تفجيرات فرنسا.. الحقيقة المسكوت عنها ! / سيد محمد ولد أخليل

عزيزي الديمقراطي إني أحبك في الله لأنك مسلم – على الأقل - فاسمح لي أن أعرض عليك في هذه العجالة رأيي وبكل صراحة وفقا لمبادئك المميزة: "حرية التعبير"، "حرية الرأي"، "حرية كل شيء!"..
سأتناول في هذا المقال ثلاث مواضيع بينها من الترابط ما لا يخفى على بصيرتك وبصرك، وهي:

أولا: تفجيرات فرنسا.. الحقيقة المسكوت عنها
ثانيا: جهلنا بعدونا الحقيقي وانشغالنا بالحاكم المسكين
ثالثا: نظرية التعاطف مع الشيعة الغبية

أولا: تفجيرات فرنسا..
أبدأ بطرح سؤال بسيط: لماذا لم نشهد عملية مماثلة لمثل هذه العمليات الدموية في قلب إسرائيل النابض بالظلم؟ لقد قُتل ما يقارب الخمسة آلاف في حادثة سبتمبر الأمريكية الشهيرة، ورأينا التفجيرات في كل مكان من العالم ذهب ضحيتها أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في الحرب الدائرة بين الحق والشياطين، فلماذا سلمت إسرائيل من غير الحجارة والسكاكين ؟ فكر في هذه، فداعش التي تحارب بقرب إسرائيل لم توجه إليها رصاصة واحدة أحرى بصاروخ، بل بالعكس توجد مقاطع على اليوتوب تعرض بعض أفراد التنظيم وهم يتعالجون في إسرائيل !.. 
سؤال آخر: من المنتفع من مثل هذه العمليات التخريبية القاتلة المشوهة للإسلام والمسلمين؟ ابحث عن المنتفع وستتبين لك بعض خيوط المؤامرة الحاقدة على الإسلام والمسلمين.
لا أنكر وجود بعض الخوارج الجهلة الحاملين للسلاح (لأن الخوارج الحاملين لشعار المظاهرات والإسلام كثر في بلداننا)، وهم قلة أعتقد أن الصهيونية العالمية تستغلها، لذا لن أعجب من كون قادتهم عملاء مجندين بإسم الدين والجهاد من أجل تحقيق منافع الشيطان الديمقراطي المتحضر الذي يحترم حقوق الحيوان ويبغض حقوق الإنسان ! ذلك الفاجر المخمور الذي ينهب قارات العالم باسم الدبلوماسية، ويبتزها باسم حقوق الحيوان لأن الإنسان بلا حقوق عنده أصلا، وخصوصا الإنسان المسلم..
نعم يوجد جهلة خوارج متحمسين لا يعلمون أن الصهيونة الفاجرة تتلاعب بعواطفهم الجياشة وبجهلهم بالدين والتأويل، وتسترزق من ورائهم هم وغيرهم من المرتزقة، ولكن أساس كل هذه العمليات هم سكان العالم المعقوف البارد الذي تحركه دويلة اليهود المزروعة التي هي أصل بلاوي العالم، والتي على الغرب إن أراد أن يرتاح من كل هذا الشر وأوله قتل أبنائه في سبيل تحقيق مصالحها الشيطانية، أن ينقلها من الشرق الأوسط إلى الشرق الأبعد أو إلى المحيط..
بصراحة أعتقد أن هؤلاء الكفار وراء هذه التفجيرات أكثر من المسلمين، وقد ظهر من شكك في سقوط برجي أمريكا الشهيرين واتهم أمريكا وإسرائيل بقتل الأبرياء من أجل سواد عيون الغانية السداسية الزرقاء الخبيثة. فعلى شعب فرنسا وشعب أمريكا وكل شعوب العالم الذي تتحكم فيه الصهيونية أن يبحثوا عن الراحة في كشف ألاعيب ومؤامرات قادتهم، وأن يتوجهوا بأصابع الإتهام إلى إسرائيل ووحشها الكاسر أمريكا.
ولو كنا شيئا يذكر، لكان من أهم أولويات حكوماتنا – التي تعتقد أن في مهادن الشيطان نجاة كراسيها – إثبات أن الإسلام بريء من كل هذه الألاعيب الشيطانية، وأن يضعوا ميزانياتهم كلها في سبيل غزو أوربا بالدين الحقيقي الذي يحرم قتل النفوس المطمئنة حقا، وأن يهدوهم إليه طاعة لربهم ورجاء لرضاه بدل العض على كراسيهم بإسنانهم التي ستتساقط الواحدة تلو الآخرة عاجلا أو آجلا، في زمن لم يعد ينفع فيه ذلك العض.
يا أخي لماذا لا نشهد عملية غزو ثقافي للإسلام لهذه البلدان المتجمدة، وذلك في منتهى اليسر اليوم، تكفي فيه فقط مواقع قوية تتلكم بلغات القوم ودعاية قوية، وندوات في بلدانهم – ولن يسمحوا بها -، ولكن ما دامت أكذوبة حرية الإنترنت مستمرة، فلم لا نستغلها في توصيل ديننا إليهم، ألا تكفي ميزانية بلد عربي مسلم واحد في صنع جيش من العلماء المصححين والمترجمين الذين ينقلون هذا الإسلام الرائع إلى تلك العوالم الغافلة بدل الإكتفاء بالبكاء على ضحايا مؤامراتهم الصهيونية في فرنسا ظنا أن ذلك سيبعد عنهم الموت..
لقد رثيت لوزير خارجية مصر عندما قيل له إن الروس والبريطانيين لم يحضروا مؤتمر فريق التحقيقات المصرية فقال: لسنا أول دولة تسقط فيها طائرة، ومصر أعظم من ذلك بكثير، وبقليل من العمل والجدية سنحقق ما نصبوا إليه.. نعم، فكر الوزير المسكين في القوة والعمل من أجل حفظ الكرامة من المؤامرات التي يبدو ألا نهاية لها على المسلمين. لأن روسيا كان بإمكانها أن تشن حربا على مصر وتحاول النجاح فيما فشلت فيه المظاهرات: تخريب ذلك البلد المسلم العظيم، لأن القوم لا يعرفون إلا النفاق والظلم والأذية والمؤامرات، والويل لمن يعتقد أنهم يحبونه لسواد كرسيه وموالاته، فهم لا يحبون إلى أنفسهم، ومجنونتهم الدموية التي توظفهم مثل الثيران في زرع الشر والأحقاد ودمار العالم..

ثانيا: جهلنا بالعدو الحقيقي وانشغالنا بالمزيف..
هذه أيضا حقيقة مؤسفة جدا، ولعل من بعض حامليها إخوان مسلمون، عجبا لدينهم ! إن عدونا أيها العقلاء معروف وظاهر لا يخفى، وهو سبب كل الدمار والخراب الذي نعاني منه، وكل من أيد أو أسهم في إشعال تلك النيران فهو موظف عندهم، علِم ذلك أو جهله. عدونا هو إبليس وكل من يعمل في ركابه من اليهود والنصارى المحاربين – وأكرر: المحاربين، لأن غير المحاربين ليسوا أعدائنا -، والإخوان، يشغلوننا بعدو وهمي يصورونه في أبشع صورة ويضعون على رأسه قبعة الحاكم لكي نغفل عن عدونا الحقيقي ونخرب بلداننا بحجة مناهضة الدكتاتورية، تلك الحجة السخيفة الغبية ؟ إن الحاكم ليس عدو لنا، إن الحاكم منا وهو مسلم، السيسي مسلم لأنه يظهر ذلك، ومن كفره من القوم فقد باء بها أحد الإثنين.
الحاكم أيها الأصدقاء ليس عدوا لأنه ببساطة منا، وشريعتنا الذكية تأمرنا بطاعته في جميع أحواله – ما عدى الكفر الذي لا دليل لهم عليهم - ، وكما جاء في الحديث الشريف: "كما تكونون يول عليكم"، فلنكن صالحين ولننشغل بأنفسنا ومجتمعنا أكثر من انشغالنا بالحاكم، وبالدعاية الكاذبة المسماة "الدكتاتورية"، فإذا كان القوم قد ثاروا على حكامهم في أوربا وقتلوهم واحتلوا كراسيهم فلأنهم يفتقرون إلى أمر إلهي بعدم فعل ذلك، ولأنهم لا يرون في "الخوارج" إلا ثوار كرام كخوارج الثورة الفرنسية والإسبانية، أما عندنا نحن المسلمين فالخروج شر محض، والخوارج كلاب النار بشهادة نبينا الكريم..
فدع عنك الحاكم فهو مسكين، إنه رجل ابتلاه الله عز وجل كما ابتلاك، والطريقة التي تدافع بها بأسنانك عن شبر من دكانك أو كزرتك هي نفسها الطريقة التي يدافع بها عن حكمه الذي ابتلي به كما ابتليت أنت بالكزرة والدكان، فاعدل، ولا تخرج، وانصح بدل المعارضة ذلك خير من تتبع ديمقراطيات الشياطين المخربة لأسس الحياة والدين..
لقد شُغلنا بهذا العدو الوهمي الذي لا يمثل شره – الواقع أصلا على منافسيه وحدهم، وهم قلة – جزء من الألف من شر العدو الحقيقي، بل بالعكس وُجد منا من يستعين بالعدو الحقيقي على الوهمي ! ويهتم بالأخير أكثر من اهتمامه بالأول، وهذا عجيب وغريب !

ثالثا: نظرية التعاطف مع الشيعة.. 
للأسف نجح بعض الشيعة في غزو من لا يعرف مكرهم وأكاذيبهم فاعتقد ببراءة – أحيانا - أنهم يدافعون عن آل البيت ولو كانوا كذلك لما سعوا في إفساد دين الإسلام.. فاحذر إن كنت من آل البيت – أو من غيرهم - فما دمت تترضى عن الشيخين (أبو بكر وعمر) فأنت من آل الشيطان عند الشيعة، لن تنفعك قرابتك.
كذلك، لا تسمح لهم بأن يدخلوك من باب إحياء مظلومية الحسين رضي الله عنه، فتلك مظلومية انقضى دهرها، ولا معنى لإحيائها سوى إحياء مراد الشياطين من قتل وتدمير للأمة (مرادهم الأساسي). فاحذر من التشيع وتبصر إن كان الحظ وضع في طريقك غرابا من شياطينهم، فهم رغم قلتهم – والحمد لله – موجودون، والحكومة مقصرة في الأخذ على أيديهم، ولا هدف لهم غير التخريب وإثارة الأحقاد الجاهلية.
لقد أفضى الحسين إلى ربه، وفي عهده وما قبله وما بعده، كان هنالك نزاع بين بعض طوائف المسلمين، ذهب ضحيته كثير من آل البيت ومن غيرهم من مخالفيهم في الحكم، وفي كل الأحوال "تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، فضع هذه الآية نصب عينك واسأل نفسك: من الذي يعاديه الشيعة بمثل هذا الكذب والإفتراء والحقد غير أعداء إبليس..
استخدم عقلك أيها المتعاطف معهم في تأمل أهم المآخذ عليهم، وستجد نفسك تنفر منهم كحمر مستنفرة ولت من قسورة، وهذه بعضها:
* حقدهم المستمر على كل من يترضى عن الشيخين – أنا وأنت وغيرنا من أهل السنة - واتهامه بالتهمة البشعة الكاذبة: "المشاركة في قتل الحسين رضي الله عنه"، والحسين - كما الشيخين - بريء من الشيعة، بل أجدادهم اللئام هم في الحقيقة من قتله باستدعائه والتخلي عنه..
* رفضهم لتراث الإسلام الحقيقي، وهو ميراث علماء أهل السنة والجماعة، فلا يقبلون الحديث الصحيح عندنا، ولا رجالنا، فالبخاري عندهم – ومسلم ومالك وأحمد وأبو حنيفة والشافعي – كلهم عند الشيعة صفر ! حتى القرآن يتهموننا بتحريفه وفي ذلك اعتراض تأكيد رب العالمين جل جلاله حفظه له إلى يوم الدين. إذن يتضح من هذا أن لهم طريق غير طريقنا، بل أكثر العلماء يؤكدون أن لهم دين غير ديننا ! أذانهم ووضوئهم وصلاتهم وفهمهم للقرآن والحديث مختلف عنا !..
* اتهامهم لأمنا العظيمة عائشة رضي الله عنها بأبشع التهم مما يعجز القلم حتى عن تسطيره في هذه الصفحات، رغم أنها من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل من أولاهم بذلك لأنها زوجه إن كانوا يعقلون، ويصدقون في زعمهم حب آل البيت ودفاعهم عن حقوقهم! أو حتى إن كانوا يحترمون عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلا تفسق – أو تكفر -  بمثل تلك الإتهامات السخيفة..
* اتهامهم لكل الصحابة العظام، أولئك الرجال الذين رضي عنهم ربهم في كتابه واختارهم لصحبة نبيه والدفاع عن دينه وإعلاء كلمته، جعلهم الشيعة كفار مرتدون إلا قلة قلية لا تتجاوز عدد أصابع اليدين، فأي دين  وفهم هذا الذي أوصله التشيع إلى أهله ومحبيهم من خلال الأكاذيب والإفتراءات ؟.. هؤلاء هم الشيعة فاحذرهم إن كنت من أهل الحذر..
 

16. نوفمبر 2015 - 8:44

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا