رسالتي إلى الطبقة السياسية في موضوع الحوار و"ممهداته" / إسلم ولد سيد احمد

لا شك في أنّ المَخاض العسير الذي عرقل ميلاد اللقاء المنتظَر بين الموالاة والمعارضة، يعود-للأسف الشديد-إلى انعدام الثقة بين الطرفين. ومن المؤكد أنّ حَدَثًا بهذا الحجم من الأهمية، يتطلب الحد الأدنى من الثقة المتبادلة، ومن حسن النيات.
لقد كتبتُ العديد من المقالات حول هذا الحوار المرتقب الذي كلما اعتقدنا أنه أصبح قاب قوسيْن أو أدنى، وجدنا أنّه سَرابٌ يحسبه الظمآنُ ماءً.

واليوم، وبالمختصر الذي أرجو أن يكونَ مفيدًا، فَإنني ألتمس من طبقتنا السياسية الموريتانية-كل باسمه ووَسْمه-أن تتحمّلَ مسؤولياتها أمامَ التاريخ فيما قد يترتّب على إخفاقها في تنظيم هذا اللقاء الذي طال انتظاره، والذي تعلق عليه جماهير شعبنا آمالًا عريضةً.
ولدي اقتراح- واحد، ووحِيد- في هذا المجال، يتجسّد في الآتي:
اجتمعوا، أيها السادة-دون شروط مسبقة-وتشاوَروا، وتبادَلوا الآراءَ حول كل القضايا المطروحة على الساحة الوطنية-دون خطوط حمر، فإن اتفقتم وخرجتم بنتائج ملموسة تخدم هذا الوطن العزيز علينا جميعًا، فذلك المؤمَّل، وإن أخفقتم-لاقدر الله-في هذه المَهمّة النبيلة، فستكتشفون-على الأقل-ويكتشف الشعب الموريتانيّ معكم من هو المعرقِل الحقيقيّ للحوار. وهذا إنجاز مهم في حدّ ذاته، لأنّ الشعب تعب من التلاعب بأعصابه وهو يرى كل طرف سياسيّ يلقي باللائمة على الطرف الآخر. ثم إنّ الأحزاب بدأت تشهد بعض التصدعات من داخلها، ربما نتيجة لاتساع الهوة بين وجهات نظر المنتسبين إليها، وبصفة خاصة بين بعض القيادات الحزبية وقواعدها. وكل ذلك لا يصب في مصلحة الديمقراطية.
ولتعلموا، حفظكم الله، أنّ التحديات كبيرة، والوطن بحاجة ماسّة إلى تضافر جهودكم لمواجهة هذه التحديات، داخليا وخارجيا.
ولنتذكر أنّ بَلَدنا أمانةٌ في أعناقنا جميعًا، وأنّ الزمن يجري بسرعة فائقة، وأنّ التاريخ لا يرحم.
حفظ الله بلادنا من كل سوء.

2. سبتمبر 2015 - 11:52

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا