المنطقة الحرة والضوء الأحمر / محمد ولد عبد الله ولد محمد جدو

لا تُفَكِّرْ أبداً.. فالضوءُ أحمَرْ.. لا تُكلِّمْ أحداً .. فالضوءُ أحمَرْ.. لا تًجادلْ في نصوص الفقْهِ.. أو في النَحْوِ.. أو في الصَرْفِ.. أو في الشِعْرِ.. أو في النَثْرِ.. ...، بداية قصيدة لنزار قباني وكأنه يتكلم عن العاصمة الاقتصادية نواذيبو التي تخلو شوارعها من إشارات المرور وربما يعود ذالك للإشارة على أنها منطقة 

حرة. 
إ،ن مدينة نواذيبو بحكم موقعها الجغرافي المميز ومناخها الجميل والمعتدل على مدار السنة، وكونها ميناء طبيعيا يصدر من خلاله جزء هام من الثروة المعدنية والسمكية للبلاد نحو أسواق العالم... ، والمحفزات الكبيرة التي  تقدمها السلطة لكسب ثقة المستثمرين وجلب الاستثمارات لهذه المنطقة الحرة، ولجعلها قادرة على منافسة المناطق الحرة المنتشرة في الكثير من دول العالم. 
كل ذلك وأكثر  اعتبر من مؤهلات هذه المدينة لتكون قطبا تنمويا بامتياز قادرا على منافسة المناطق الحرة المنتشرة بالعالم، وقادرة أيضا على الدفع باقتصاد البلاد نحو مزيد من التطور والنماء.

وبعيدا عن كل ذالك ورجوعا للضوء الأحمر ..  تستمر المنطقة الحرة في  الاعتماد على الطرق التقليدية في تسيير المرور بإلغاء إشارات المرور أو بالأحرى انعدامها  ، تلك الطريقة التي  لم يعد مجديا العمل بها في ظل التطورات الحاصلة والأعداد التقليدية لمتزايدة في عدد السيارات خصوصا أن كثير من الطرق والتقاطعات المرورية أصبحت تشهد كثافة مرورية غير مسبوقة لم تعتد عليها مدننا خلال العقود الماضية الأمر الذي يتطلب اتخاذ إجراءات أضافية وسريعة لتخفيف الاختناقات المرورية الحاصلة في التقاطعات و الأهمية الكبيرة لهذا الجانب المهم والحيوي.
فرقي وتقدم حضارات البلدان تبدأ من الالتزام بالقوانين والأنظمة ومنها الأنظمة المرورية والتي تكون الأولى للناظر عند دخوله لأي مدينة ، وخصوصا أنها تتلقى اهتماما كبيرا من قبل الدولة في ظل ما قدمته الأخيرة للمنطقة من تضحيات كبيرة انطلاقا من المنطقة الحرة و وصولا إلى احتفاليات الاستقلال الأخيرة.

 

 

 

14. ديسمبر 2015 - 11:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا