معجزة النبي محمد صلى اله عليه وسلم؟ أبدا، بل معجزة الدبلوماسية الغربية المنافقة التي يوجد ما هو أهم منها في حياة المسلمين، فعلى ماذا يربينا هؤلاء الأفاضل الديمقراطيون ؟! أما كفانا تعلقا بأذيال هؤلاء الصليبيين، وتعاونا معهم على إفساد ديننا وأخلاقنا وحياتنا ؟!..
لقد فات الكاتب رغم تعريفه للدبلوماسية التقليدية بأنها "فن الخداع المهذب" (وهو تعريف آخر للإحتيال المذموم)، أن الدبلوماسية بين الضعفاء والأقوياء (كحال بلدنا والغرب) هي وسيلة لإستمرار النهب والإستعمار، فجيوش المحتل خرجت من بلدنا لكنها خلفت ورائها هؤلاء السفراء الذين يعملون من أجل استمرار منطق الإستعمار حيا حتى اليوم! وخلفت هذه الثقافة التي بدل أن تكون في قاع الثقافات عندنا تزاحم ثقافة القرآن ! ولو كنا دولة قوية لجاز الإفتخار بهذه الدبلوماسية لأن الندية متحققة، ولقبلنا ما يكتبه مثل هؤلاء الكتاب المتحضرؤن بالمقلوب، لكننا في دولة ضعيفة ترجو السلامة من أولئك الظلمة الذين أصبحوا اليوم مرجعا في كيفية الحياة، عند كل ناعق وأكادمي أضاع عمره فيما لا ينفعه في الدنيا والآخرة من علوم أهل الكفر والفجور، وهو مسلم يعتز بدينه الذي إذا سألته عن أبسط مسألة فيه وجدته يجهلها ! والدليل أنه ليس بعد الهدى إلا الضلال..
ثم تحدث عن موضوعه الأساسي وهو "سخافة الدبلوماسية الثقافية" مبينا أن "منى بنت دندني" و"المعلومة " و"ابن بي" – جمع المتناقضين -، نجحوا في تخليد ذكر موريتانيا في الأولين والآخرين (أي في المجتمع الدولي المنافق)! وهكذا يرفع فوز المرابطون عنده ذكر البلد !، وتحطه هزيمتهم الحتمية! فيا لسخافة هذا الفكر المقلوب الذي ابتلينا به في هذا الزمن الأغبر، والذي جعل الغناء المحرم أصلا سببا في رفعة المطربين، عقوا أقصد المسلمين !! أما العودة إلى التوحيد، وتطبيق شعائر الدين، فقد صار الحديث عنها معدوم، غير مقبول عند أكثر الأكاديميين والصليبيين ! تعلقوا بالغرب وعلومه ودبلوماسيته، وفنونه ومبارياته، أكثر من تعلقهم برب العالمين ! فضلوا وأضلوا.. فوا أسفاه على حال المسلمين..
"ماذا جنينا من سجن هؤلاء؟".. مقال اعترض فيه الخليل النحوي في موقع "تأخري" المسمى "تقدمي" على سجن جماعة إيرا المارقة!
وجوابه: جنينا إعادة هيبة الدولة التي أصبح كل من هب ودب يدوس عليها بقدميه، ويتردح فيها، ألا يكفيك هذا؟ جنينا الراحة من دعاة الفتنة، على الأقل لمدة أشهر معدودة! ألا يكفيك هذا؟ أم أنك تريد بوسطيتك الغريبة هذه أن تدخلنا في متاهات الكرامات والحلول الإفتراضية المبنية على فرضية إيمان إبليس ؟!.
إن لعنة الحقوق في هذا البلد لا تُداوى إلا بصرامة الدولة، لكن دون ظلم أو اعتداء على الأبرياء، ومن كان بريئا فلن يسلك طريق هذه المنظمات المخربة، فلابد للدولة أن تكون ذات هيبة، فالدكتاتورية مع المتجرئين على وحدة الصف خير من المهادنة والموادعة والموافقة ولو كان ذلك بإسم ديمقراطية أسيادهم النصارى المخربة..