55 سنة مرت منذ أخذنا استقلالنا من المستعمر الذي أكثر في الأرض الفساد.. 55 مرت، ولا أحد يتحدث بصوت مسموع عن جرائمه التي يندى لها الجبين في بلدنا وفي كل البلدان المسلمة.. كم قتل وكم شرد وكم اغتصب ؟ ذلك ما لا يعلمه غير الله عز وجل، فلا ينبغي إغفال جرائمه في بحر الفرح بالإستقلال
لأن الله لا يحب الفرحين..
هل نحن مستقلون إلى درجة محاسبة الجناة أو على الأقل تذكيرهم بما فعلوه بأجدادنا الفضلاء الأبرياء الذين عبدوا الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض الطاهرة المطمئنة قبل مقدمه، أو لنقل أن بأسهم كان على الأقل بينهم حتى دخل عليهم ذلك العدو الطامع في أموالهم ودينهم، فعربد على أراضهم قبل أن ينسحب طواعية تاركا ورائه ثقافته الأجنبية (التي سادت)، ورجال – الله أعلم بحالهم – رباهم في مدارسه، واختارهم لحمل رايته وثقافته، وماتوا على ما ماتوا عليه نسأل الله للمسلمين السلامة والغفران..
فلنتذكر أيضا الأرواح التي سفكها المستعمر بهذه المناسبة فذلك أولى من الرقص والغناء ، ولننتبه لما يحاك لنا اليوم من مكائد..
ترك لنا ربنا شريعته فاستبدلناها بديمقراطية القوم التي يحكم فيها الشعب نفسه بنفسه – وهذه فكرة مستحيلة بالمناسبة.. ترك لنا لغة قرآنه فاستبدلناها بلغة القوم، ولو جمعنا بين اللغتين – كل في مكانها الذي تستحق - لكان خيرا لنا.. ترك لنا أخلاق الإسلام الفاضلة التي ما زالت رغم البعد تحمينا من كل سوء، فتحولنا إلى أخلاق الفجرة والسفهاء، فمتى ننتبه لا أم لنا..
أيها المفكر، أيها المثقف، أيها المواطن.. قبل أن تكون أجنبيا لغة ومنهجا وفكرا وشكلا، أنت مسلم، لم يخلقك ربك – وأخوك الجني - إلا لعبادته، فكيف تعبده وأنت لا تعرفه، وكيف تعرفه وأنت تجهل لغته، وكيف تنصر دينه وأنت تفضل عليه دين فولتير.. يا أخي عار عليك وقد فعلتَ عظيم..
أعجبني إمام مسجد صغير في حي "بوحديدة".. كنت أتسكع في أطرافها بحثا عن منزل أبيض أخضر جميل سكنته في أواخر الثمانينات صغيرا بريئا.. متسع الأرجاء محاطا بسور حديدي مميز.. كنا ونحن صغار نشرف عليه في الأيام الممطرة من على كثيب قريب فيزداد ألقا وجمالا في أعيننا..
أين ذهب المنزل ؟.. أخذت طريقا محاذيا لطريقه الذي لم أهتد إليه لبعد العهد به فأوصلني إلى القاع حيث الأشجار المتكاثفة التي كنا نأكل تحتها الطيور ونحن صغار، ومنازل مهجورة لم يعد يسكنها بعد الراحلين بأعمالهم غير الأشباح.. لم أعرف طريق المنزل الحبيب الذي آواني أكثر من بضع سنين، كانت بحق مميزة في عالم الطفولة الرائع (وأحيي بالمناسبة كل الأطفال الكبار الذين عرفتهم في تلك الأيام المولية) !
بدا لي مسجد أبيض صغير في آخر الدور فقصدته.. كان المكان شبه مهجور ويقع غير بعيد من منطقتنا السابقة.. قلت لنفسي: عليك تحية هذه الأرض المباركة التي آوتك بالصلاة في هذا المسجد المبارك، فولجت إليه.. وبعد انقضاء الصلاة بدأ أحد الحاضرين محاضرة جعل عنوانها "الدنيا"، فجلست وألقيت السمع فلفت انتباهي مما قال نقاط منها:
ضمان الله سبحانه وتعالى لعبيده الرزق.. إذ لم يخلقنا عز وجل من أجل الإنهماك في البحث عن الرزق وحده، بل من أجل هدف أسمى، هدف رئيسي واحد هو عبادته عز وجل، وكل ما يعين على ذلك مشروع، وكل ما يبعد عنه فهو من عمل النفس والشيطان.. أما أن يكون أساس الحياة – كما يعتقد البعض أعاذنا الله وإياكم من ذلك - هو التركيز على الدنيا والعبادة مركونة في انتظار الشيخوخة العاجزة للنهوض بها، فذلك هو الضياع بعينه.. لقد تكفل الله عز وجل لعبيده برزقهم لذا وجب عليهم التركيز على بناء ما يبقى حقا في الجنة..
قال الإمام - وهذا صحيح فتأمله -: "الناس منهمكون في بناء ما يزول".. نعم، كل ما على هذه الأرض زائل، فتأمل في بناء الرجل لمنزله – منزلنا الأبيض الجميل مثال -، كان في أول أيامه لؤلؤة براقة لا يتخيل المنصت إلى ضحكاته أنه سيزول يوما إما بقدم العهد أو بالهدم أو بتحول ساكنيه (زوال بالنسبة لهم).. لقد أغفلنا جميعا هذا الزوال، ولعلي أدركت ذلك وأنا أنصت لهذه المحاضرة.. لقد زال المنزل حتى أنني لم أتبين الطريق إليه رغم معرفتي السابقة بكل أزقة الحي.. وبعد خمسين أو مائة سنة أو أكثر – لن يكون له وجود – كحال بانيه (وقل مثل هذا عن قصر الرئاسة وساكنيه)، فلم لا نبني ما يبقى؟
لم لا نبني قصورنا الحقيقية في الجنة ما دمنا نستطيع؟ لماذا نسمح لسخافات هذه الدنيا وأوهامها الخداعة بأن تغرينا وتغرنا والجمع بين الدارين ممكن ما دامت الآخرة هي الأساس (أعاننا الله على الأنفس الأمارة والشياطين)..
إن هذا الغرب المسيحي (الملحد في غالبيته) ظالم أكثر مما هو مظلوم، وتأمل في موت العشرات بتفجير فيه كيف يتحرك العالم كله بسببه في حين أن الأبرياء من المسلمين يقتلون ليل نهار في سوريا مثلا، ولا أحد يهتم بهم بل نسمع في كل يوم عن تدخل دولة جديدة بطائراتها وصواريخها في أعمارهم، وعندما يتعب بلد يتدخل بلد آخر وهكذا لا يكلون ولا يملون !..
تابع نشرات الأخبار تجدها كلها تتحدث عن قطرة الإرهاب التي يتعرض لها الغرب في حين أن إرهابه الأكثر شرا وضحايا تجاه المسلمين مغفل ! فعجبا لحضارة هذا العالم المنافق الذي نعيش فيه، وعجبا لإعلامنا ولفهمنا.. لقد صدق أحد الكتاب عندما وصف الإعلام العربي بأنه أصبح يعتقد أننا فرنسيين وبلجيكيين لدرجة نقله لنا كل ما يدور في هذين البلدين حتى دبيب النملة في أسواقهما بحجة تغطية الإرهاب القليل الذي يغطون به على إرهابهم الكبير..
لك الله يا سوريا.. لقد دمرت الطائرات الروسية حيا بأكمله بما في ذلك أحد المستشفيات، فمن تكلم، ومن استقصى، ومن اعترض؟ لا أحد.. لقد شاهدت الخبر في قناة الجزيرة فإذا به كعناوين الأخبار، أما عندما تتحدث نفس القناة عن احتمال – أقول احتمال - تفجير مكان في بلجيكا مثلا فإنك سترى العجب في البحث والتدقيق والتحري !
لو كان الغرب حقا يريد وضع حد لهذا الإرهاب الذي يدفع شعبه البريء ثمنه لبدأ بإيقاف طائراته القاصفة عن التدخل في دول الآخرين، والتدخل لسافر في شؤونهم بحجة محاربة الإرهاب.. لقد تابعت حوارا على قناة روسيا اليوم بين تركي ومذيع من القناة. قال التركي إن الطائرة الروسية انتهكت الأجواء التركية، فرد عليه المذيع: وكذلك الطائرات التركية تنتهك الأجواء السورية ليل نهار !.. قلت في نفسي: مسكينة سوريا الكل ينتهك أجوائها ويضربها، والكل يتذرعون بنفس الذريعة: أنها تظلمهم وهي جالسة على أرضها.. ولا أحد يعتبر ذلك مخالفة ويعترض !
لقد خرجت رئيسة الأرجنتين بعد أحداث باريس على رؤساء الغرب القتلة – كما أسميهم – ، الذين تلوثت أيديهم بدماء السوريين والعراقيين والليبيين، وآخرهم الروسي الذي يقتل الآن النساء والأطفال ويدمر المستشفيات أيضا بحجة داعش ! قائلة لهم – وهي رئيسة دولة ولا تتكلم من فراغ -: أنتم تكيلون بمكيالين، وداعش يمولها النظام السوري ودول داعمة له – أي أنها صناعة من صناعتهم الخبيثة كما سبق وذكرتُ - ، وأخبرتهم بأنهم هم الإرهابيون الحقيقيون في كلمة شجاعة ووقفة عجز عنها الحكام قبل وبعد القذافي رحمه الله الذي مزق ميثاقهم الكاذب أمام أنظارهم في قعر مجلس الأمن (وهو مجلس إرهاب في حقيقته لموافقته علبه)، فما كان من المجلس المحترم إلا أن قطع عنها الترجمة المباشرة وأوقف البث رغم ادعائهم الكاذب للحرية وقبول الرأي الآخر مهما كان (الفيديو موجود على اليوتوب)..
والسؤال المطروح على إعلامنا بدءا بالجزيرة وانتهاء بالخنزيرة هو لماذا لا تجندون جيشا من الإعلاميين وتذهبوا إلى تلك المرأة الشجاعة في عقر دارها وتنقلون للناس وجهة النظر الأخرى في الغرب وداعش؟ بدل السكنى في فنادق باريس وبروكسل، وتصديع رؤوسنا بالأكاذيب والدسائس ، وإلهائنا عن مصائبنا الحقيقية في فلسطين وفي سوريا وفي كل مكان. لماذا لا تذهبون إلى رئيسة الأرجنتين لتعرضوا على الشعوب المسلمة وجهة نظرها في أسيادكم وداعشتكم، وشهادتها في هؤلاء القتلة بدل الترويج لمشاريعهم المخربة التي هي أسوا بآلاف المرات من مشاريع ابنتهم "داعش" ؟
لماذا لا تعرضون هذه المرأة في حوارات وربورتاجات خاصة ليعرف المواطن العربي المتلاعب به وجهة النظر الأخرى أيها الكذبة ؟ أم أن – وهذه هي الحقيقة – كل ما يعكر صفو المخطط الغربي الصهيوني الدموي المحاك ضد الإسلام والمسلمين غير مقبول حتى في قنواتهم، إن كانت حقا قنواتهم ؟
إن هذا الغرب الظالم هو أول من يعرف أن الإسلام لا يقتل الأبرياء ، ومن يؤمن بفكرة قتلهم (من الخوارج الدواعش) قليل جدا في بحر المسلمين إلى درجة أنه مهمل وغير محسوب (والغرب سبب من أسباب قبول الجهلة لأفكار داعش المخربة ، وأجزم شخصيا أن قياداتها تابعة له، والأدلة على ذلك موجودة).
لماذا يتعامل الغرب مع المسلمين على أنهم جميعا دواعش ويروج لتلك الأكذوبة في بلدانه بكل شراسة ؟ ألا يدعو ذلك إلى الريبة أيها العقلاء ؟ لماذا يقصف الروس القرى والمستشفيات الموجود في أماكن لا وجود لداعش فيها هل حبا في بشار ؟ من شاهد وجه بوتن في لقائه مع بشار يعلم كل العلم أن السبب شيء آخر غير حب الأخير..
ما هو دور داعش، ومن هي داعش حتى تتحرك أساطيل الغرب كلها بسببها ؟ أقسم أن هذه الأساطيل ما تحركت إلا من أجل ضرب المسلمين، وما داعش إلا ذريعة لذلك، ولكل ظالم حجة، لن يعجز عن اختلاقها، وذلك مجرب على مدى التاريخ، لذا علينا في مرحلة الضعف هذه أن نبتهل إلى الله العلي العظيم بالدعاء أن يفضحهم ويكشف للعالم حقيقتهم وحقيقة داعشهم التي لا علاقة لأفعالها بالإسلام بل بهم هم، والدليل تحقيقيها فقط لأمانيهم ومصالحهم..
إن ما يحاك للمسلمين اليوم من المؤامرات لمحير، وتجد المخلوقة "داعش" في كل ما يؤذي المسلمين بدء بالطائرة الروسية الساقطة في سيناء وانتهاء بمالي، فهل زاد الحبك حتى فاحت رائحة المؤامرة الغربية ؟.. إن أهداف رؤساء الغرب الأساسية من كل مسرحية تفجيرية تقع في بلدانهم هي ضرب الإسلام والمسلمين (في سوريا ومالي وغيرهما)، وإيقاف سيل المهاجرين الزاحفين على أوروبا، وربما ضربهم بالطائرات بحجة أن من بينهم ثلاث أو أربع دواعش متخفين، تماما كما يفعلون مع بقية بلدان المسلمين التي يدكونها على رؤوس الشعوب بحجة وجود شرذمة من الدواعش.
لقد مضت 55 سنة على استقلالنا، فهل كانت كافية بعد قدومنا من أعماق الصحراء من أجل التحضر ؟ سأحدثكم في هذه العجالة عن رأيي في الشعب والحضارة والديمقراطية:
أما بالنسبة للشعب فنحن نملك شعبا من أذكى وأطيب الشعوب، ولكن لابد لنا من تغيير بعض العقليات المتجذرة والقضاء على أسبابها، وهي نواقص من الممكن التغلب عليها. ومنع أسباب الفرقة والشقاق من خلال الأخذ على أيدي دعاتها، وهم موجودون بل يتكاثرون كالطفيليات خصوصا في أجواء الديمقراطية الملائمة لنمو كل الفيروسات، متخذين منها منبرا يدعون من خلاله الناس إلى فكرهم المخرب، وحريتهم الرعناء، ومظاهراتهم المدمرة. وعلامتهم الحديث عن طوائفهم بقداسة كأنها وحدها التي تستحق الحياة، واتهام الآخرين بظلمهم كأن التاريخ شهد يوما تعاونا على ظلم طائفة في هذا البلد ، وبدل أن يتظاهر هؤلاء في يوم عيد الإستقلال احتجاجا على استعباد فرنسا الحقيقي لآبائهم وآبائنا ، تراهم يتظاهرون ضد إخوة لهم في الدين والوطن، فعجبا لهم يرفضون أخوة الإسلام ويقدمون عليها أمراضا شيطانية وأوهاما مغلفة بالسواد، وسبحان الله، أي نوع من المسلمين الديمقراطيين هؤلاء ؟..
ومن مصلحة الشعب وضع القوانين المجرمة لمثل هذه الدعوات العنصرية السخيفة، وللمظاهرات فلا خير فيها، وآن الأوان أن تكون لنا شخصية وأن نضع حدا لهذه السيبة الديمقراطية المخربة لقيمنا وبلداننا..
أما التحضر فأسلم طريق إليه هو البناء وهذا دور الحكومة، فمثلا عاصمتنا رغم الإنجازات لا زالت لا تقارن بقرية من قرى العالم لمتحضر ! فعلينا بذل المزيد من الجهد حتى تكون لنا واجهة باسمة نلقى بها زوارنا العابسين – بسبب أوساخنا - على الأقل..
كذلك يجب التركيز على التعليم لأنه يبني الأفراد وذلك من خلال الإصلاح بأيسر الطرق، لا نريد وزيرا ولا مديرا متسلطا فتلك علامة الضعف والخذلان، نريد مصلحين يأخذون بأيدي الناقصين ويبينون لهم طريق الإنجاز حتى تكتمل أنوار أبصارهم وبصائرهم.
نريد مناهجا أساسها الدين – ولا تستغرب ذلك أيها المؤمن -، واللغة العربية لغة القرآن، لغة المسلم الأسود قبل الأبيض، ونريد معها الإنجليزية والفرنسية الجميلتين، لم لا، وفي رأيي أن نركز الإبتدائية وقليل مما بعدها على اللغات + الحساب + أصول الدين، لتهيئة التلميذ للفهم والعمل فيما بعد (هذه الثلاثة تكفي بدل تصديع رأسه بالمواد الغير مهمة له في تلك السن)..
أما بالنسبة للديمقراطية، فلا يمكنها أن تعيش في بلاد الإسلام بدونه – بل لا يمكنها أن تعيش فيه - وإلا انسلخ المسلمون من دينهم، فلنجعل ديننا هو الأساس، ولا شطط في ذلك أيها المسلمون، ولنقل للذي ذهب إلى كوالالامبور يحاضر حول "دور الديمقراطية في التنمية والإستقرار" إن الديمقراطية على العكس من ذلك تزعزع التنمية والإستقرار..
انظر في حالنا، لقد أصبح لدينا أكثر من رئيس، رئيس للجمهورية، ورئيس للمنتدي، ورئيس للعبيد، ورئيس للأحرار، ورئيس للطلبة، ورئيس للحمالين.. وكل واحد من هؤلاء عينه على كرسي الأول بفضل هذه الديمقراطية..
لن نكون أبدا كالغرب لأنه غير مسلم، ولن تنجح فينا الديمقراطية أبدا بعيدا عن الإسلام كما نجحت فيهم (وهل نجحت الديمقراطية فيهم ؟ والأهم هل هم ناجحون على ما فيهم من فجور وإلحاد وأذية للآخرين ؟). إن عزتنا لن تكون إلا بالإسلام فإذا ابتغيناها في غيره أذلنا الله عز وجل عقابا لنا على ذلك الإنحراف، تماما كالإرتداد عن الإسلام – والعياذ بالله -، فهو ليس كحاله قبل دخوله فيه (وسحقا بالمناسبة لكل الأغبياء المتعالمين الذين ينكرون حد الردة رغم إقرار علماء الإسلام الأعلم منهم ومن آبائهم له).
أعتقد أن هنالك أسبابا خفية لتماسك الغرب ورقيه حتى اليوم، ولعل من أهمها توفيره المعيشة الرغدة لشعوبه، وطبعا نحن من يدفع ثمن تلك الفاتورة الغالية من ثرواتنا المنهوبة ليل نهار بغطاء دبلوماسي وغيره.. فلنذكر ذلك أيضا في عيد الإستقلال..