في وطنى التعليم يحتضر / عبد الحى ولد شيخنا

إنّ التعليم هو من الأمور الأساسيّة التي تشكّل أسس قيام المجتمعات؛ فالتعليم ليس فقط أساساً لقيام مجتمع فحسب؛ بل
هو ضمان تطوّره واستمراره في التقدّم والازدهار، ولهذا السبب ومن هنا نستطيع أن نقول بأنّ الأهميّة الأولى من أهميّات العلم التي لا تعدّ ولا تحصى هي تقدّم المجتمع ونموّه وازدهاره؛ 

فالعلم قادر على اكتشاف المجهول، ورفع قيمة الشعب، والأفراد المتعلّمون قادرون على إدارة بلدانهم بكفاءة عالية فالمجتمعات الناجحة والمزدهرة هي من أكثر المجتمعات قوةً وهيمنةً في هذا العالم، وحتى يكون المجتمع قوياً ومتطوراً لا بدّ له من أن يقوم على عدّة مقوّمات أبرزها العلم، فبدون العلم لما قامت المجتمعات البشرية وتطوّرت وازدهرت ووصلت إلى ما هي عليه في وقتنا الحالي، وقد حث ديننا الحنيف دائماً على العلم وتعليم الآخرين، وكان أول ما أمر به الله جلّ وعلا رسوله الكريم هو العلم في قوله: "إقرأ"، فالقراءة مقصدها هنا التعلم وبالأخص تعلم الدين الإسلامي، فلا يمكن لأي مسلم أن يعبد الله عزوجل دون أن يكون على علم بأحكام الدين الإسلامي، وقد فضل الله سبحانه وتعالى المسلم المتعلم على غير المتعلم في قوله الكريم: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يعلمون
وبعد هذه المقدمة التوضيحية فإنى أعرج على واقعنا التعلمى  الذى هو فى الحقيقة يوجد فى مكان غير لائق ولا يسير فى الإتجاه الصحيح  مع أن لكل يعرف ذالك وأكبر هرم للسطلة صرح بذالك فى إحدى خطاباته .
ينقسم التعليم فى موريتانيا الحبيبة إلى قسمين
-محظرى وهو النواة الأولى التى تشكلت منذ وقبل نشأة الدولة وقد أعطى ثمارا بوأت موريتانيا مكانة عالية فى ربوع العالم العربى والإسلامى ولازال هذا النموذج قائما مع وجود بعض النواقص على الرغم من توفر الوسائل لوجستية له
-التعليم العصري وينقسم بدوره إلى ثلاثة أقسام
أساسى وثانوى وعالى 
هذا النموذج من التعليم فى حالة اليوم يؤسف لها و بدون التحفظ ولا أعرف من أين أبدا  وإذا بدأت من الذي لم يكن منه إلا إسمه يعنى الأ ساسى  فإنى أقول أن كل المعوقات وضعت أمامه من حيث عدم الحجرات وإن كانت فهي متهاوية مع تزايد عدد التلاميذ لله الحمد وغياب الكادر البشرى المخصص له مع توفره في حانات البطالة ؟ أما لتعليم الثانوي فإنه ليس ببعيد عن سابقه وإن كان له متنفس فى العاصمة أنوا كشوط بسبب التنافس القائم بين الحر والعمومي أما التعليم العالى فهيهات
ففى هذا النموذج من التعليم والذى يعتبر هرم التعليم بصفة عامة أمور لا يصدقها إلا من مرت عليها وعاشها ومرست من طرف القائمين على هذا النموذج عليه.
أولها الإحتكار لكسب المنفعة ولو كان فيه عدم تدريس الطلاب وشهد شاهد من أهلها حينما بثت الوزارة المخصصة لهذا التعليم مذكرة تحوى عدد المدرسين مما أتضح أن بعض المؤسسات للتعليم العالى يوجد فيها 3 أساتذة دائمون فقط وفقط
مع توفر كم هام من الدكاترة المتخصصين فى شتى المجلات حرموا من الإيلاج فى حقل التدريس بسبب القائمين على هذا الحقل وسيسألون بين يدى الخالق عما اغترفوا يوم القيامة كما سيحاكمهم التاريخ مع العلم أن هرم السلطة  يولى أهمية قصوى للتعليم حيث أنشأ معاهد جديدة وبنايات وافرة تتماشى مع عصرنة التعليم العالى وأسند المهمة على من هم من نفس الحقل ولكن المواطنة والإرادة يبدوان مفقودين للأسف الشديد.
أما الثانى فيتمثل فى إحتقار الأساتذة المتعاونين فى هذا المجال والذين شهدت لهم الوزارة أنهم يغطون أكثر من 50%من التدريس من حيث عدم إعطائهم رواتب تتماشى مع العصر مع غياب عقود تضمن لهم حقوقهم يوما ما وقد إنفرد تعليمنا العالى بهذا النوع من العالم .
أما الثالث فهو متعلق بالطلاب الذين لا يتجاوز طلبهم كلمتين هما
-النقل والمطعم قلنا إسألوهم ؟ 

9. ديسمبر 2015 - 10:39

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا