كفى متاجرة بالدين, وكفى ضحكا على الذقون, فمقالك أخي الكريم عليك: "لست هنا للدفاع عن الجنرالات ولا عن الرئيس ووزيره الأول"! أود لو أصدقك, وأود لو أنك كنت هنا بقلمك ولسانك وفكرك للدفاع عن محاظر أغلقت وحقوق استلبت وأطفال تركوا للجهل والضياع.., "في لحظات الغفلة والانشغال..."
غفلة من؟ وانشغال من؟ يا ترى؟! غفلة المواطن المغيب الوعي والمستلب الإرادة والمنشغل بهموم معيشته, والمهمش والمجهل.., عن قصد وسابق إصرار ليسلم زمامه فيسهل انقياده؟! أم غفلة وانشغال من تحملوا أمانة وطن, أو هكذا يفترض, فانشغلوا بالرقص على مآسي وآهات المواطن المسكين, فلا هم أصلحوا له دنيا ولا هم أقاموا له دينا, ولا هم بنوا وشادوا كأفقر وأقل دول العالم شأنا, ولا هم تركوا من يبنى ويشيد ويساعد, فلاحقوا الناس بالتهم الباطلة وكيفوها, وحاكموا النوايا وأصدروا الأحكام جاهزة من قبيل: " يبيعون الدين ضحى لتحقيق مكاسب سياسية",
إن "المتاجرة بالدين" أو المخاصمة له تظل أمرا مرفوضا جملة وتفصيلا, غير أن موضوعنا ليس موضوع أضحية أو كسوة أو كفالة يتيم, أو سمكات من سمك المحيط وزعت, أو ورشة حول خفاض البنات, أو الصحة الإنجابية, أو راتب إمام مدفوع من سفارة الولايات أو الإمارات المتحدة, أو سفارة دولة قطر أو تركيا, أو حتى إيران وإسرائيل!, بل هو أخطر وأكبر, موضوع يهمنا جميعا أبناء أمة القرآن, ولن تشغلنا عنه حزازات "لا تعدو كونها استجابات شرطية تحركها الحمية الشخصية" إذ "كثيرا ما يخلط {أدعياء} الثقافة عندنا وبعض كتابنا, والمنتصرون بشكل أعمى لغيرهم بين البراءة في التصرف والعمل المنظم والموجه لأغراض قد تخدم بالأساس في حقيقتها المخفية أجندات خارجية " أو داخلية, في وقت "أصبح {فيه} تزييف الحقائق ونشر ثقافة الخدع الفكرية سمة بارزة لدى المتسمين مجازا بكتابنا ؛ فسهل عليهم إفشال الناجح وإفلاس الرابح", وصعب عليهم كذالك إنجاح الفاشل والمفلس, فالقرائن والأدلة ماثلة للعيان ولا تحتاج إلى تمعن أو طول نظر, فستصدمك وللوهلة الأولى مظاهر الفقر والبؤس والضياع والتخلف والغبن الصارخ,: ذئاب وقطط سمان تنهش اللحم وتهش العظم وتمتص الدم, وإعلام خشبي عاهر يمجد الفرعون ويبشر الشعب بعدله ورحمه!!!, وسمو الوزير هامان يخشى على العالم المتحضر السنة والقرآن, فحكومة معاليه تحارب الإرهاب!!, ونحن الموطنون العظام!! ندعم ونثمن ونساند ونبارك النهضة العلمية والعمرانية والقفزات النوعية التي تشهدها البلاد في ظل عهده الميمون وبتوجيهات نيرة من فخامة جنرال الجمهورية "الذي {تعتبر} الإساءة إلي{ه} {إساءة} إلى الأمة بأكملها"! أما الإساءة إلي القرآن وتجفيف منابع العلم الشرعي واستهداف المحاظر والمعاهد وتكميم أفواه القراء وخنق صوت القرآن فمسألة فيها نظر!, لأنها "متاجرة واضحة وشراء ماكر بأسلوب الغبن لضمير المواطن الضعيف الذي يغتر بظاهر الأمور دون الفهم العميق"!, "وطبعا بعظم الجرم يعظم المأخذ" وعليه فلا بأس بعملية الإغلاق! لأن هناك أضاحي "أعطيات" وزعت, ومساجد شيدت "تزامنا مع الحملات الانتخابية في أماكن نائية يقل فيها المصلون ويكثرون إلى جوارها ومنها يحرمون بفعل الخلافات السياسية...!" ونحن "لا نعارض العمل الخيري بل نطلبه ونشتد اشتياقا له إذا أخذ طابعا دينيا بحتا"! وهنا يرد سؤال مهم: بماذا سيدي تسمي أنت تعليم أبناء المجتمع القرآن والعلم الشرعي في القري النائية وآدوابة في نواحي متفرقة من الحوض الشرقي يقوم بها "معهد الإمام ورش", ومحظرة "الإمام مالك" على مستوى مدينة النعمة إذ أخذت على عاتقها تدريس أبناء المنطقة المناهج العلمية المدرسة في محاظر "القبلة" كالنباغية, والتيسير, وأم القرى...؟!, وقد تخرج منها العشرات إن لم نقل المئات وتفوقوا في المعاهد والجامعات, وبعضهم الآن أصحاب محاظر في مناطقهم وقراهم, بل في مناطق الوطن الأخرى سفراء صدق ورسل خير ومحبة, لكن في المقابل ماذا أنجزت أنت سيدي الوزير لأهل منطقتك؟! وماذا قدمت لخدمة دينك وأمتك؟! أجبني وسأكون شاكرا لكل معروف كنت الفاعل الرئيسي له أو المشارك فيه أو السبب والوسيلة لوصوله لمنطقتك, وليكن دنيويا أو دينيا بحتا حتى تكون المنافسة شريفة وإيجابية _إن أصررت على أنها السياسة_ فيكون الفتح بدل الإغلاق؟ ) إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه) أم أن "الحملات الانتخابية"! والهزيمة الثقيلة في بلدتي جيكني والنعمة في الاستحقاقات الماضية مازالت ماثلة أمام ناظرك سيدي الوزير, رغم طول الزمن؟, وبدلا من أن تسأل نفسك لماذا لم أكن محل ثقة واختيار الناخبين؟ وتصلح أخطائك وخطاياك وما جنيت بنفسك, كان أسلوب الانتقام عندك حاضرا _بدل التصالح والتعاون_ لأن من يقوم بإدارة معهد "الإمام ورش" له توجه سياسي لا يروق لك, ولم تجد ما تنتقم به _بعد أن رفض الأستاذ الشهم الأبي: أبي/معاذ الانصياع لنزواتك ورغباتك_ إلا القيام بعملي استعراضي استفزازي عشية ذكرى الأستقلال الوطني " في لحظات الغفلة والانشغال"!! فأصدرت أوامرك بغلق معلمين يتيمين في المنطقة, وكان السبيل إلى ذالك سالكا فالسيد الوزير المكلف والسيد المدير الجهوي للتوجيه والسيد والي ولاية الحوض الشرقي تواطأت نياتهم وإراداتهم على هذا الفعل الشنيع, وشجعهم على مواصلته والأستمرار فيه سكوت ساكنة الولاية على ذالك, وطبعا لا اتهمهم بالموافقة عليه أو الرضي والقبول به, لكنها قابلية الاستسلام للظلم وعدم الاعتراض على تصرفات "المخزن" موروثة من عهد الاستعمار الأول! مفادها: "الكف مايٌعانَد اللشفة" وأي كف؟ وأي "لشفة" والصواب أن يقال للظالم يا ظالم,
وختاما لن تثني تهم: السياسة أو الإرهاب أو الأجندات الخارجية...!, أو غير ذالك من التهم الباطلة, الجادين والحادبين على هذا الوطن والساعين في خير المواطن وبذل المعروف له وتعليمه والعمل على الرفع من مستواه علميا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.., خشية أن يتهمهم المبطلون والمخلدون إلى الأرض بتلك التهم السخيفة, والله متم نوره, (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).