بدأت جمهورية السيبة تتشكل منذ بداية الحركة التى قامت به الكتيبة البرلمانية ضد أول رئيس منتخب فى تاريخ البلد مع علاته , حيث بدأت جمهورية السيبة (الجمهورية الخامسة) ترى النور ومن خلال فلم هندى تتوالى حلاقاته مع معرفة خاتمته قبل أن ينتهى.
لقد خبر صاحب الفخامة رئيس جمهورية السيبة حقيقة الشعب الموريتانى ,
طموحاته وتطلعاته , الطريقة و الآليات التى يحكم بها من خلال معرفته بخفايا الحكم لمدة عقدين من الزمن قضاهم قرب معاوية الخير و هو المعلم أصلا من حيث التكوين , فتعرف عن قرب على أهل السياسة و الطريقة الأنسب لحكم بلاد السيبة دون أن يكون ذلك فى قواميس العلوم السياسية المتعارف عليها فى طرق الحكم و الياته. حيث تعرف على منهم يعملون لصالح الحاكم حتى وان تظاهروا بالمعارضة وعلى منهم مع الحاكم حتى و ان تم التنكيل بهم واحتقارهم لعدم قدرتهم على البعد عنه.
لقد بدأت الحلقة الأولى مع اتفاق دكار الذى اوضح ضعف الطبقة السياسية من حيث الاستقراء و بعد النظر , حيث بقبولهم لذالك الاتفاق قضوا على تطلعات الشعب فى العيش فى كنف الديمقراطية لنهم و ببساطة كانوا وقتها يحاورون لمصالح ضيقة لا لمستقبل بلد بكامله اذ لو كانوا أصروا على بعد العسكر عن الحكم و رفض الانقلاب لما كان الأمر على ما هو عليه اليوم.
تتالت حلاقات الفلم الهندى بالحوارات من 2011 الى اليوم و التى تسعى الى تجسيد الجمهورية الخامسة على أرض الواقع التى لا مكان فيها إلا لمن هم مستعدون للتحقير و التنكيل بهم فى الجلسات الخاصة وحتى فى الأماكن العمومية ,على أن يظلوا حراس النظام يدافعون عنه بسخافات لا يمكن لعاقل أن يقبلها حتى ولو كان يغض فى النوم. لقد عمل النظام مع جزء من المعارضة (المعاهدة) الى زيادة عدد مقاعد البرلمان لهدر المال العام و العمل على تجسيد فكرة ان المشرع يمكن أن يكون اى فرد تائه جاهل بحياته بالأحرى التشريع لبلد سائر فى طريق النمو , القيام بإعطاء كوتا للمرأة و هو ما يبتعد عن منطق تطوير الديمقراطية و يعمل على تجسيد مبدأ المحاصصة الذى لا محالة سيتعداه الى مجموعات اخرى و نكون عندها فى بلاد سيبة بالفعل. و فى نفس الوقت خرج ذلك الحوار بنتائج أخرى قد يحصل السكوت عنها دون ان يتم تطبيقها على أرض الواقع , و تم اعطاء بعد محلى لحركة ايرا من أجل خلق مشاكل و تجاذبات على مستوى الوحدة الوطنية و لخلق بؤرة جديدة من المشاكل تضاف الى مشكل افلام حتى نكون فى دولة اثنيات تحدد فيها المواطنة حسب الانتماء الاثنى لا الى الدولة.
فى المرحلة اللاحقة يتم العمل على قتل ما تبقى من القيم و الكرامة لدى الفرد الموريتانى بعد حكم معاوية الذى كان صاحبة الفخامة أحدى أركانه دون ان يكون له من المر شيئا , لقد تم العمل على ان يكون التعين فى المناصب السامية لا يشترط فيه سوى العلاقة بأحد الجنرالات او الانتماء للجوقة المغردة بمديح صاحبة الفخامة مع شرط ضعف المستوى العلمى و فى أحايين أخرى سيرة ذاتية من نوع خاص يشترط فيها أمور أخرى كان يجب أن تكون عائقا امام تولى المسؤولية فى بلد يحترم فيه الفرد , لقد عمل منظرو دولة السيبة على الدوس على كل ما كان جميلا فى هذه البلاد.
لقد أصبحت الوضعية مناسبة لوضع الموريتانيين أمام الأمر الواقع حيث يتم تغير الأمور بما يتماشى مع تطلعات و امال رئيس جمهورية السيبة , من خلال ترسيخ فى أذهان المواطنين بأن الحل يكمن فى بقاء الرئيس فى منصبه بشكل مباشر أو غير مباشر و لمأموريات غير محدودة العدد ومن خلال ما تم من احالة الى التقاعد من القوات المسلحة من قد يشعرون بضرورة التدخل لتصحيح المسار. كما يتم تجنيد أهل الأقلام للتنظير لذلك , كما بدأت المواسم الكرنفالية للزيارات الأخير لوزراء لا يفهمون حتى ما يقومون بشرحه للمواطنين الذى بالطبع يرون ان من يحكم هذه البلاد السائبة هو من توجد فيه مصلحة البلاد و العباد دون أن يحتاجون لشرح ذلك لارتباط أذهانهم بعقلية المخزن.
ومنه سيكون هنالك لقاء بقصر المؤتمرات يتم بالمعارضة أو بدونها و سيخرج بنتائج معلومة مسبقا , حيث سيخرج الحاضرون حتى لا أقول المؤتمرون بنتائج تم صياغتها فى محاضر معدة مسبقا من قبل خلية اكل اليها الأمر من طرف رئيس الجوقة. ما سيتم الاعلان عنه سيكون من أجل تدعيم جمهورية السيبة من خلال تغير الدستور الى نظام برلمانية و بعدد مأموريات مفتوح ومن خلال صلاحيات موسعة للبرلمان و فتح سن الترشح لرئاسة الحكومة و اعادة التقطيع الادارى لإرضاء أكبر عدد من المطبلين , وحتى اضافة لائحة للشباب لزيادة عدد النواب و تبذير أكثر للمال العام. و قد يكون السيناريو بالإبقاء على النظام السياسى القائم مع تغير سن الترشح بالإضافة الى الحد من عدد المأموريات مع بعض التحسينات فيما يتعلق بصلاحيات الوزير الأول , بالإضافة الى اجراءات اخرى تكون فى ظاهرها تخدم الصالح العام دون يتم تنفيذها على أرض الواقع يوما. وفى احسن الأحوال يتم بعض التغيرات على الايات الانتخاب و التقطيع الادارى , و اعطاء صلاحيات أكبر للوزير الأول على ان تتم الدعوة الى انتخابات سابقة لأوانها يكون بإمكان الرئيس الترشح لها و فى حالة تعذر ذلك سيتم حكمنا على طريقة بوتن.
بعد اللقاء المرتقب ستكتمل الحلقة الأخير من فلم الجمهورية الخامسة (دولة السيبة) , سيتم تسير أمورنا من طرف جماعة خبرت مجتمعنا وتعول على استعدادها لخدمة المنظومة العالمية الجديدة على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره , ولن يبقى أمام ساكنة هذه الربوع الجميلة الغنية بمواردها سوى انتظار حل من السماء فما ضاقت إلا فرجت.
و الله من وراء القصد