غثاء كغثاء السيل (6) / باريكي بياده

ما انفك العرب يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؛ من الأمة المحمدية إلى القومية العربية ومن الشورى والبيعة الشرعية إلى الملكية والجمهورية  ومن الحكم بالشريعة النقية إلى الديمقراطية والقوانين الوضعية ومن الخلافة الاسلامية إلى الدولة العلمانية !! فمن انتمى للأمة المحمدية دولانِي تشتُّتي ومن تحدث عن الشورى والبيعة أمي بدوي ومن طالب

بالحكم بشرع الله تزمتي رجعي ؛ أما من أعلن الخلافة فذاك بدعي خارجي !! يشترون الانتماء للقومية التي بدأت في ألمانيا وإيرلندا وإيطاليا في القرن الثامن عشر والتي تعتمد على اللغة والثقافة والعرق بأمة محمد صلى الله عليه وسلم التي لا فضل لعربي فيها على عجمي إلا بالتقوى ثم يتحدثون عن الإسلام والسلام ! ويشرون الشورى التى جعلها الله بينهم بجمهوريات كانت بدايتها في القرن العاشر في روما الخبيثة ثم يحلُمون بالأمن والإيمان ! ويبتاعون قوانين وضعها البشر بمختلف حاجاته ونقائصه ومطامعه بشريعة إلهية في منتهى العدل والرحمة والإنصاف ثم يدَّعون العدل والإعتدال ! ويبيعون حكم الخلافة الرشيد بعلمانية اليونان وبريطانيا وأمريكا المقيته ثم يأملون النهضة والنهوض !!   تحول القرءان دستورا والسنة قانونا والشورى اقتراعا والإجماع مجلسا وزاريا والجمهور برلمانا والاجتهاد استفتاءا والبيعة إرثا والحرام حلالا والحلال حراما !! ولأن العرب (كانوا) ! يحملون راية الأمة الإسلامية ولم يكن لهم محل من الإعراب قبل الإسلام ولم ولن يعود لهم محل من الكتابة ولا القراءة ولا التعليق إلا بالعودة إليه ؛ قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ  ) وقال أيضا (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) !! ضاعت الأمة الإسلامية بين أجندات الغرب المتطرف وتوسع إسرائيل الإرهابية وتطلعات روسيا المتهالكة ونفوذ الصين الماردة وطموح إيران المخادعة ومشاريع تركيا الإنبريالية ورغبات الخليج الماكر والصراع في أرضنا وبيننا والقاتل والمقتول والطالب والمطلوب منا والهزيمة منا وإلينا والمثل الأعلى عند العرب المتملقين هم اليهود والنصارى والمشركون في التطور والحرية والعدل والإعتدال وهم الذين يقتلوننا رسميا وشعبيا علانية وسرا شرقا وغربا!! فاليهود والذين أشركوا الذين هم أشد الناس عداوة لنا يحرقوننا ويقتلوننا منذ مئات السنين لأننا مسلمون بصمت ومباركة من الذين قالوا إنا نصارى الذين هم أقرب الناس مودة لنا وقد أعلنوا الحرب علينا صراحة في مطلع القرن الحالي واحتلوا أفغانستان ولولا تنظيم القاعدة (الإرهابي المتطرف التكفيري) بإجماع الأمة (الإسلامية) العربية القومية !! لولا هذه الحركة الكريمة لظل جنود الغرب المتطرف يقتلون ويأسرون من يشاؤون من المسلمين والمسلمات لكن الحركة وطالبان قتلوا وعوّقوا وأسروا من هؤولاء حتى فضلوا باعتراف كبرائهم الموت على الذهاب هناك ثم بدى لهم أنهم قد يكونو أكثر أمنا في بلاد الرافدين واحتلوها وقتلوا صدام حسين وزرعوا المالكي الشيعي الحاقد هناك كما زرعوا كرزاي السني المنبطح هنالك فانبرى لهم الزرقاوي ورفاقه في حركة أكثر بركة بإذن الله وفضله فقتلوا منهم وذبحوا وعوّقوا وأسروا حتى تخلوا طوعا عن التواجد هناك بل تخلوا اضطرارا عن واليهم فقامت رغم أنوفهم الدولة الإسلامية وما أدراك ما الدولة الإسلامية ! : دولة وفرت شروط التوبة في أقوى دولة في العالم وأشدها كفرا وظلما وهي الإقلاع ورد المظالم والندم على ما فات والنية أن لا يعودوا لغزو بلد إسلامي ؛ دولة ذبحت الخونة وأحرقت المقاتلين تحت راية الصليبيين وأحرجت العملاء وأفقدت الثقة في العلماء الموالين لهؤلاء ؛ دولة زلزلت أركان الطغاة وأرقت أعداء الإسلام من العرب وغيرهم ؛ أبكت رجالهم ورملت نساءهم وأثكلتهن ويتمت أطفالهم فلطالما أبكونا ورملوا نساءنا وأثكلوهن ويتموا أبناءنا ؛ دولة أخرجتهم من أرضنا التي أخرجونا منها ولطول مكثهم بها وأمنهم فيها باتوا يعتبرونها أرضهم ؛ دولة أعادت الحسابات من مؤتمر برلين ووعدي كمبن وبلفور مرورا بالسيكس بيكو إلى الشرق الأوسط الجديد!! باختصار ؛ إنها دولة رأت بوذيو بورما ويهود فلسطين وصليبيو أفريقيا الوسطى ومجوس إيران وروافض العراق ونصيريو سوريا وغيرهم يقتلوننا ثم يتهموننا بالإرهاب فقالت ( أنا لهم كلهم ) فضربت رقابهم كما قال الله تعالى وجاءتهم بالذبح كما قال رسوله صلى الله عليه وسلم فطردت الغزاة وأزاحت الطغاة وقتلت العملاء وأثخنت المتواطئين وأنهكت المتمالئين وقد اجتمع العالم على أعدى قلب رجل واحد لها وبدت بينها وبينه العداوة والبغضاء أبدا؛ فوظفوا في قتالها الجو والبحر والبر والدين والعرق والطائفة والنفس والمال والجاه فزحف العسكريون واجتمع السياسيون وتنافس الإعلاميون هبوا هبة رجل واحد فلا ترى حشدا إلا والدولة نصب عينيه يخيفه بقائها ولا دبلوماسيا إلا وهي في قلبه يقلقه تمددها ولا صحفيا الا على لسانه يحيِّره تفرعها وهي بلا منازع أشد أعداء أعظم الدول الكافرة قبل أن تكون ألد خصوم عملاءها في بلاد المسلمين وكل يحسب لها ألف حساب ولا يذكرني الاهتمام العميق بها من الغريب قبل القريب ورعب القاصي منها قبل الداني إلا بالأسئلة التي طرحها هرقل على أبو سفيان رضي الله عنه في بدايات التمكين لدين الله ( لا أدعي العصمة ولا الرسالة ولا النبوة لخليفة الدولة الإسلاميه ) !! لكنالبغدادي ذو نسب ( قرشي هاشمي ) ؛ ولم أر دولة إسلامية مثلها قامت فينا قبل دولته المباركة ؛ ولم يكن من آبائه من ملك ؛ ويتبعه ضعفاء الناس ؛ ثم إنهم يزيدون ؛ ولم يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؛ ولم يكن متهما بالكذب قبل أن يقول ما قال ؛ ولا أراه يغدر ولا أظن حقا ما يشاع عنه ! والحرب بينه وبين أعدائه سجال ينال منهم وينالون منه ؛ ويأمر بالصلاة والصدق والعفاف والصلة ؛ أحسبه كذلك والله حسيبه وقد ملك ما بين أقدام الخونة والعملاء ولَيملِكنّ ما بين قدمي من يعملون من أجله بإذن الله؛ والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون !!

1. أكتوبر 2015 - 23:39

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا