البدء:
لا يراد لهذا المبحث أن يكون أكاديميا لو كان كذلك تناول:
-المهارات المطلوبة في الحوار .
-المصداقية رأس مال الحوار .
-أهمية المستوي العلمي للقائمين علي العملية.
-الإقناع والاقتناع وأثرهما في الحوار.
-الفرق بين الجدال والحوار.
إلي غير ذلك من البحوث المعينة خاصة عمل الرسل الكرام والسلف الصالح في دعوتهم لأقوامهم.
لا أجحد أني لم أتكلف ذلك الجهد ليس لعدم القدرة علي المحاولة بل لأن المجتمع :-النخبة والعامة –لا يهتمان بالتحاليل العلمية وذلك لميل الضمير الجمعي للأمة الي الأبسط المدرك دون عناء.
لا يتدارس الناس الحوار من منظور الطرح العلمي بل من زاوية التصريحات السياسية لهذا الفريق أو ذاك فما أعجلهم علي معرفة مواقف الأطراف .
ينظر إلي السياسة في بلدنا علي أنها فرع من الفلسفة ,نعلم انه في الفلسفة الأسئلة أهم من الأجوبة ,لا ادري إن كان ذلك هو مرد عدم إعطاء سياسيينا أجوبة صريحة متعلقة بمواقفهم .
إذا أردت أن تنعت شخصا بالمسؤولية وبالخبرة والحنكة السياسية فقل انه فيلسوف ,انظر معي الي هذه النظرة العامة إلي السياسيين .
كذلك فان السياسي عندنا هو من يكون واسع الخيال متسع الصدر لا يمكنك فهم ما يريد مهما أوتيت من الفطنة والدهاء انه بهذا المعني شخص غامض,السياسي اذا غير مطالب بالوضوح انه بالعامية أبو الوجهين وإذا امتلك قدرات خارقة سمي بحرا لا ساحل له .
يتساءل الناس عن مصير مبادرة المعاهدة وما أكثر المبادرات عندنا وعن موقف النظام من الحوار ليقتبسوا منه طرح الأغلبية.
ومن المفارقات أن الأغلبية (أغلبية الحكم) تتبع النظام ولكن لا تتقاسم معه كافة المواقف ,ففي حين يعبر النظام عن الاستعداد لحل البرلمان والمجالس البلدية –كما يشاع- لا تخفي الأغلبية عدم الرضي:فالإنفاق علي الانتخابات الأخيرة كان عند البعض كبيرا كما لا ضمان يمكن منحه إذا ما نظمت انتخابات جديدة.
من الغريب كذلك التبني الظاهر من الجميع لمبدا الحوار دون فعل أي شيء يمهد للدخول فيه أ وحتي ذكر الأسباب المانعة وقديما قيل :إذا ظهر السبب بطل العجب.
معلومة أخري:
كل من المنتدى والأغلبية يصر علي عدم التزحزح قيد أنملة عن المواقف السابقة ,أفلا يعلمون أن ذلك اعلان صريح لرفض الحوار الذي يتبنون في الظاهر علي الأقل ,عليهم القيام بعمل ما يكسى تصاريحهم مصداقية أم أنهم لا يهمهم الرأي العام الذي برأيهم لا يفقه ما يجري ومنقسم بين الأغلبية والمنتدى والمعاهدة وفئات أخري تميل مع النعماء .
أسباب العض علي الرؤى :
-النظام :لا يقدر علي التنازل لأن من هو في الأعلى لا ينزل ,هو اذا في موقف القوي يملي ولا يملي عليه هكذا يفكر الحافون بالقصر الذين يكرهون الاستزادة ولا يدعون الرئيس يحتضن و يجازي من يسدي اليه المعروف السياسي أيا كان الزمان والمكان.
هم بذلك يخادعون رئيس الجمهورية فالأولي إحاطة الرئيس بكل مجهود وكل تضحية حتي تتم مكافأة الجميع لا أن تحصر المزايا في مجموعة أو فريق عمل فما عند الرئيس من الترقيات والأوسمة يسع الجميع كل بحسب جدارته.
-المنتدى:يعتبر النظام غير جاد وأن لا طائل من راء حوار تقتصر نتائجه علي تحسين صورة الحكم داخليا وخارجيا .
وأما المواطن العادي :المثقف,الأستاذ المعلم والمهندس الخ... فهؤلاء أدركوا أنهم لا يزنون شيئا وأن ما يكتبون من نصائح لا يصل الرئيس وان وصل فهناك من يعمل علي تشويهه وجعله في كفة المغالطة .
علينا أن ندرك أن من فوائد نجاح الحوار:
- تفاعل الخبرات و تبادل الأفكار بين الناس .
- المساعد ة على تنمية التفكير وصقل شخصية الفرد.
- تنشيط الذهن وتوليد أفكار جديدة.
-يساعد الحوار على التخلص من الأفكار الخاطئة والوصول إلي الحق .
-الواقع الآن:
لقد شرفت المقاربات علي النفاد وكثرت المبادرات من دون فائدة تذكر وأصبح الانتظار سيد الموقف وعمت الحيرة الجميع .
الحوار الآن:
إذا أردت الحصول علي الخبر فاذهب إلي موريتانيا الآن -الموقع -لتجد أن المعاهدة لا تزال متفائلة و حصلت علي ضمانات من الجميع كما تجد أن الأغلبية والمنتدى مستعدان للحوار بوصفه السبيل الأوحد لتجاوز الأزمات .
الشعور العام:
يشعر الناس أن خللا ما يصيب الحياة العامة هذه المرة في مقتل : في الاقتصاد-السياسة-العيش الكريم ويخشي أن يصل مواطن أخري أكثر حساسية ولا يستبعد الجميع في ظل ما يصدر من تصريحات غير موزونة إذا استمر الوضع علي ما هو عليه أن تخرج الأمور عن السيطرة ما يجعل المواطن يتحمل مساوئ ما لم يقترف بسبب خلاف هواة السلطة .
الوضع الحالي للحوار :
بسبب عدم اتفاق الأطراف وعدم بروز أية إلانة في المواقف يري المراقبون أن الحوار في سكون قد يصبح حالة مرضية ويرجح المتابعون للشأن العام أن دخول الاستعداد للاحتفال بعيد الاستقلال علي الخط وكذلك عيد القوات المسلحة كلها عوامل أثرت ولو مرحليا علي الحوار حتي تغير وضعه علي مقياس سلم الأولوية دونما مساس بأهميته وان علي الجميع الانتظار إلي ما بعد تخليد الأعياد.
ويري آخرون انه وبسبب العناد واحتكار الأخبار فقد مل الناس يوميات وأخبار الحوار الذي لا يخرج من ضائقة إلا ليدخل أخري أكثر تعقيدا .
ونصيحتي للجميع :
كفي تأجيلا ومراجعة ومحاورة وجدالا فالأمة بحاجة إلي الكثير ...
لا تفن عمرك في الجدال مخاصماً إن الجدال يخل بالأديان
واحذر مجادلة الرجال فإنها تدعو إلى الشحناء والشنآن
فبادروا بتقديم العون لإنجاح الحوار كل من موقعه وبالذي يستطيع لنتجنب مسؤولية دفع البلد إلي مزيد من الصعاب والورطات .
للأسباب التي ذكرنا وأخري لم تذكر لم يعد المواطن مهتما بالذي يجري حتي يتم التوقيع علي خارطة واضحة المعالم يلمس مصداقيتها ,تنجي الوطن ,أما التأجيل والتمديد والتمهيد والتعليق فاقل ما يقال عن الكل أنه لم يعد معقولا أو مقبولا .
مع رجاء الخير للجميع.