يقول فريديريك نيتشه أن لا أمل في أن يمتلك الإنسان وجوده وكينونته إلا بالنضال من أجل إرادة القوة، والتي لا يمكنها أن تتحقق إلا بمجابهة تمثلات الواقع ومسلماته، والتضحية بالحياة واحتقارها، بحثا عن حياة ثانية كلها مجد وكرامة؛ لأن الإنسان
كائن يمتلك الإرادة الحقيقية على تغيير نفسه وتغيير العالم من حوله، بحيث لا يظل الإنسان عبدا يتحكم في حياته الأسياد ويحجرون على تفكيره وحركته.
يجب أن نكون أوفياء لوطننا ومهنتنا صريحين وحياديين في تحليلنا ونقلنا للأخبار والمستجدات قدر الإمكان ” لقد فاقت نشرات الأخبار في المواقع والصحف وشبكات التواصل الاجتماعي في تعرضها لموضوع اعتقال النشطاء الشباب كل التوقعات طيلة الأيام القليلة الماضية مابين مراود ومكذب ومشكك ومتآمر ومغالط للرأي العام كل ينطلق من خلفيته وموقعه السياسي مثل مايقع بالضبط مع كل المستجدات الوطنية رغم اختلافها .
وأمام هذا الكم الهائل من المعلومات والتغريدات المهبطة في أغلبها لدور النخبة الشبابية المتحررة وبعض تنظيماتها الفاعلة في ساحتنا الوطنية يكون إلزاما علينا أن نميط اللثام لنصحح بعض المعطيات المرتبطة بوقفة الأربعاء الموافق 14/10/2015 حتى لاتتحقق أحلام وطموحات أهل النفوس المريضة من أصحاب الأقلام المأجورة لنظام العصابة الأرعن وهذا مايهمنا بالدرجة الأولى.
إن ما حدث أمام وزارة الصحة ضد الوباء الجلفوني حمى الواد المتصدع . كانت وقفة جماعية ولم يتولى تنظيمها أي طرف أو جهة كما روج البعض ويدعي لحاجة في نفسه ونحن هنا لانبخل بها عليه لكننا سنكون ممتنين له إذا نفي صحة ما أتينا به.لقد تشكل الحضور من مجموعة من مناضلي شباب تواصل وحركة كفانا و25 فبراير وبعض المدونين الشباب , الكل جاء ليعرب عن واقع بلد ينزف ليرفع رايات الرفض وشعارات التمرد والاستنكار وإذا كان لابد للبعض أن يجعل هذه التظاهرة في ميزان طرف على طرف فعليه أن يجعلها في كفة الشباب الوطني الرافض للظلم والدكتاتورية والنهب والتلاعب بصحة المواطنين في هذا البلد.
كان لابد لنا أن نقف هذه الوقفة متناسين كل الشعارات والخلفيات متجاوزين مراحل التخندق والالتفاف متحدين أمام مشهد مخيف من المرض وارتفاع نسبة الوفيات أمام عصابة تسرق منا كل حلم جميل تسرق منا كل غصن زيتون تسرق منا كل حبة مندرين , لنقول لها إنها أهون عندنا من بيت العنكبوت إننا لانخاف ظلم أمنهم ولا دعوي عدالتهم ولابطش جلادهم الأرعن أننا لا نخاف السجون وأن موريتانيا لازال بها شباب قادر على حسم معركة التغيير دون أي إيعاز من أحد وبعيدا عن وصاية الجميع.
اخرجوا من قضيتنا واندحروا
خذو أذيال الغدر والخيانة وانصرفوا
إمسحوا دموع خيبتكم وتبددوا
هاتوا كرامتنا وذوبوا في مهب الريح
فنحن هنا وحق لنا أن نفتخر بمعتقلينا في السجون حق لنا أن نقول ل سيد عبد الله ولد البخاري و المعلوم ولد أوبك و سيدي الطيب ولد المجتبى و عبد الوهاب ولد سيدي المختار و أحمد ولد أبيه أننا خلفهم وأنهم تاج على رؤوسنا.
انتم قوة موريتانيا وأساسها ...انتم نبض الحياة في عروق هذا الوطن ... انتم أمل الشعب المضيء ومستقبله المنير... انتم من سطرتم بمداد الشجاعة كل عز وافتخار...
فتأكدو أنكم أعطيتمونا الدرس المناسب . وتأكدو من جديتنا في الدفاع عنكم أمام عدالة المأجورين لأنكم متهمون باختلاس المال العام وبالفساد الإداري والمالي وبصفقات التراضي وبغسيل الأموال ورعاية المخدرات لأنكم متهمون في صفقة مطار انواكشوط وموريتانيا إيرناينز والصرف الصحي والتشجير والمراكز الصحية للسرطان وصفقة الترحيل العشوائي لأنكم متهمون بشراء القصور في مراكش ودبي متهمون بإفشال التعليم والصحة والاقتصاد والأمن لأنكم متهمون بالظلم والقهر والاحتكار وتزايد نسبة الفقر والبطالة والأمية وفشل الدولة وانعدام خدماتها لأنكم تحملون في وقفاتكم شعارات خطيرة مثل لقاء الشعب و لقاء الشباب و تجديد الطبقة السياسية ورئيس الفقراء وانمباليت ولأن كل هذه التهم وأكثر موجهة إليكم فلابد من اعتقالكم والزج بكم مع المجرمين من أمثالكم لتتعلموا كيف تتعاملون معنا .وبعدها سنساعدكم أمام عدالتنا بتكييف تهمتكم الى التجمهر غير المرخص والاعتداء على موظفين خلال تأدية مهامهم مما يخفف عقوبتكم.
وأمام هذه الاتهامات المحرجة والخطيرة على البلد ومستقبله الملبد بغيوم الخوف يكون إلزاما على الشباب الوطني أن يصلح اعوجاجه وان يتجاوز جميع اهتزازته ويتحمل مسؤولياته كاملة غير منقوصة للدفاع عن ماتبقى من هذا البلد الجريح
لأن الزمن يدور بشكل سريع علينا اليوم ان نتوحد حتى لاتطحننا جرافات العصابة وعلينا ان نستفيد من الشباب الذي تجاوز عقدة الأحزاب والزعامات الوهمية ان نصتف خلف حركة كفانا وقياداتها الشابة الواعية بضرورة المرحلة وميكانيزماتها السياسية ان نقف مع 25 فبراير في ثوريتهم وعنادهم الفريد ان نتعانق مع المنظمات الشبابية الفاعلة في تواصل والتكتل وغيرهم من المتمسكين بضرورة التغيير أن نتصالح مع ذواتنا ومع صحافتنا الوطنية الجادة والفاعلين المدنيين وكل الوطنيين المتشبثين بالعبور السلمي الى مرحلة مابعد عزيز ونظام عصابته المهين لموريتانيا وشعبها الصبور.