ولاية لعصابه على سبيل المثال ! / غالي بن الصغير

قد لا يحتاج المرء كثير عناء في أن يلمح هشاشة التعليم في ولاية لعصابه ؛ فالبني التحتية مهترئة؛ تكاد تكون مقابر جماعية للتلاميذ ؛ إن لم يرمم بعضها ؛ويرمى بعضها الآخر؛ وقليل منها يصلح للاستخدام ؛ فمن حسن الحظّ أنّ يدا أجنبية شيّدته ؛ فسلم من هدم الغش والاحتيال ؛و قد يكفينا

 من دقّ ناقوس الخطر في هذه الولاية ؛حين نذكّر بتلميذين وقعا تحت أنقاض مدرستهما في الغايرة السنة الماضية .
فإن أعرضت عن هذا؛ وعرضت مرد ودية الجهد البشري التابع لوزارة التهذيب في هذه الولاية؛ سوف تجد أرقاما صادمة ؛ يحار منها البعيد؛ ويندهش منها القريب؛ فلم يتجاوز أي طالب من ولاية لعصابه لهذه السنة في مسابقة دخول ثانوية الامتياز.
بينما في مسابقة إعدادية الامتياز بلغ عدد الناجحين أربعة فقط.
وخفق جميع تلاميذ هذه الولاية في حجز رتبة ولو واحدة من بين العشر الأوائل في مسابقة ختم دروس ألابتدائية ؛وهي الولاية الثانية من حيث كثافة السكان بعد العاصمه .
سبب هذا الفشل الذريع؛ لا أحمّله للإدارات الجهوية ؛ وخاصة في ولاية لعصابه التي ضربت بها مثلا؛ وإن كانوا هم معاوله؛ فطوفان طغيان الفساد داخل الوزارة قد طغى؛ و جثمان التعليم قد طفا .
فالمحسوبية والمباهاة والرشوة في تحويل الموظفين وترقيتهم وحتى تفريغهم واكتتاب العقدويين صارت هي وقود المحرك؛الذي يشحن أذرع الوزارة في عقرها وأطرافها.
مما انعكس على الداخل ؛وانفعل به ؛حتى صار كلّ مدير جهوي ومفتش يحوّل ويفرّغ ؛ ويكتتب ما شاء من عقدويين على مزاجه ؛وقد يكون بقروض سياسية ميسرة للوجهاء والنافذين.
فكم من عقدوي لا يزاول عملا ؟.
وكم من عقدوي داخل الفصول لا يكتب اسما ؟.
وكم من عقدوي لا يستطيع حلّ معادلة من درجة ثانية فما بالك بثالثة؟.
الكلّ أقحمته المنافع في بحر لجي لا يعرفون سباحته .
من مصادر الفساد في هذه الولاية أنّ المدير يخشى الوجيه والنافذ؛ويدفعانه بسرعة الصاروخ إلى الانغماس في وحل الفساد ؛ وتحت وصاية ولاية أحسن أحوالها أنّها تغض الطرف عن المفسدين؛إن لم تتواطأ معهم.
هل سمعتم قط أنّ واليا استفسر مديرا جهويا على إهماله في هذه الولاية ؟.
وهل سمعتم قط واليا وبّخ مفتشا لأنّه لم يبلّغ عن غائب يصول ويجول في الهند والسند؟.
بل قد يبالغ هذا المفتش في التغطية عليه بإعطائه كلّ العلاوات من طبشور وإدارة وتجميع؛ وقد يزيد في المبالغة فيدرج اسمه في رقابة وتصحيح كلّ مسابقة.
ولولا خشية التشهير لذكرت أشخاصا؛ بأسمائهم وأدلّتهم المالية ؛ في الخارج يجدون كلّ العلاوات؛ أمّا الداخل فلا تسأل عن أصحاب الجحيم.
لكنّ البائس سعد ؛ البائس هو المدير الجهوي في الولاية سوف تضيع لحاه بين حان ومان ؛بين دعوات الإصلاح ومعاول الفساد في الوزارة والإدارة؛ إن بقي الحبل على الغارب.

1. أكتوبر 2015 - 23:42

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا