لقد اطلعت على العمل السردي المتميز، بكل معاني الكلمة، والذي أنجزه د.محمد أحظانا و يحمل العنوان المفارق "هجرة الظلال". قلت إني اطلعت على هذا العمل من خلال قراءتي له ولم أقل إني استكنهته و استوعبته في كل أبعاده، و إيحاءاته و إحالاته ، فذلك ما لن تسمح به قراءة واحدة لهذا العمل المكثف
مهما كانت متأنية متمعنة و متفحصة ، حيث إن هذا العمل عميق، مركب و متعدد الأبعاد. ومن ثم تتعذر الإحاطة بكل جوانبه و أبعاده و إيحاءاته من خلال قراءة واحدة؛ ولا حتى بعد قراءتين أو ثلاثة. علما أن ما قد يمتحه القارئ من هذا العمل يختلف باختلاف ثقافة و سعة مدارك ذلكم القارئ.
وعليه فإن ما قد يمكنني قوله بعد قراءة غير متمعنة بما فيه الكفاية لهذا المؤلف السميك، لن يعدو كونه تفاعلا سريعا و انطباعا أوليا لا يرقى إلى ما تتطلبه طبيعة هذا المؤلَّف من تعمق و استقراء و استظهار. و الذي تمكن الإشارة إليه و الحالة هذه هو أنه خلال قراءتي للعمل السردي " هجرة الظلال"، استوقفتني و شدت انتباهي الأمور الآتية:
- فرادة بنية هذا العمل السردي؛