حظر الدراعة استعداد موريتاني لدخول عصر الثورة الصناعية الرابعة / يربان الخراشي

في الوقت الذي يستعد العالم فيه لدخول عصر الثورة الصناعية الرابعة حيث المصانع الرقمية الذكية ذاتية الإدارة والعمليات الصناعية الرقمية المرتبطة بالإنترنت ,عصر تدفق المعلومات الذي يتضاعف ويتجدد فيه حجم المعرفة البشرية بسرعة هائلة حيث يقدر الباحثون ان حجم المعرفة البشرية يتضاعف

 مرة كل 3سنوات حاليا ومن المتوقع ان يتضاعف كل 72 يوم بعد سنة 2020م .
وعلى الرغم  من أن أجدادنا هم المجتمع البدوي المتنقل الوحيد تقريبا في العالم الذي اتخد ظهورالعيس مدرسة متنقلة انتجت علما وثقافة وأسست  لحضارة أزاحت الظلام عن كل المنطقة . إلى أننا نحن الأحفاد وفي مطلع القرن الواحد والعشرين ورغم كل الوسائل المتاحة لنا لم ننجح  في التوصل الى نظام تعليمي  يربط حاضرنا بماضينا ويضمن لنا ابسط مقومات البقاء في المستقبل  ودخولنا في هذا العصر بنظام تعليمي عقيم وفي ظل الانعكاسات العميقة له على الحركة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية و الثقافية للمجتمعات والدول يجعلنا نطرح أكثر من تساؤل عن مدى جاهزيتنا لتحدي بل وحتى الإستعداد للبقاء والإستمرار .
سيدي الوزير , لقد علمنا التاريخ أن التخلف عن الركب العالمي تعليميا كان ولايزال احد اهم اسباب انهيار وموت الدول والامم ولنا في  سقوط أعتى امبراطوريتين
في بداية القرن 20 خير مثال على ذلك ,ففي الوقت الذي كان الغرب يستخدم فيه
آلة الطباعة التي ساهمت في نشر المعرفة والعلوم أصدر سلطان الخلافة العثمانية (1299-1923) فرمانا يقضي بتحريم هذه الآلة مما جعل المسلمين يتخلوفون 200 سنة عن الركب الحضاري وفي نفس الوقت الذي كان الغرب  يخطو أولى خطواته
نحو عالم صناعي كان ملك إمبراطورية تشينغ الصينية(1644 -1912 ) تشيان لونغ
يستخدم هدايا الغربيين كالمحرك البخاري والتلسكوب للعب في قصوره المحرمة دون
إبتعاث الطلاب لدراسة العلوم الجديدة في الوقت المناسب مما كان احد اهم اسباب سقوط الامبراطورية .
تذكر سيدي الوزير اننا سندخل عصر الثورة الصناعية الرابعة ونحن لم نستوعب  بعد
أفكار الدولة القومية التي عاصر منظَريها عصر الثورة الصناعية الاولى ولا حتى أفكار الدولة  الليبرالية التي عايش منظريها عصر الثورة الثانية او أفكار دولة الرفاهية التي عايش منظريها عصر الثورة الثالثة.
سيدي الوزير، نحن  بحاجة إلى  صحوة تعليمية ونهضة مهاراتية  تفضي الى تعليم نوعي يأخذ في الحسبان  الكم والكيف الهائل للمعلومات وتحديثها من حين لآخر ؛
تعليم  يلبي متطلبات سوق عمل اليوم بما فيها من تقدم علمي وتكنولوجي فائق النوعية ؛تعليم يحقق الوحدة الثقافية للاثنيات المختلفة في بلادنامع الحفاظ على خصوصياتها ؛ تعليم  يحقق الهوية  الوطنية الجامعة ؛تعليم يساهم في اعادة بناء المنظومة الأخلاقية والقيمية المنهارة ؛تعليم قادر على نقل  قيمنا  وثقافتنا الى الاجيال القادمة؛ تعليم قادر على انتاج جيل متميز قادرعلى استغلال التسهيلات التكنولوجية العالميةالمتاحة لتحقيق قفزات تنموية كبيرة للوطن .
ولسنا في حاجة فقط الى قرارات ارتجالية كحظر الدراعة التي ليست فقط الزي الوطني ورمز هويتنا الوحيد الذي  يرتديه كل الموريتانيين بل تعكس ذكاء أجدادنا في التكيف مع العوامل المناخية والبيئية و الاقتصادية وبغض النظر عن  مدى ملاءمتها لظروف العمل  او مدى حاجة التعليم والمعلم الى هكذا قرارات فإنها تبقى الزي الجامع لنا في زمن كثرت فيه  الفتن والدعوات الفئوية الطائفية والعصرية والتطور في الفكر ينبع من العقل لامن اللباس.

11. نوفمبر 2015 - 9:12

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا