لأنهن خجولات فوق العادة وأكثرُ من المعتاد بحكم القيم والتقاليد الجميلة التي تحكم مجتمعنا, لاتبوح بنياتنا بحب الازواج والشوق لهم , حين يهاجرون ويرحلون بعيدا الي أرض أخري أو نساءٍ غيرهن , حتي حبُ الأبناءِ لاتعبيرَ عنه إلاَ في خلوةِ المرأة بعيداً عن الناس , حينها فقط تجوزٌ المداعبة ويباح الدلال
...
في صمت مطبقْ تودع حوائٌنا زوجها كل يوم دون قبلة الوداع وعناق الرحيل حتى التراتيل والأدعية تنطقها بالعينين والقلب فقط أما كلاماً فصيحا ً فذالك لايجوز , انه حياءُ حواءَ الموريتانية الذي يمنعها من التعبير عن تِحنانها ووجدها عندما يغيب الحبيب ....
همساتٌ ودندناتٌ مع الصويحباتِ والجاراتِ لاشيئَ يَسمحُ به العرف سوي ذالك , خطٌ أحمر وخطوطُُ عريضة تتشابك لتجعل من الكلام في الحب حراما لكن لِتتحدثْ حواءُ شنقيط عن السياية كيف ماتشاء ...
من العجيب أن السياسة التي لاحياء فيها ولاحرج علي المراة عندنا لاتنصفها من واقع جحيمي لأن سياسات البلد نادرا ما تأخذ بالعين عواطف الإنسان ومأساته وها تبقي المرأة فينا حواء المظلومة....
حواء التي لاتطيق صبرا علي فراق ابنها أو زوجها وتلقي النظر عليه من وراء نافذةٍ مظلمة تكبت شعورها با الإحساس بالغربة والوحدة حين يغادرها رجالها مهاجرين , يعتصرها الالم بعد أن رحل زوجها وابنها إلي أرضِ أخري بحثا عن عمل ....
كم فيك ياانغولا أيتها العروس السمراء من حبيبٍ لحواءَ موريتانية , تسرقيهِ الجهدَ والعمر , تسلبينهُ الأيامَ والليالي , بعد أن أبعدتِه عن عروس هنا في شنقيط يصبرُ هو علي فراقها صبرَ أيوب ويقاسي الأمرين, لم يسافر أدم الموريتاني إلا ليجلب زينتها وينتقي عطرها , غادرها اليك ليس حباً فيك أو رضا عن فراقها لكن ليستطيع حمايتها وحراستها , غادر حٌمَي الضنك إلي حِماك وحُماكِ ليشتري لها شبرين شبر تسكنه وآخر يواريها الثري فيه ......
لاتثريبَ عليكِ ياانغولا سأحدثك بلغة حب السياسة علي لسان حواء الموريتانية فهي المباحة لها لأنها خجولةٌ محتشمة , تحترمُ حدودَ و تقاليدَ الأسلاف وقد أباحوا لها السياسة فقط, لاتثريب عليك فالسياسات الحكومية عندنا لاتسأل عن هِجرة الرجالِ بل تبيح لهم أن يهاجروا وتشكرهم علي لابتعاد أكثر ....
لاتثريب عليك ياأنكولا حين تسرقين طاقة شبابنا وتمخُرين قواهم , لاتثريب عليك ايتها الجميلة السمراء فنحن سرقناهم قبلك . سرقناهم كل شيئ , سرقنا رجالنا جهدهم حين تعلموا وكافحوا , لم نحتفي بهم , لم نقدر كفاءاتهم لامكان لكل ذالك , لامكان لشهاداتهم وخبراتهم لامكان لجهدهم , نحن علمناهم أن يبتلعوا مرارة الإقصاء والتهميش , قلنا لمن لاوساطة له : سافر إلي انكولا واعمل هناك عمر وابني أمنحها عرقك , قلنا لصحفيينا المبدعين عليكم بالجزيرة والبيبسي وقطر وروسيا اليوم وروسيا الأمس وعليكم بانكولا قلنا لهم بلغة القران التي تعلموها ورضعوها من أثداء أمهاتهم , قلنا لهم حين طلبوا العمل لاكًيْلَ لكم عندي , أقنعناهم أن ثمنهم خارج الديار وحظهم في طول الترحال وكثرة الأسفار , قلنا لهم بكل فصاحة امشوا في مناكبها , تشردوا في مغارب الأرض ومشارقها ...
لاتثريب عليك يانكولا نحن علمنا أبنائنا في هذا الزمن أن يغتربوا فالأرض هنا لها ملاكٌ لايريدون المنافسة , قلنا لهم عليكم بالصين والهند عليكم باانكولا, لنا نفطنا ,حديدنا وسمكنا ... لنا معادننا وذهبنا لكن لكم أمانتكم وشهاداتكم , لكم سمعتكم اعملوا بها في بلاد أخري فنحن لانحتاج كل ذالك , علمناهم فوائد السفر وعزيناهم عوضا عن فقد الأحبة بسافر تجد عوضا عن من تفارقه ...
عفوا ياانكولا , عفوا يكونكوا , عفوا أيتها السمراء إن كان بناتك ِ " دول القارة السمراء" يَسْرقن أبنائنا الأيام والليالي ...
عفوا نحن سرقناهم قبلك , نحن سرقنا رجال نسائنا أحلامهم ابتلعوا دون أن يتكلموا عذااباتِ الغربة وشقاء الوحدة في أدغالك ,لكن شكرا لك حين احتفيتِ بهم نحن مِثلكِ نحتفي بالغرباء بل هذه هي سياساتنا , نحتفي بالغرباء فقط بل لاسياسةٍ عندنا لتشغيل الشباب سوي شعارات يلهون بها حتي المساء , نحن قلنا لشبابنا عليكَ بانغولا تلك العروس السمراء لاتفتك لها شبابُك ولنسائِنا شيخُوخَتُكْ.....
عفوا انتم أيها القادة الساسة والحكماء, أيها الحَكَمْ ,عفوا أيها المستشارون والخُبراءْ والمُخْبِرُونْ , عفوا كلكم...
عفواأيها الرئيس الحكم بيننا فشبابنا لكي يسعدوا عرائِسهم كي يَبَروا أمهاتهم , رحلوا وهاجروا الي انكولا وكل بقاع الدنيا لأن لديهم شهامة وعزة وكرامة وأنتِ ياانكولا عروسٌ جميلة لكن عفوا ياسمراءْ عرُوسُنا والله أكثرُ جمالاً وحسنا لكن عِطرها مغشوش والسياسات التي قيل إنها للشباب هي كذالك مغشوشة وإلا لما كان لكِ أنْ تَسْرِقي نسائنا رجالهم....