أسجل استغرابي عزوف بعض الأحزاب السياسية عن الانضمام لحوار دعت له كل الأطراف في البلد! متذعرين بخلق جو عام يليق، ومتمعنين بأن النظام يلفظ أنفاسه ولا داعيه للدخول معه في حوار قد يخرجه من أزمته.
أولا لم تكن أجواء الحرية السياسية أحسن مما هي عليه اليوم فالإعلام حر
ومفتوح للجميع والسجون فارغة من أصحاب الآراء والصفقات العمومية بيد لجان مستقلة لا تعرف إلى السياسة طريقا، والقضاء يمارس بشكل طبيعي ولجان المسابقات العمومية تعمل بشكل شفاف ولا أدل على ذلك من وجود شباب المعارضة في المدرسة العليا للإدارة وفي جميع قطاعات الدولة إثر مسابقات نظمت في السنوات الأخيرة!؟ فأي أجواء يطيب اللقاء بها بعد هذه !؟.
لا أشاطر المقاطعين الرأي في أن النظام متأزم يبحث عن مخرج عن طريق الحوار، فالبلاد اليوم حقا وبشهادة المنصفين هي ورشة للبناء على جميع الأصعدة (الماء، الكهرباء، التهدئة الريفية للزراعة، السدود، المنشئات الصناعية، الطرق، المطارات، الموانئ................ إلخ).
ولأول مرة في تاريخنا تشرف مؤسسات موريتانية بخبرات وطنية على إنجاز مشاريع كبرى في البلد ما بين 1960 و2008 أربعون في المائة من تمويلات البنك الدولي للمشاريع نعجز عن امتصاصها بسبب تغييب أرباب العمل الموريتانية واستغلال الشركات الأجنبية فرصة ضعف الإدارة.
متى كانت الدولة تخصص ما يربوا على ثلاثين في المائة من الميزانية السنوية للاستثمار؟
متى كان العالم يعتبرنا فاعلا حقيقيا في أمن المنطقة، ويناقش معنا كشريك لا كمأمور؟
متى كانت الاتفاقيات الاقتصادية تتم في جو من الندية؟
متى كانت فترات الأزمات فترات مريحة للحوار؟
دعوة رئيس الجمهورية للحوار أفهم أنها تندرج في إطار توجه فكري تجلى في لقاءات الشعب المتكررة ولقاء الشباب والزيارات الميدانية واللقاءات الصحفية فالرجل يحب أن يسمع من الجميع لعل وعسى أن يكون في هذا البلد من لديه فكرة تفيد في بناء الأمة
إذا افترضنا أن النظام متهالك وسيختفي فماذا بعد؟ ومن أخبر المعارضة بأنه طريق نجات للوطن؟ هل من الحكمة ترك المعلوم للمجهول؟
إني أهيب بذوي الرأي في هذا الوطن الغالي مهما اختلفت مشاربهم للمساهمة بآرائهم في بناء موريتانيا المستقبل.