للإصلاح كلمة تتعلق بأغبـياء ساكنة القرن الجديد / محمدو بن البار

كلمة الإصلاح هذه المرة ــ لكثرة سماعها للتصريحات والتصرفات التي لا تتماشى مع الوضعية الحالية التي خلقها  الإنسان لنفسه في هذا القرن الجديد ، من تقارب المكان والزمان وجلوس جميع البشرية تقريـبا على مائدة واحدة ولاسيما مائدة الإعلام بمختـلف أنواعه بحيث أصبحت التصريحات والتصرفات

 المخالفة للواقع المعيش فضيحة مكشوفة للعالم وغباوة عالمية يستوي العالم في معرفة ذلك ولو حاول المصرح والمتصرف إخفاءه عن نفسه .
وبناء على هذا الواقع الواضح فإن العالم الآن أمام كثير من التصريحات والتصرفات يحب التـنبـيه على غباوتها  وفضيحتها وتدني مستوى أفكار أصحابها على جميع الأصعدة وأشهر وأكـثـر أصحاب هذه التصريحات والتصرفات هم أصحاب البؤر المتوترة في العالم الآن وهم كما يـلي :
أولا : الأوربـيون بما فيهم أمريكا .
ثانيا : أصحاب الحركات والمنظمات الإسلامية في العالم .
ثالـثا : الحوثـيون في اليمن ورئيس اليمن هادي منصور .
رابـعا : السـيـسـي  في مصر .
وبالعودة لإظهار هذه الغباوة الفضيحة العالمية لهؤلاء المجموعات والأفراد فإن العالم الآن يستمع إلى كل من رئيس أمريكا والروس ، وفرنسا يتـكـلمون عن الإرهاب ومكان الإرهاب والقائـمين على الإرهاب والتحزب لمكافحة هذا الإرهاب .
والعالم جميعا يعرف أن هؤلاء هم الإرهابيون وهم مصدر هذا الإرهاب وهم الذين يزرعون الإرهاب في العالم .
وتصريحاتهم وتصرفاتهم أمام العالم لا يغير من الحقيقة شيئا ما دام لم يقـتـنعوا أنهم هم مصدر هذا الإرهاب وسبـبه هو تصرفهم ، وهم الذين يستحقون الاسم الأصلي للإرهاب .
فأمريكا بعـد 11 ديسمبر عندما قامت القاعـدة بعملها الخطأ بضرب أمريكا ظنا منها أن ذلك سيردع أمريكا عن تمويل اسرائيل لضرب الفـلسطنيـين ـ قام ذلك الذئب الجريح الأحمق الإرهابي الأول دبـليو بوش بـبطشه العالمي في العالم الإسلامي وقام بتخويف أشباه الرجال الحاكمين في العالم العربي والإسلامي  ــ الذين لا يرجون لقاء الله ـ حتى استسلموا له عاجزين عن توضيح وتحديد ما وراء تـلك الضربة من المسلمين حتى أوقف جميع المنظمات الخيرية في جميع البلـدان الإسلامية المحتاجة لذلك وحتى قام بغزوه جهارا نهارا للعراق حتى قضى على تـلك الركيزة العربـية الإسلامية التي كانت رافعـة لسماء العروبة والإسلام فوق الشرق الأوسط ، حتى ظهرت تـلك العقيدة الراسخة عند خروج الروح إلى بارئها إبان إعدام ذلك الطود الشامخ من طرف جراثيم الشيعة في العراق .
وبعـد تـلك  العملية القاعدية في أمريكا حاولت القاعدة أن ينـتهي كل شيء مع أمريكا وأوربا ويتصالحا ، ولكن الحقـد الدفين في هاتين القارتين للإسلام امتـنـعتا من إنهاء إرهابهم للمسلمين فيما وراء البحار واستمرت أمريكا في قـتـل المسلمين بالطائرات العمياء وينادون بالإرهاب وهـم هم الإرهابـيون .
أما أوربا فإن الأحمقين رئيس فرنسا ورئيس الروس فقد ظهر إرهابهما هذه الأيام  فرئيس فرنسا قام في السنة الماضية بغزو شمال مالي بعـد أن سقط في يد منظمات لاشك أنها أقـرب لساكنة الشمال من الجنود الفرنسـيـين و في الأيام الأخيرة أمر حاملة طائراته شار دكول بالتوجه إلى شواطئ سوريا والعراق لضرب شعوب المنطقـة ، أما رئيس الروس ففجأة وبدون أي إنـذار أرسل طائراته ليقـتـلوا يوميا الأبرياء المدنيـين المسالمين في سوريا .
ومن هنا نبدأ الغباوة والفضائح لهذين الرجلين ـ فعـند ما كانت ردة الفعـل بأي وسيلة من طرف الشعوب المستهدفة قام هذان الرئيسان ينعـقان على العالم : ضربنا الإرهاب العالمي وعلينا أن نقضي على الإرهاب ولم يجرأ أي مواطن من هاتين الدولتين لا من حزب ولا منظمة أن يلتـفت إلى هذين الأحمقين ويقول لهما : أنتما هما الإرهابيان الذين بدأتهما بإرهابكما وقـتـلـتما الأبرياء .
فما هو الفر ق بين قـتـل البريء في الأرض أو في السماء من الروس ما دام البريئ بريئا ولم يجرأ أي رئيس من أشباه الرجال العرب أو المسلمين أن يعلن لهما هذه الحقيقة ويقول لهما : تـوقفا عن الإرهاب يتوقف عنكم الإرهاب حتى أن المنافقين أحزابا ومنظمات وهيئات من المسلمين الذين أرسلوا بالتضامن مع هؤلاء الأبرياء لم يبـينوا هذه الحقيقة في تضامنهم ولم يتضامنوا مع الأبرياء من الشعوب الإسلامية   .
وباختصار فإن الإرهاب سبـبه الأوربيون وأمريكا وما لم يتوقفا فإن أفراد العالم تعلموا أنواع الانـتـقام ولا تستطيع أي دولة أن تقف في وجهه لأن سنة الله أن الظلم يولد ردة الفعل دائما .
أما أصحاب الغباوة من الحركات والمنظمات الإسلامية مـثـل : داعش والقاعدة وما تفرع عنهما من منظمات تدخل في الإسلام ما ليس منه وتسمى نفسها وعملياتها باسم المسميات الإسلامية مثـل : الجهاد أو الاستـشهاد إلى آخره ، فإن كل هذا هو أكبر غباوة وأوضح فضيحة على الإسلام في الدنيا والآخرة  .
فهؤلاء يتجاهلون تجاهلا كاملا أن الله تبارك وتعالى عندما أنزل هذا الدين المتمثل في الوحيــن  القرآن والسنة حفظ هذا القرآن للمسلمين جميعا ليزنوا عليه أعمالهم وحفظ كذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبينة لهذا الوحي فلم يترك فوضى في أي جزء من جزئيات هذا الدين لا في عـقيدتـه ولا في حكمه ولا جهاده  ولا معاملته مع سلطته الإسلامية ( وللعلم فهي ليست موجودة الآن ) ولا معاملته مع جيرانه ولا معاملته مع  البشرية جمعاء فالجميع أنزله الله بلسان عربي مبين كما قال تعالى  ((كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )) ، ويقول للرسول صلى الله عليه وسلم (( وأنزلنا إليك الذكـر لتبـين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتـفكرون )) بمعنى أن الفوضوية لا مكان لها في الإسلام وجميع الفوضويـين في الإسلام نص القرآن على معاملتهم كل بحسب خروجه عن الطريق المستقيم .
فمن المعلوم أن الله هو الذي خلق هذه البشرية وهو الذي نفخ الروح في جميع أبدانها ولم يأذن لأي كائن من كان بإخراج هذه الروح بوسيلة غير شرعية ولا توجد أي وسيلة شرعية لقـتـل الأبرياء مهما كانوا وأين كانوا . 
وكما يعرف المسلمون جميعا فإن الله أوضح ما في الجنة من نعيم وما في النار من عذاب أليم ، ولا أظن أن أي عاقـل مسلم يقدم على الله إلا وهو .يتيقن بالنصوص الشرعية أنه يرجو رحمة الله  ، ولا أظن في المقابل أن أي مسلم عـاقل يتجرأ أن يقدم على الله وهو متـلبس بعمل يؤدي إلى سخط الله .
فالاستعداد للموت والتوجه إليها لا يكفي في الطمع في دخول الجنة والنجاة من النار كما هو معروف في النصوص الشرعية الواضحة ، فإذا كان الشخص متوجها إلى الموت فلابد أن يستـكمل الشروط المأمور بها قبـل هذا التوجه لأنه عندما يقــتل شخصا سواء كان بريئا أو مجرما في نظره وهو غير مجرم عـند الشرع فسيـلتحق به بسرعة أمام الله ويكونا خصمين أمام الله كما قال تعالى ((إنك ميت وإنهم ميتـون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمين )) فـقـتـل الشخص لنفسه أو قـتـله لأي نفس بريئة لا مبرر لها في الدين مهما كانت الدواعي فهذا لا يبـيحه أي دين إلا بقواعد شرعية معروفة وواضحة في الإسلام ، فالله يقول (( إنه من يات ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيي )) .
هذه العبارة من الله إذا قرأها المسلم عليه أن تحجزه عن الإجرام لأنه يعرف أن عذاب الآخرة لا ينـقطع أبد الآبدين ، وأن ساعة عمل الإجرام ونشوة تـنفيذه سواء كان بقـتـل بريء ولو لا دين له أو قـتـل نفس قـتلا غير شرعي هذا كله يمر في دقائق سوف يكون بدلها  بعد تـلك الدقائق ما قاله تعالى (( وما قـدورا الله حق قـدره )) .
فلاشـك أن الجهاد وقـع في بداية الإسلام وأنه أعلى الإيمان ولكنه الجهاد المحدد زمنه وأسبابه والذي يمثـل 1% في الإسلام بينما تمثـل الرحمة في الإسلام 99% للمسلمين وللعالم أجمع وهو الجهاد الذي بعـده تـدخل الناس في دين الله أفواجا من كثرة رحمته لا أن يخرج الناس بعـده من الإسلام أفواجا لكثرة بطـشه  وفظائع ما يرتـكب باسمه .
إن على جميع المنظمات والحركات الإسلامية أن تجتمع فيما بـينها ( ولا تترك الشيطان ينزغ بينها) وتطرح النصوص الشرعية التي حفظها الله لها ويردون الحكم في جميع نشاطهم إلى الله ورسوله وعـندئذ لاشـك أن في المسلمين الآن من يستطيع أن يستخرج الحكم الإسلامي من النصوص الشرعية كما قال تعالى(( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستـنبطونه منهم ولو فضل الله عليكم ورحمته لأتبعتم الشيطان إلا قـليلا )) ففعلا فإن كثـيرا من المسلمين الآن أتبع الشيطان في قـتـل الأبرياء وقـتل من لم تـقـتله الشريعة بنصوصها ولكن قـتـله الشيطان بتزيـيـنه للفحشاء والمنـكر كما قال تعالى (( ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنـكر )) ولا يوجد منكر أعظم عـند الله من قـتـل الأبرياء مهما كانوا كما هو منصوص في القرآن وفي السنة .
وخلاصة هذيـن الغباوتـين الفاضحتين أن الأوربـيـيـن وأمريكا هم أرباب الإرهاب فوق هذه المعمورة ، وأنهما عـندما يتوقـفا عن إرهابهما على المسلمين ويتركون للمسلمين يسيرون أمورهم دون تدخـل فسوف ينـتـهي الإرهاب نهائيا ولم يـبق فيه إلا إرهاب اسرائيل لفـلسطين وإرهاب السيسي للمصريـين والفلسطنيـين .
وأما أغبـياء الحركات الإسلامية فعليها أن تجتمع جميعا لرد جميع النشاط الإسلامي إلى علماء السنة ليضعوا لهم الخطوط العريضة الإسلامية التي تحيي المسلم حياة طيـبة وفي الآخرة يجزيهم ربهم بأحسن ما كانوا يعملون .
أما الغباوة الثالثة في هذا المقال فهي غباوة الحوثـيـين الذين يقـتـلون اليمنيـين لأجل القـتل بمعنى أنهم يوجهون أفرادهم ليقـتـلوا اليمنيـين أو يفـتـلوهم اليمنيـون ويذهبون مباشرة بعـد هذا القـتـل إلى المولى عـز وجل ليضعهم في مكانهم المناسب وهو أعلم به إلى أبد الآبدين .
ونحن المسلمين نقرأ في النصوص أن القاتـل للمسلم عـمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعـد له عذابا عظيما .
واحتلال الحوثـتـيـين لصنعاء والعالم ليس معهم يدركون به جيدا أن نتيجته هي قـتـلهم للمسلمين أو قتـل المسلمين لأفرادهم  ، وهذه النتيجة الحتمية هي محض الغباء .
أما غباء رئيس اليمن هادي منصور فإنه ظهر للعالم أنه رئيسا كان يحكم نفسه فقط ، فقد ظهر أن الجيش بقي ولاءه للرئيس المخلوع فغباوته قبوله للرئاسة بلا جيش ولا أمن .
أما غباوة رئيس الأغـبـياء في هذا القرن وهو السيسى فإن غباوته تـتـلخص في أنه جاء للرئاسة وهو يتـيـقن أن كثيرا من الملايين المصريـين يعـتـنقون الإسلام المعتدل كما أمرهم الله به في نظرهم ( وهو وإن كان لا يعتقد معهم ذلك ) فقد جاء عازم إما على إبادتهم أو تشريدهم أو استسلامهم ( ويزعم أن هذا تفكير يصدر من مؤمن ) فقـتل الكثير وشرد الكثير ومازال يصرح ويتصرف طبقا لعقيدته التي جاء بها ، وفي نفس الوقت يعرف أنه سيقدم على الله بعد تـلطيخ نفسه بهذه الجرائم الدموية الباغية لأجل الحكم فقط وهو كان يستطيع أن يعيش في أرغد عيش مصري بدون هذا التلويث الخطير .
هذه الغباوة هي التي يعبر عنها القرآن دائما بقوله تعالى (( أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة )) وفي آية أخرى (( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ))                                            

25. نوفمبر 2015 - 7:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا