عقدة العقيدين المتقاعدين / عثمان جدو

من تمام العقل وكمال الإيمان أن يحب الإنسان ديمومة الأمن والسلام لوطن احتضنه واحتضن آباءه وينعم على أديمه أبناؤه وإخوانه ومن يفترض به أن يقاسمهم الهم بأفراحه وأتراحه ..

إن المواطن السليم مسكون بحب وطنه مهموم بمستقبله

آلى على نفسه منذ طفولته ألا يبيعه ولا يحب أبدا أن تتقلب عافيته فتنة وساكنته بساكنة ..ومن مشيئة الله أن وجد بيننا دخلاء يسبحون عكس التيار ويبيعون الوطن لنخاسة السياسة ويلعبون على حبل الزمن ليقطعوا أوصال الأمن كي ينعموا بتسلية أنفسهم المريضة بما ينتظرون حدوثه -لا قدر الله- من تناحر و انقسام وقتن فصار همهم الأوحد هو تشويه سمعة البلاد دوليا بنشر أكاذيبهم وأراجيفهم وزرع الفتنة والشقاق بين مكونات الشعب الواحد بالأباطيل والتحريف والتطبيل ..

لقد تزعم العقيد المتقاعد المعقد سياسيا الرئيس السابق *اعل ولد محمد فال* هذا التيار متبوعا بأخيه البار له في اكتساب العار *عمر ولد أبيبكر* الذي مثل نسخته الداخلية طبق الأصل .. فقاسمه الحرب على الوطن وعقوق الأهل وكفر النعم والبحث بجد عن سوء الختام هواية أو غفلة أو انعدام توفيق ..

لم يأل العقيد المتقاعد *اعل ولد محمد فال* جهدا في سبيل تدمير سمعة البلاد من خلال مقابلاته وخرجاته الإعلامية ،فبدأ يسوق للتأزيم السياسي وبعد إفلاس الموضوع ؛ أصبح مولعا بتقديم البلاد على أنها مصنع لإنتاج الإرهابيين و بؤرة لتنامي الإرهاب ، مستخدما في ذلك أشنع التصوير وأبشع التقديم في توظيف خبيث لصنوف الكذب والمكر والخداع .. متحالفا مع اليهود جاعلا يده في أيديهم انتصارا بهم وتزلفا إليهم ، وطبعا -كما هو معروف لدي الجميع- لا تهمه الدولة ولا مصلحتها أصلا ولا هو بالمتطوع النظيف لخدمة العالم في إبعاد الشر عنه إنما همه الوحيد هو استعادة مكانة سياسية حظي بها في فترة ماضية دون جهد كبير ..!

لقد جثم هذا الرجل على صدر المواطن المسكين لسنين تجاوزت العشرين لم يكن فيها بالأخ الرحيم ولا بالراعي الأمين حيث روع الآمن واستبيحت في {عهد رعايتته} أموال وأعراض واستهدف أئمة وسجن علماء وعاش المجرمون طلقاء ..! ، بل أبعد من ذلك كله؛كان لهم ظهيرا وشريكا وحاميا .. وهو اليوم يتنقل بين بقاع العالم بحثا عن موطئ قدم أو نافذة صوت يسيء منها على سمعة البلاد ظنا منه أن ذلك أسلك طريق لتحقيق حلمه المبتور في إشباع نزواته السياسية التي لا تزيده مطاردة أوهامها إلا الطغيان واستباحة الإساءة إلى بلاده التي نهب خيراتها أيام توليه أمانة أمنها قبل توليه أمانة تسيير شأنها العام ، وطبعا خان الأمانة اقتداء ببعض من سبقوه .. إن عقدة الرجل التي قذفت به إلى خارج البلاد وجعلته حبيس أوهامه المسمومة ؛ عقدة سياسية وهمية ، يخيل إليه من خلال أحاديثه الشخصية لنفسه المريضة أن له حظا ومكانة لا يمكن أن يملأهما غيره..ومن هذا المنطلق التحليلي الإبليسي ينطلق هذا العقيد المتقاعد الذي تقاعد عن هم المواطن الذي أبدله أيام توليه له بإهانته وبعد تقاعده أبدل {خدمة الناس} بالإساءة إلى بلاده تلك التي تحتضن أقرب الناس إليه-أولي الرحم والقربى- وطبعا خاب وخسر من تزلف إلى اليهود بخيانته للأمانة والعهود ..!

لقد وجدت نسخة طبق الأصل من العقيد *الرئيس* داخل البلاد تمثلت في العقيد *ولد أبيبكر* تقاسمت معه الإساءة إلى البلاد بالإساءة إلى المقدسات والثوابت وتكذيب التاريخ ولعن الجغرافيا ،وتمجيد المستعمر ووصفه بحامل مشروع الدولة ومرسي سفينة السلام ، إن هم *العقيدين المتقاعدين* هو البحث عن مدخل سياسي وإن خبث مسلك الوصول إليه..! ، لقد انتهج الإثنان نهج التفرقة من خلال رمي البلاد بالأباطيل والأكاذيب على المستوى الخارجي، وعلى المستوى الداخلي من خلال الطعن في الثوابت الوطنية ووصف المقاومين المجاهدين بالمحاربين المارقين ووصف الجلاد المستعمر المغتصب للأرض المنتهك للشرف والعرض بناشر السلام وحارس الإسلام ..!

لقد حاول العقيد *عمر ولد أبيبكر* أن يكون ذكيا -بطريقة خبيثة- حين استجاش العواطف ولعب على أوتار الفئوية المقيتة التي تتعمق يوما بعد يوم في مجتمعنا بفعل عوامل منها ما هو مرتبط برواسب وبقايا تصرفات ألفها منا قصار نظر وإن أمعنوا في الكبر وألبسوا الأمر ما ألبس من تدين وإعزاء للقدر ..!

وبعد ذلك انتهج نهج نبش القبور والنفخ في العواطف المشحونة سلفا والمسكونة بحب الانتقام قبل التثبت من جواب السؤال أو الاستفهام وما دافع *العقيدين* إلا اللهث خلف المكاسب السياسية التي انعدمت لديهم الوسائل لمطاردتها حتى آلوا إلى ما آلوا إليه من عري فكري وقبح عقدي وما كان الأمر ليصل بهما إلى هذا المستوى لو أن كبيرهم ظل قريبا من مركز القرار الذي أبعد منه و لاذ بالفرار ، أما تلميذه فما كان ليسلك هذا المسلك لو أن "حزبه السياسي" الذي كان  يريد الدخول من بوابته تم له الترخيص أو وجدت له ضمانات بذلك .

إن علينا أن لا نسكت على هذا النوع من أدعياء الرأي عندنا سواء كان نشاطه في الخارج أو في الداخل ؛ فمثل كتاباتهم وخرجاتهم الإعلامية تذكي الفتنة وتنشر الجرائم في شكلها الأبشع وتجعل المجرم يتحول من مجرم عادي "باحث" عن أموال يسد بها خلة أو يقضي بها حاجة ما إلى مجرم *قاتل* قبل أن يكون سارقا ومغتصبا قبل تنفيذه للقتل الذي أصبح هواية يتوج به مجرمونا جرائمهم ..! ، وعلينا أن لا نتساهل قضائيا مع هؤلاء ولا مع نتاج إفرازهم الفكري الخبيث إلى جانب كل {المغذين} لهذا المجال اللذين أساءوا إلى البلاد والعباد الآمنيين فقتلوا في وضح النهار وسلبوا أموال الناس في مكان عزهم وعند مركز قوتهم وأعتصبت نسوة أمام أزواجهن ..! ،إن التصدي بحزم أولى في مواجهة هؤلاء كي نضمن مستقبلا أكثر أمنا وأمانا ،علينا أن نقتل القاتل ؛ فما كان لهذه الجرائم أن تتنامى لو لم يعطل الإعدام وينعم المغتصب والقاتل بإعادة ذكرياتهم الجرمية التي ينتشون بها طربا في السجن الذي يشتاقون إلى العودة إليه كلما خرجوا منه لتوفر الرذيلة والمخدرات داخله أكثر من غيره ..وعلينا تشديد الرقابة على بيع الصيدليات للأقراص المخدرة دون وصفات طبية سليمة ، فهذه الأقراص لها دور كبير في جرأة المجرم على تنفيذ الجريمة والتسريع في تنفيذها ..

إن علينا في سبيل توفير الأمن استحداث مفوضية خاصة بتأمين الأسواق أو نشر وتكثيف رجال الأمن داخل هذه الأسواق التي تعتبر المكان الأول والأهم لحركة  الأموال والأنفس ؛ على رجال الأمن أن يوجدوا بحيوية وكثرة في ممرات هذه الأسواق وفي زواياها وعليهم أن يتسموا بالجاهزية والجدية .. كما ينبغي لمواطنينا أن يفهموا أن مسؤولية المواطن عن تأمين نفسه أولى وأكثر إلحاحا وعليهم أن لا يعينوا المجرم على أنفسهم بحمل الأموال في الشوارع أو حمل الحقائب النسوية الموهمة بوجود الأموال أو تأخر النسوة في الخروج والتجوال ..

أخيرا علينا أن ندرك أن {المواطن} إذا جوع سرق وإذا ظلم انتصر جهلا وربما تمادى وظلم ثم قتل ..

14. ديسمبر 2015 - 10:09

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا