المد الرافضي وخطره على الهوية الموريتانية / د.إسحاق ولد الشيخ سيد محمد

مما لا شك فيه أن الدولة الإيرانية لم تمد جسورها الدبلوماسية، ولم تنشط سفارتها بانواكشوط إلا من أجل خدمة مشروعها التوسعي،  ونشر فكرها الرافضي، ذلك الفكر الذي ظل أهل المغرب الأقصى يحاربونه ويقفون له بالمرصاد منذ زمن الدولة العبيدية، وتضحيات علماء السنة  في ذلك من أمثال 

عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي  مشهودة،  و مواقفهم في ذلك محفوظة.
وسنحاول من خلال هذا المقال أن نلقي نظرة سريعة على أهم طوائف الشيعة، ونبرز تاريخ نشأة الروافض وأصول مذهبهم، والأسس التي انبنى عليها، لنرى وندرك  مدى مناقضتها الصارخة ومصادمتها الواضحة  للعقيدة السنية التى  نشأ عليها الشناقطة الموريتانيون، وناغى بها أطفالهم  رضعا ، وورثوها عن آبائهم كابرا عن كابر.
إن طوائف  الشيعة الموجودة في العصر الحاضر  في أرجاء العالم  كثيرة ومتنوعة، إلا أنها تعود في أصلها   لفرق ثلاث هي:
1- الإسماعيلية وأكثر انتشارها في  البلاد السورية وتشمل شيعا وطوائف عدة مثل النصيرية والبهائية.
2- الزيدية وهم أقرب طوائف الشيعة إلى السنة  ما عدا فرقة منهم تسمى الجارودية وينحصر وجودها أساسا ببلاد اليمن.
3- الإثناعشرية "الروافض" وهم ذروة سنام التشيع، و سدنته، وحملة لواء نشره، وهم غالبية  شيعة العراق وإيران.
وترجع الجذور التاريخية لمذهب الروافض إلى آراء  الطائفة السبئية التي كان  يتزعمها اليهودي الغادرعبد الله بن سبأ ، تلك الآراء المارقة  عن الدين الإسلامي ، والزائغة عن نهج الهداية  والتى حملتهم على القول بالنص على خلافة علي رضي الله عنه ، والطعن في الخلفاء الثلاثة  ، وسب أم المؤمنين المبرأة من الإفك  وغيرها من الصحابة الكرام .
وقد اعتمد الروافض في مذهبهم على مجموعة من الأصول والعقائد منها ما يلي :
1- الإمامة : يري الروافض  أن إمامة الاثني عشرية  ، ركن الإسلام الأعظم ، وهي عندهم مقام يمزج مابين  الإلهي والبشري ، فالإمام عندهم يوحى إليه ، ويؤيد بالمعجزات ، وهو معصوم عصمة مطلقة.
2- الطعن في الصحابة الكرام  : حيث  يزعم الشيعة الروافض  أن الصحابة ارتدوا عن الإسلام إلا ثلاثة أو أربعة أو سبعة ، على اختلاف أقاويلهم في ذلك .
3-عقيدة التقية : ويعني  بها الروافض تشريع   قول الرافضي  بخلاف ما يضمر عند الحاجة .
4-اعتقاد تحريف القرآن الكريم:  و ذلك من خلال  ادعا ئهم  لوجود سورة من القرءان باسم الولاية تنص على ولاية علي  رضي الله عنه، وأنها حذفت عمدا  من المصحف العثماني.
كانت هذه بعض الأصول التي يبني عليها الروافض مذهبهم  ويدينون بها  لربهم ، ولا يخفى ما لها من التهافت والبطلان ، لأن من المجمع عليه  عند أصحاب المذاهب السنية الأربعة أن العصمة ليست إلا  لله ورسله ، وأن  النبوءة ختمت بنبي الرحمة ، لقوله عليه الصلاة السلام " لا نبي بعدي "  وأن المعجزات من خصائص الرسل .
كما أن القرءان الكريم دلت  كثير من آياته  على  الترضي على الصحابة الكرام ومدحهم والثناء عليهم ، بل إن منها  ما بشرت كل من اتصف بالصحبة بالحسنى كما في قوله تعالى : ...وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير  [سورة الحديد آية 10]
وهو ما يجعل  لعنهم واتهامهم بالخيانة والتآمر وغير ذلك من مساوئ الأخلاق، بل وتكفيرهم ووعدهم بالنار أمورا تناقض نصوص القرءان وتكذبه.
ويكفي لبيان فساد عقيدة التقية عند الشيعة أنها تطابق النفاق المذموم  في القرءان الكريم والمؤدي إلى الدرك الأسفل من النار :  إن المنفقين  في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا [سورة النساء آية 144]
أما دعوى  تحريف القرءان الكريم ونقصه  فهي لعمري دعوى باطلة، وفرية زائفة   لقول الله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحفظون  [سورة الحجر آية 9]
ومن خلال عرض أصول هذا الفكر وبيان الظروف التي اكتنفت نشأته  نتبين غرابته على هذه الربوع وساكنته من أهل السنة ،  الذين لم تسعفنا المصادر التاريخية –حسب علمي -  برواية ولو ضعيفة بتشيع  فرد من أفرادهم  ، بل كان معتقدهم سنيا ، ومذهبهم مالكيا ، ولم يزل ذلك هو ديدنهم  وتلك هي  هويتهم حتى بدأ هذا المد التوسعي الإيراني  في العقد الأخير ، ولم يلبث أن اتسع نطاقه وبدأ ينتشر انتشار النار في الهشيم.
وقد اقتصرت محاولات دعاته في البداية على  استهداف العامة ، واستمالة ما استطاعوا من  ضعفة العقول   عن طريق الإغراءات المادية والغرة  بحب آل لبيت ، وكان ممن وقع في شباكهم من هذه الفئة علنا ومجاهرة   : المسيكنة المدعوة : أم المومنين التي اتصلت  في  أحد أيام رمضان  الماضي على إحدى القنوات الشيعية ،و لقنها أحد شيوخهم  مبادئ  مذهبه  .
و لم يزل بهم الحال حتى سولت للسفير الإيراني نفسه  - عبثا- محاولة اختراق  الطود الشامخ والجدار الفلاذي العلامة الجليل : الشيخ اباه ولد عبد الله -حفظه الله - عن طريق أسلوب التأثير المعهودة عندهم من تقديم الهدايا وأخذ الصور المعبرة عن التقارب والمودة ، - حسب الرواية المتداولة -  إلا أن الشيخ لم يكن ممن يجاملون على حساب قناعاتهم ،. فلقنه درسا في فضل  الصحابة الكرام ، ومنحه فرصة تكسير الرقم القياسي للفشل في المهمة . ليدخل بهذه المحاولة  مجموعة "جينيس" للأرقام القسياسية . 
وبهذه المحاولة الخطيرة ، التي تستهدف هرم المجتمع الموريتاني وقدوته ،   بلغ السيل الزبا واتسع الخرق على الراقع ، ودقت الهوية الموريتانية  نواقيس الخطر .       

8. نوفمبر 2015 - 15:03

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا