العلاقات الموريتانية السعودية...علاقات ضاربة في القدم / عبد الرزاق سيدي محمد

إن المتتبع للعلاقات الموريتانية السعودية يلاحظ أنها علاقات ضاربة في القدم ،حيث تمتاز العلاقات بين البلدين بأواصر المحبة والمودة التي أسست لها تلك العلاقات بينهما .

وقد عرفت العلاقات الموريتانية السعودية منذ إقامتها عام 1972 حالات مد وجزر حيث عرفت فتورا طويلا بعد وقوف الرئيس الموريتاني

 الأسبق معاوية ولد الطايع عام 1990 في حرب الخليج إلى جانب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ثم قامت الحكومة السعودية عام 2007 بتنشيط العلاقات برفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في موريتانيا لدرجة سفير.
وخلال الفترة الأخيرة لاحظ المراقبون رضا السعوديين الكامل عن تعاطي نظام الرئيس محمد ولد عبدالعزيز الإيجابي مع ملفين كانا مهمين عند السعودية من قبل، هما ملف اجتياز نظام الرئيس المصري لمرحلة ما بعد الانقلاب، وملف الإخوان.
وعرفت موريتانيا في شهر أبريل من العام الماضي زيارة نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز -أول مسؤول سعودي يزور البلد منذ 3 عقود- أشرف خلالها على وضع الحجر الأساس لجامعة جديدة شمال العاصمة نواكشوط، يشمل مبنى لكلية العلوم القانونية والاقتصادية، وسيستقيل أكثر من 50 في المائة من طلبة جامعة نواكشوط وملحقات تضم مسجدا ومطعما جامعيا وحيا سكنيا خاصا بالبنات، وتبلغ التكلفة النهائية لهذا المشروع ثلاثين مليون دولار أميركي.
وينظر إلى السعودية على أنها أكبر ممول عربي للمشاريع التنموية في موريتانيا، وتتطور العلاقات السعودية الموريتانية باستمرار منذ أن رفعت المملكة في نهاية العام 2007 بأمر من خادم الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مستوى تمثيلها الدبلوماسي في موريتانيا لدرجة سفير، وذلك لأول مرة منذ حرب الخليج في العام1990م.
وتدفقت خلال السنوات الأخيرة تمويلات من صناديق ومؤسسات تمويل سعودية لدعم التنمية وجهود محاربة الفقر والأمية في موريتانيا الواقعة في غرب إفريقيا، والتي تواجه معضلات سياسية وأمنية واجتماعية.
ومنذ تعيين سفير للمملكة في موريتانيا، ارتفع مستوى التشاور السياسي والتنسيق الدبلوماسي والأمني بين البلدين، وساندت السعودية جهود موريتانيا في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والحد من الأنشطة غير المشروعة على الحدود.
في يناير الماضي دفعت السعودية بثقلها لإنجاح منتدى للاستثمار في موريتانيا، وشارك وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف في المنتدى، وأعلن عن استثمارات سعودية ضخمة في موريتانيا، معتبرا أن هذا البلد الذي يشكل أرضا بكرا للفرص الاستثمارية يمكن أن يفيد التعاون معه الشعبين الشقيقين، وعبر عن أمله في أن يشكل التعاون مع موريتانيا مستقبلا نموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب.

وكان الحضور السعودي مميزا في هذه التظاهرة الاستثمارية حيث تميز المنتدى بحضور الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية السعودي الذي جدد في كلمة له ألقاها بمناسبة افتتاح المنتدى حرص رجال الأعمال السعوديين على الاستثمار في موريتانيا والاستفادة من الفرص الواعدة التي تتيحها لهم، وبناء شراكات فاعلة في هذا المجال، داعيا جميع الفاعلين الاقتصاديين إلى دعم جهود موريتانيا والمساهمة في تنميتها ما يعزز الاستقرار في هذا البلد الذي أكد أنه يشهد إصلاحات غير مسبوقة.
و تميز المنتدى بشكل عام بحضور تكتلات استثمارية سعودية وازنة أبرزها «تحالف الراجحي» الذي وقع اتفاقية تأسيس خمس شركات تستثمر في مجال الزراعة والصيد البحري بقيمة إجمالية تصل 300 مليار أوقية وبطاقة تشغيل عمالية ضخمة، ويتضمن المشروع دعما تنمويا للسكان المحليين.
وتأتي زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اليوم للممكلة العربية السعودية من أجل تطوير العلاقات بين البلدين..
يذكر أن  العلاقات الموريتانية السعودية يتوقع أن تشهد المزيد من التطور مستقبلا بفعل التوجه الرسمي لكلتا الدولتين الرامي إلى توثيق وترسيخ تلك العلاقات وخلق مناخ استثماري يسمح بولوج رأس المال السعودي إلى السوق الموريتاني، حيث يتوقع المراقبون بناء على المؤشرات الحالية تزايد حجم الاستثمارات السعودية في الاقتصاد الموريتاني وتنويع مجالات الدعم والعون السعودي لجهود الدولة الموريتانية في التنمية

7. أكتوبر 2015 - 10:37

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا