كلمة الاصلاح هذه المرة تريد اولا ان تذكر باقتراحها في كلمتها الاصلاحية الماضية التي اقترحت فيها علي كل من الموالاة والمعارضة بأن يرسلا وفدا مشتركا بينهما الي عواصم الدول الغربية ذات الديمقراطية العتيدة ليتعلم كل من الموالاة والمعارضة الحياة الديمقراطية في موريتانيا بمعني لتعلم الموالاة
أو الحزب الحاكم ما لهما التصرف فيه من الحياة الجارية في موريتانيا ولتعلم المعارضة ما ينبغي عليها وزعامتها التحرك فيه داخل الدولة الديمقراطية .
وبما أن ذلك الاقتراح هو ما يجب ان يكون ولكنه لن يكون نظرا لطبيعة الموالاة والمعارضة فهم لم يخلقوا انفسهم مع الديمقراطية لإنجازها كما هي ولكن خلقوها لتسير بأمزجتهم القبلية الصحراوية .
والان تريد كلمة الاصلاح هذه ان تضع اقتراحات اخري عملية ليستفيد منها هذا الشعب الذي تزعم كل من الموالاة و المعارضة انها تمثله .
وأول هذه الاقتراحات ان تستجيب المعارضة لهذا الحوار الذي تلح الحكومة بكل اصرار علي القيام به ولو مع نفسها فقط وذلك لأمرين ضروريين :
اولا : لتعلم المعارضة ما تخبئ الحكومة من افكار تريد ان تحققها في هذا الحوار لئلا تكون هذه الأفكار بعيدة من ما تريد المعارضة وموغلة في تكريس حكم الموالاة طبقا لما هو واقع الان واذا لم تحضر المعارضة فستقوم الحكومة بإنجاز ما تريد ولا تخاف عقباها .
ثانيا : ان الامتناع من المشاركة يمكن ان يحصل في كل وقت وأعظمه وأشده هو الانسحاب والاحتجاج علي أشياء عرفها الجميع من قبل وعلم انها غير مقبولة للشعب ، أما الامتناع عن عدم الحضور مسبقا فيقال له الامتناع السلبي عن دخول الميدان بدون معرفة ما في الميدان .
وفي حالة قبول هذا الحضور فان كلمة الاصلاح هذه تريد من المعارضة ان تضع هذه البنود الثلاثة في اول اجتماع لهما وتمتنع من الدخول في أي حوار قبل مناقشتها :
البند الأول : هو قضية فقراء موريتانيا الذين اصبحوا شبه مشردين تحت هذه الأضواء الحمراء وتحت شمس انواكشوط الحارقة بشيوخهم وشبابهم ونسائهم وأطفالهم فكأنهم مشردين في وطنهم بدون كارثة ولله الحمد حتي ان مشردي بشار من الشعب السوري احسن منهم حالا ومنظرا في انواكشوط .
ولا شك ان كلا من الموالاة والمعارضة بما فيها زعماء المعارضة ووزراء الحكومة اذا لم يكونوا يتجولون في انواكشوط علي ظهر مروحيات ترتفع في الف قدم من سطح انواكشوط لابد انهم كل ساعة يمرون عليهم وهم معرضون عن هذه المأساة التي لا اعرف كيف يصنفونها هل هؤلاء الفقراء جزء من النفايات التي تجمع لتنقل وترمي خارج المدينة او هؤلاء الفقراء اجانب ارتضوا هذه الحياة التعيسة أم ماذا ؟
وعلي كل حال فالذي يندي له الجبين أن مؤسسة حقوق الإنسان في موريتانيا تمر عليهم يوميا ولا يلتفت نظرها الي ما لهؤلاء الفقراء علي الدولة من حقوق انسانية ، وكذلك فان وزارة المرأة و الطفولة تمر عليهم وتري الأطفال تحرقهم الشمس القاتلة وأمهاتهم – او من يؤجرهم لهذا الغرض كما يقال – يجرونهم أمام السيارات لعل ذلك يؤدي الي عطف المواطنين أو الاجانب ليرمو لهم أواق علي الطريق يتسابقون إلي اخذها ، هذه الكارثة الوطنية المأساوية الطارئة منذ سبع سنوات واستفحلت منذ خمس سنوات واذا سارت علي هذه الوتيرة فسوف يكون نصف الموريتانيين بجميع اشكالهم قبل سنة 2019 يطلبون ارزاقهم تحت الاضواء الحمراء و تحت الشمس الحارقة او البرد القارس ، وبما ان هذه مسؤولية كل من الموالاة والمعارضة فعلي الجميع ان يكون هذا البند هو اول بند يناقش حتي يتقرر اما اجلاؤهم وابدالها بإجراءات اخري ليعرف بذلك الفقير من غيره ولئلا تعرف موريتانيا بأنها هي الدولة التي يموت شيوخها وأطفالها أمام أعين حكومتها ومعارضتها بدون ان يتحرك أي ضمير لهؤلاء المسؤولين .
البند الثاني : الذي يكون فيه الحوار هو الفصل الكامل بين الموالاة و المعارضة بمعني ان يعرف الجميع من الموالي ومن المعارض ؟
فالمعروف الان عند الموريتانيين ان كل العاملين في الدولة سواء في الادارة او الشرائك العمومية هو من الموالاة وغير ذلك من المعارضة ،فالشعب لا يعرف الفرق بين الحزب الحاكم وعمال الحكومة .
فالوالي والحاكم والمدير ورئيس المصلحة الجميع من الموالاة او من الحزب الحاكم او من الرئيس الي غير ذلك من الاختلال الاداري في شأن تسيير حياة المواطنين في وطنهم فعلي المتحاورين ان يصدروا مقررا عاما مشتركا يعلنون فيه ان الموالاة لا تعني من وظفته الدولة فقط لأن العمال والفنين في كل قطاع لا تعنيهم موالاة ولا معارضة وكل من يلبس بذلة عسكرية او شبه عسكرية لا تعنيه موالاة ولا معارضة وانما يعنيه ما يفعله بلبسته العسكرية او شبه العسكرية فلماذا يقوم الوالي و الحاكم بتحسيس في الشعب لما يطلبه الحزب الحاكم فقط ؟ فالموالاة اذن تعني من انخرط في حزب ينسب للحكومة او حزب يتوافق مع حزب الحكومة في سياسته ويكون هذا المنخرط يحمل بطاقة حزبية ويحضر اجتماعات الحزب الذي انخرط فيه اما امور الدولة العامة فلا موالاة فيها ولا معارضة ، وكذلك فان المعارض تقال لشخص ينتسب لحزب ويحمل بطاقة ذلك الحزب الذي يعلن انه معارض بمعني انه غير داخل في الحكومة ويمكنه قانونا ان يعترض ببياناته علي اجراء تقوم به الحكومة يري هو انه ليس من مصلحة الشعب سواء كان هذا الاجراء قامت به الدولة في الخارج او الداخل .
البند الثالث : يعني الفقراء خارج الاضواء الحمراء بمعني الذين لا يسألون الناس الحافا وما اكثرهم وتعني قضيتهم ما يعانون من مكايدة هذه الحياة نظرا لارتفاع اسعار المواد التي لا حياة لهم بدونها ومن المعلوم ان المادة الوحيدة التي يعني ارتفاع سعرها ارتفاع جميع الاسعار المتعلقة بالمواطنين مثل التنقل وشراء المواد الغذائية ، هذه المادة هي مادة البنزين الذي اصبح سعره في العالم يكاد يكون مجانا لمواطني الدول وبذلك انخفض سعر المواد والتنقل في الدول الا في موريتانيا وحدها فالمواطن الذي يتنقل الي النعمة مثلا ب 13000 الف اوقية كان ينبغي ان يتنقل الان باقل من 6000 اوقية ولكن ذلك لم يحدث لأن الدولة تصم اذانها عن تدهور اسعار النفط كأنها صخرة صماء فهي ما زالت كأنها الشخص الذي يأكل ما بين يدي الأعمى وهو لا يراه ، فالأغنياء لا يتأثرون بارتفاع اسعار هذه المادة ، فالتجار و الموظفون العامون لا يعنيهم هذا الارتفاع لأن التجار ورجال الاعمال يرفعون الاسعار كلما ارتفعت والموظفون تتحمل عنهم الدولة ذلك الجانب من حياتهم وهو المعيشة والتنقل ، اما الفقراء العميان في الوطن فان الدولة تأكل ما بين ايديهم ولا حيلة لهم في ايقاف الدولة عن هذا النوع من الاكل غير الشريف .
فاذا اجتمعت الموالاة والمعارضة لهذا الحوار الذي لابد للحكومة من اجرائه وتنفيذ ما صدر منه من قرارات وتكون هذه البنود الثلاثة قد تصدر نقاشها هذا الحوار فان وافقت الحكومة علي ازالة هذه المآسي الماثلة للعيان فقد نجح الجميع لأنها لصالح الشعب ومصالح الشعب هي مصالح الجميع ، وان امتنعت الدولة عن مناقشتها وانسحبت المعارضة من اجل ذلك فان جميع العقلاء من المواطنين الفقراء سيكونون في صفها اما غير العاقلين من المواطنين الاغبياء والموظفين فسيكونون مع الحكومة ولكنهم اقلية باءت بإثم ديمومة هذه المساوي وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون