(حقائق - تساؤلات - تحليلات - تصويبات - وثائق)
مواصلةً لذِكْر بعض وقائع ووثائق الحقبة الاستعمارية وما سبَقها من أحداث ممهِّدة لها. سيتم الحديث في هذه الحلقة عن إمارة آدْرَارْ، (يحيى بن عثمان).
ونظرا لضيق المجال وكثرة أعيان وأسَر وقبائل المنطقة الواردة أسماؤهم في الوثائق، سيتم التركيز في هذه الحلقة، كسابقاتها، على الأمراء، خصوصا الأمير سيدَ اَحمد لَّ اَحمد . أما كِبار علماء المنطقة الذين عارضوا مهادنة الفرنسيين أولَ الأمر ثم كاتبوهم آخرَه، فقد تم الحديث عن بعضهم في الحلقة الثامنة من هذه السلسلة.
• مقدمة؛
• مدخل تاريخي حول إمارة يحيى بن عثمان؛
• اتفاقية 1886م بين الأمير أحمد الِّ امْحمَّدْ والإسبان؛
• اتفاقية 1892 بين الأمير أحمد الّْ سيدَ اَحمد وفرنسا؛
• الأمير سيدَ اَحمد لَّ اَحمد مقارعا للفرنسيين ومكاتبا؛
• نماذج من مراسلات الأمير سيدَ اَحمد لَّ اَحمد مع الفرنسيين؛
• تأزُّم العلاقة بين الأمير سيدَ اَحمد لَّ اَحمد والإدارة الفرنسية؛
• نماذج من العلاقات التاريخية بين الشيخ سيديَ بابَه وأمراء آدْرار؛
• خاتمة؛
المقدمة:
تمَيَّزت الساحة الآدْرارية، أيام توغُّل المستعمر الفرنسي في موريتانيا، بنشاط وتعقُّد مشهوديْن ناتجَيْن عن وجود قيادات ومجموعات عُرفت بشدة رفضها، أولَ الأمر، للمغامرة الاستعمارية والاتفاقيات السلمية التي عقَدها نظراؤهم في مناطق البلاد الَمحاذية للسنغال ومالي مع المقيم الفرنسي كزافيي كوبولاني.
ومع حصول هذا الاختلاف في وجهات النظر وتحوُّله إلى سجال فقهي وصراع مسلح وتهديدات متبادلة، والتأخُّر النسبي لدخول الفرنسيين إقليمَ آدْرار، أصبح هذا الأخير محطَّ رِحال كُلّ معارض للمهادنة وكُلِّ مغاضب، أميرا كان أو قائدا أو محكوما عليه في الحوض والبراكنة والترارزة وتكانت... مما دفع المؤرخ الأطاريَّ عبدالودود ابنَ انتهاهْ إلى تسمية ذلك العام (1324هـ) «عام مجيء المحاصر». كما تحدث عنه ضباط وإداريون فرنسيون، كالنقيب غاستون دوفور (Gaston Dufour) الذي يقول في كتابه حول العمليات العسكرية بموريتانيا: «لجأ المنشقون إلى آدرارْ، لكن اتفاقهم مع قبائل هذه المنطقة لم يدُم طويلا؛ ثم أقنعتْهم المجاعةُ خاصةً بالرجوع، رويدا رويدا، إلى ميادين ظعنهم المعتادة، إما بتقديم طاعتهم إلينا مباشرة، أو بالتسرُّب داخل المجموعات التي سبق أن خضعت لنا».