موريتانيا كلمة عظيمة تحمل الكثير من المعاني والإيحاءات والمغازي لأنها وبكل بساطة تعني وطننا الذي يحتضننا جميعا بدفئه وحنانه وهو الذي يمنحنا الاطمئنان والسكينة والإحساس بالفخر .
ومهما أثرت بعض الدعايات المجندة ضدنا في بعض النفوس تظل بلادنا تطاول أعناق المجد
تفتخر بماضيها وتنهمك بشرف في حاضرها لتنعم في مستقبلها بالقوة والصمود والاعتزاز بالتضحيات مهما كان نوعها.
فقد ضحى الآباء بالدماء من أجل موريتانيا, وقد ضحوا كذلك بالأعراض من أجل موريتانيا ,فرغم تواضع الوسائل الحضارية استطاع أجدادنا النجاح على جميع الجبهات: سواء تلك الجبهة التي قررت قتال الكافر الغاصب لرده عن ديار المسلمين وشرفهم , أو تلك الجبهة التي قررت "مصالحة" هذا الغاصب المتغلب من أجل تلافي ما أمكن من مصالح الناس , ومن المعروف أن لكل من الجبهتين مستنده الشرعي والفكري الوجيه والذي يصب في جميع الحالات في مصلحة الأمة.
وسواء تحمس أنصار هذه الفكرة أو تلك لرأيهم فإنهم لا يستطيعون جميعا إنكار حقيقة مدوية مسطرة بماء الذهب والورد وهي أنهم جميعا ضحوا من أجل موريتانيا كل حسب فهمه ومنطقه في التضحية ولو أنهم لم يستطيعوا تسيير خلافاتهم لتوحيد الجهود ,ومع ذلك تركوا لنا ما يرفع الرؤوس من الأمجاد والتضحيات والانتصارات والنظم والمؤسسات والأفكار والخصال والذكر الحسن ...
ألا ترى أنهم جميعا جزء من ذاكرتنا الجمعية ولا يعنينا منهم إلا حسناتهم لأنهم قضوا في غالبيتهم إلى رحمة الله ونحن أصحاب القرار ..فلا مجال للتخوين لأن من حاربوا المستعمر في أول الأمر هادنه أبناؤهم ومن هادنوه في أول الأمر ربما عارضه أبناءهم وعارضوا الدولة من بعده..
وليس ذكر الأول من الآباء بسوء إلا امتدادا لمنطق العصبية والبعد عن فهم إكراهات تشكل الدولة والأمة وفق منطق جديد أساسه الانصهار بين كافة الفعاليات والتصورات والجهود لتظل موريتانيا قوية دائما.