البدء:
وعدت في الحلقة الماضية : الانقلابات العسكرية حوالينا لا علينا - أن اعرض بالتحليل للأوزان : استبداد-احتكار- انفعال -انفلات-انقلاب-انبهار-انهيار-وبزيادة حرف ندخل كلمة ارهاب.
اوردت الكلمات معتمدا التتالي المنطقي علي قاعدة: عشش-باض- فرخ .
أهي الصدفة في اتحاد الأوزان ام ما ذا وراء تلاقي كلمات متناقضة معني و بعضها ينتج او يسبب البعض ,اكاد أجزم أن دراسة معمقة في العلاقة بين الدال والمدلول اعتمادا علي دروس الجامعة وآراء سوسير وتمام حسان وكمال بشر وبعض ما قدم الموريتانيون من صفات الحروف في شكل رجز قد يساعد علي فقه هذا .
ونتيجة الخمول الفكري المخيم علي العقول عندنا ومعه كره الاطلاع والتحصيل إلا ما تعلق بالمال و دخول الحوار علي الخط كل ذلك جعلني أرجئ هذا البحث حتي اطلع علي الممكن من البحوث ذات الصلة وأجد فرصة التعليق علي الحوار الذي بدأت ملامحه ومقدماته لأنني اري ان المشاركة فيه قدر المستطاع فرض عين .
الحوار:
لا يختلف اثنان -والحال أنه لطالما كانت ثقافة الحوار قائمة بين النّاس منذ ألأزل -علي أهمية التحاور لانعكاسه المثمر علي الحياة العامة وما يولد من السكينة والعافية اضافة الي كونه سنة يوصي بها الشرع.
و لأن طبيعة البشر وفطرتهم قد جبلتا على التّحدث مع الآخرين والاستماع إليهم فقد استلزمت الدعوة في كثيرٍ من المراحل الحوار ضرورة .
وقد حاور الأنبياء أقوامهم و بقي سيّدنا نوح عليه السّلام في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا يدعوهم.
ومن نافلة القول أن أجدي وسيلة لإيصال الأفكار هي الحوار الذي يعني تقديمك لأفكارك وان تصغي للآخر ليد خل في ذلك طرح الأسئلة وأخذ الجواب, ليولد ذلك الصواب في النهاية - هذا ان كان الحوار مستندًا إلى قاعدة علميّة موضوعيّة بعيدا عن الميول والتّعصب والعاطفة.
الحوار يصحح المعتقد ويجذب المتردد ألم نشاهد الغربيين وهم يتنافسون لكسب الناخب الذي لم يحسم أمره. ؟
لا يقومون بذلك إلا عن طريق الحوار,أكان مباشرة أم علي الصفحات التواصلية .
وهكذا عند القبول بالحوار يتهيأ المرء لقبول ما يقدمه الآخر فيصبح البحث عن الحق والصواب ديدن المتحاورين وما ان ينجح احدهما في اقناع الآخر تصبح النتيجة لصالح الجميع لا يتردد أي منهما في العض عليها –ألم يكن البحث جاريا عنها ؟ .
وفي مقام آخر و في بحثي عن الأسباب وراء التجاذب الحاصل لم أجد سببا منطقيا –خاصة اذا صححنا المسار واعتمدنا التناوب السلمي منهجا-لاحتدام الخلاف الذي ينبغي أن يتمحور حول البرامج والآفاق لكنه عندنا كما عند غيرنا من من لم يتجذر عندهم عود الدولة بكافة مؤسساتها منصب علي الرغبة في تولي مهام الرئيس .
وقد رغب الشرع في الزهد ف تولي المسؤوليات وعمل الممكن من الخير إذا أصبحت قدرا-نلتمس للجميع العذر وانهم انما يسعون الي الاصلاح.
علينا أن ندرك أنه لا بد من منح الوقت الكافي للأمة كي تبلغ رشدها ومقداره يتحدد من خلال رفع المستوي التعليمي للناس وذلك بالعمل علي وضع خارطة تشجع التمدرس وحب المواطنة وترسيخ ثقافة العدل في توزيع الأرزاق بين الجميع.
وقد طلبت سابقا في : مقترح معاهدة سلم اجتماعي أن نتواضع علي القبول بنتائج الانتخابات حتي لا نظل في دوامة الطعن وعدم الاعتراف ومن ثم الخلاف.
الوضع السياسي :
يتلخص في التجاذب الحاصل بين أغلبية تدعو إلى الحوار ومنتدى عبر عن الاستعداد بشرط التمهيد الكافي ومعاهده حاورت النظام لوحدها رافضة توسعته فيما بعد كي لا يشمل المنتدى وهي الآن أي المعاهدة تريد التأجيل حتى اكتمال النصاب الذي برأيهم لا يكون إلا بوجود المنتدى .
فلم عدم الدخول في التراضي بتنازل كل طرف عن بعض ما عنده أم أن القوم يجزمون أن العامة لا تدرك ما يجري وان ادركته فلا سبيل إلى فعل شيء اذ ليس امام المواطن المسكين وقد ادرك انه ضحية إلا الصلاة كي لا يمسسه سوء ما لم يقترف.
وإن الأمة لترجو ـأن يكون القائمون على الشأن العام و المعارضة قد تحاوروا في مكان ما لا تدركه الأبصار وما أجمل أن يكونوا متفقين وأن محاضرهم قد ختمت وان الذي نري نحن الشعب انما هو للاستهلاك ,لئن كان ذلك كذلك فالبلد علي موعد قريب مع النماء.
الأيام التشاورية:
بموجب الرسالة الموجهة الي الجميع من طرف الأمين العام لرئاسة الجمهورية كان قصر المؤتمرات بداية الشهر المنصرم قبلة الكثير من المواطنين: المنضوين في الأحزاب,المجتمع المدني , المحامين,المثقفين,المنتخبين والمواطن البسيط بكافة اشكاله.
يجمع الناس علي كون الأمين العام لرئاسة الجمهورية رجلا وقورا ذا تجربة طويلة في الحكم وبإمكانه العمل علي انجاح الحوار المرتقب , يعضض ذلك معرفته الكاملة للطيف السياسي وعلاقاته الخارجية الواسعة وكذلك الاحترام الذي يحظى به لدي الجميع هذا اذا توفرت الظروف من باب : ارسل لبيبا ولا توصيه وان شئت قلت : ولا تقصه فالبلد يحتاج الرصيد الايجابي لكافة أبنائه .
محاضر الأيام التشاورية:
استمعت الي محاضر الأيام التشاورية التي حضرت و أصغيت اليها جيدا لقد أتت علي العناوين لكن من دون ذكر المحتوي الذي ينبغي اظهاره غير منقوص .
فإذا كان يصعب ذكر كل صغيرة فعلي الأقل يؤتي بموجز, فالمداخلات كلها مهمة وكل مداخلة تمثل ثقافة والثقافات متساوية لا يطغي بعضها علي بعض إلا بفعل القوة الاقتصادية أو العسكرية .
كان علي التقرير النهائي أن يأتي علي كل صغيرة لتعم الفائدة فلو لم يكن كل رأي مفيدا ما دعي الكل ولا رغب الجميع في توسعة الحوار والتمهيد والتمديد له كي يضم الكل .
وأخيرا فان الذي بإمكان المواطن الوفي تمنيه وقد تبينت المواقف أو كادت أن لا يتحول التمديد الي تهديد والحوار الي شجار.
الحلقة القادمة : سيناريوهات الحوار .
مع رجاء الخير للجميع.