الملاحدة الجدد بين الجهل والضياع الحلقة(27) / المرابط ولد محمد لخديم

   -  الروح عند المصريين القدماء:

       تقسم المعتقدات الدينية لقدماء المصريين روح الإنسان إلى سبعة أقسام وهي:
      رين: وهو مصطلح قديم يعني الاسم الذي يطلق على المولود الجديد.
     سكم: وتعني حيوية الشمس.

      با: وهو كل ما يجعل الإنسان فريدا وهو أشبه بمفهوم شخصية الإنسان.
      كا: وهو القوة الدافعة لحياة الإنسان وحسب الاعتقاد فإن الموت هو نتيجة مفارقة كالجسد.
     آخ: وهو بمثابة الشبح الناتج من اتحاد « كا» و« با» بعد الموت.
     آب: وهو « قطرة من قلب الأم »
     شوت أو خيبت: وهو ضل الإنسان.
  - مفهوم الروح في البوذية:
     ترى العقيدة البوذية: أن كل شيء في حالة حركة مستمرة وتتغير باستمرار وان الاعتقاد بان هناك كينونة ثابتة أو خالدة على هيئة الروح هو عبارة عن وهم يؤدي بالإنسان إلى صراع داخلي واجتماعي وسياسي.
    وتقسم البوذية الكائنات إلى خمسة مفاهيم هي:
   الهيئة (الجسمانية)، الحواس، الإدراك، الكارما (الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها). والضمير وهذه الأجزاء الأربعة يمكن اعتبارها مرادفة لمفهوم الروح وعليه فان الإنسان هو مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم، وهو معرض بالتالي لا (لا ـ استمرارية)، وعدم التواصل، يبقى الإنسان يتحول مع كل لحظة جديدة، رغم اعتقاده انه لا يزال كما هو وانه من الخطأ التصور بوجود [ أنا ذاتية]، وجعلها جميع الموجودات التي تؤلف الكون فالهدف الأسمى حسب البوذية هو التحرر التام عبر كسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها.
      وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم الأشخاص بها، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة.
     عند وفاة الإنسان فإن الجسد ينفصل عن الحواس، الإدراك الكارما والضمير وإذا كانت هناك بقايا من عواقب أو صفات سيئة في هذه الأجزاء المنفصلة عن الجسد فإنها تبدأ رحلة للبحث عن جسد لتتمكن من الوصول إلى التحرر التام عبر كسر دورة الحياة والانبعاث وحالة التيقظ التي تخمد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام (الشهوة، الحقد والجهل) ويسمي البوذيون هذا الهدف النرفانا.
  - الروح في الهندوسية:
        يعتبر الجيفا Jiva في الهندوسية مرادفا لمفهوم الروح وهي حسب المعتقد الهندوسي الكينونة الخالدة للكائنات الحية, وهناك مصلح هندوسي آخر, يدعى {مايا} ويمكن تعريفها  كقيمة جسدية ومعنوية مؤقتة, وليست خالدة, ولها ارتباط وثيق بالحياة اليومية.
      ويبدو أن (المايا) شبيه بمفهوم النفس في بعض الديانات الأخرى, واستنادا على هذا فإن الجيفا Jiva ليست مرتبطة بالجسد أو أي قيمة أرضية, ولكنها في نفس الوقت أساس الكينونة. وينشأ (الجيفا Jiva ) من عدة تناسخات: من المعادن, إلى النبات, إلى مملكة الحيوانات, ويكون الكارما (الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها) عاملا رئيسيا في تحديد الكائن اللاحق الذي ينتقل إليه الجيفا بعد فناء الكائن السابق وتمكن الطريقة الوحيدة للتخلص من دورة التناسخات هذه بالوصول لمرحلة (موشكا) والتي هي شبيهة نوعا ما بمرحلة النيرفانا (الانبعاث وحالة التيقظ التي تخمد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام مثل الشهوة، الحقد، الجهل) في البوذية.
       كما يوجد هناك مصطلح آخر في الهندوسية قريب من مفهوم الروح وهي أتمان Atman ويمكن تعريفه بأنه الجانب الخفي أو الميتافيزيقي في الإنسان ويعتبره بعض المدارس الفكرية الهندوسية أساس الكينونة كما يمكن اعتبار أتمان Atman كجزء من لبراهما (الخالق الأعظم) داخل كل إنسان.
      وكما في جميع العقائد والديانات اختلاف فانه يوجد اختلاف وجدل عميق بين الهندوسيين أنفسهم حول منشأ وعرض ومصير الروح فعلى سبيل المثال يعتقد الموحدون (أدفايدا) من الهندوس أن الروح سيتحد في النهاية مع الخالق الأعظم.
          بينما يعتبر الغير موحدون (دفايتا) من الهندوس الروح لا صلة له بالخالق الأعظم وان الخالق لم يخلق الروح ولكن الروح تعتمد على وجود الخالق (56).
  - مفهوم الروح في اليهودية.....يتواصل.... 

6. أكتوبر 2015 - 10:55

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا