كان الوقت رقيقا لايعكر سمري فيه سوي أحاديث جانبية لاعلاقة لها بالصفاء الروحي , ماديات وجزئيات تافهة وتفكير فوق طاقة المحرومين حتي من أمل في حلم , بكاء صبية رخائهم يتجسد في ماجناه أبائهم عليهم كما جنت أصوات الأقتراع ونفاق المهمشين ومسابيح شيوخ اللعنة علي شعبنا
الفقيرفي وطن قال عنه مدون مجنون بفن اللا ممكن في أحدي " مزيدياته "انه " وطن من دخان " لايهم , لاهذا السمر سيلهم أرواحنا البائسة الشعور بأنه للثكالي والمسروقين قوتهم حق علينا كما أحس البوعزيزي بحقه في حياة غير" حياة أنا فهمتكم" حياة الفهم التي أتت متأخرة كانت مفخرة للتونسيين أما نحن فلا حق لنافي فهم سادتنا الضيق الغارق في ملذات المناصب والمكاسب والكراسي ربما لأنن نحن " العبيد" لاجرأة لنا تمنحنا فهم أنفسنا ولانستطيع حراسة العيون التي ننظر اليها , كم هو سخيف ومقيت ومخيف أن يفرض عليك سيدك أن تصدق أنه يحبك ويصر أن تغني له أنشودة تمجده وتسبح بحمد في تلفازه ومبادراته بكرة وأصيلا , سادة سلطوا علينا سوط عذاب لايلمس أجسادنا الهزيلة بقدر ما يضرب أقواتنا وثرواتنا ويمخر سوسه المنشر والموجع خلايانا الفاقدة للمناعة حتي صارت " متعودة " دائما علي أن تقيح وتدمي دون أن نفهم أنها تعاني فا الأسكانير لم يخترع لها ولم تخلق له أو هكذا يري السادة , أنها الحياة التي لاحياة فيها الا للسادة أما نحن العبيد فقد نحلم بأن نحيي لاكننا نحلم في خجل ونغرس اذاننا حتي لاتسمع حداء راعينا المتعنت المبغض لهديل الحمامات في أعشاشها والأرامل في خدورها , كان ذالك السمر فرصة لي كي أشكر أمل دنقل وأترحم علي روح درويش , ينتهي سمري وأتثائب لأنزوي في ركن خرابتي الماكرة وعلي رائحة " موكا" شركات مصانع دقيق السمك أختنق وأقرأ الفاتحة علي ابي القاسم الشابي الذي لم يكن حتما مخاطبا لنا في وطن الدخان ببيته أذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر لأننا نريد الحياة وكم أردنا الحياة لكن في خجل مقيت.