لا يمكن تقدير حاجة أي جارين لبعضهما البعض على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كما لا يمكن محو ارتباطات دينية روحية وثقافية واجتماعية تجذرت بين البلدين قبل وجود ما يعرف بالدولة الوطنية..
لكن المشكل الكبير برأيي في هذه العلاقات خلال العقود الأخيرة مغالطات سياسية من هنا وهناك
جعلت العلاقة التاريخية الكبيرة بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية و التي يقف التاريخ شاهدا عدلا عليها وتجسد الجغرافيا تلك الروابط رغم إكراهات الحدود، هذه المغالطات جعلت عواطف من تحرك الرياح سواكنهم تخرج عن سيطرة عقولهم التي تحتاج إلى مزيد من النضج والتحصين من موجة المعلومات التي تجتاح عالمنا ويركبها دعاة التوتر في المنطقة من أبنائنا ومن خارج قارتنا أحيانا حتى يبقى منسوب السعادة في مجتمعاتنا متراجعا بسب عدم التعاون المؤدي إلى خسارة فرص كبيرة وبالتالي يبقى الشقاء الاقتصادي رهين بيوت شعوب أرادت الوحدة والتعايش بدل التفرقة والاصطدام إنها ثقافة فرق تسد .
والسبب الوحيد الذي جعل العامة تنصت إلى موجة المعلومات هذه وتتراشق بالعبارات النابية وهو أمر يسر أعداء البلدين جهلهم بتاريخهم وبجغرافيتهم فعلى الجميع أن ينصتوا لضمير العقل وترك العاطفة جانبا حتى لا تسير بهم في الطريق الخاطئ.
مما أساء العلاقات الموريتانية المغربية سوء فهم للتاريخ حيث يقول المغاربة موريتانيا منا عن طيبة خاطر أحيانا وعن غيره وبهدف ع تحريك مياه راكدة أحايين أخرى ممن لا يفقهون كثيرا قيمة العلاقة بين البلدية ناهيكم عن غياب ثقافة الدبلوماسية الثقافية وغياب ضمير الفرد ومحاسبة الذات على كل ما يصدر عنها من أحكام قد تضر بعلاقة البلدين .
وحتى نطرح النقاط على الحروف موريتانيا بلاد شنقيط قديما كانت إمارات كل تحكم حيزا معينا وبما أن للشريعة يدا طولا خاصة على المشايخ والفقهاء وعامة الناس وسعيا منهم إلى الالتزام بروح الشريعة الإسلامية كان لزاما عليهم مبايعة أقرب ملك من ملوك المسلمين وكانوا بالفعل يرسلون البيعة لأمراء المغرب خوفا من وعد من مات وليس في عنقه بيعة مات موتة جاهلية، بالتالي كان هذا السبب مقنعا شرعا لأولئك العلماء وهو ما قال بسببه الأخوة المغاربة ما قالوا وبالتالي باتت هذه المعلومة التاريخية تسيء إلى بعض الموريتانيين بسب سوء استعمال بعض المغاربة لها وكأنها تقلل من استقلالية الدولة الموريتانية ولعمري هذا سياق تاريخي مهم يجب أن يدفعنا نحو التعاون بدل الاختلاف فالدولة الإسلامية كانت تابعة لأمير واحد بمشرقها ومغربها ولم تتجزأ إلا على يد أعداءها.
أما جانب الجغرافيا وما شاع مؤخرا من مشكل لكويرة إنما هي ضربة من أعداء المغرب وموريتانيا تلقفها الفيس بوكيون بنعراتهم الجاهلية فالكويرة منطقة خالية من السكان ومنذ سنين على ما هي عليه وتحريكها الآن من طرف وسائل أعلام فرنسية وعربية ليس بريئا مطلقا واعتقد أنها أزمة مختلقه لا وجود لها حسب مصادر الخارجية المغربية ووزير الاتصال الناطق الرسمي بالاسم الحكومة .
لكن وضحت ضرورة توعية المجتع المدني في البلدين من خلال السلطات الرسمية وجعلهم يفهمون ضرورة التعاون بين موريتانيا والمغرب وبدون ذلك أعتقد أن إشكالية الحدود والمنطقة الخالية ستكون فرصة لأعداء الدولتين لطرحها كبؤرة توتر قادمة بين البلدين إذا لم ينصت القادة لنداء شعبين أرادا التفاهم والتجانس والتعاون والتآخي وهو أمر يأمله كل العقلاء الصادقين من أبناء المغرب وموريتانيا من قائديهما الشابين .
وفي الأخير أقول لمن يخالف المغرب سياسيا عليك أن تواجها المغرب بدل أن تتخذ من موريتانيا منبرا لك فموريتانيا تحتاج إلى كل الجيران العرب والأفارقة كما يحتاجونها ومثقفيها يحترمون كل البلدان مع أنهم يحتفظون بحق الرد المسؤول على من أساء إليهم وإلى بلدهم .
وستبقى موريتانيا والمغرب بلدين شقيقين تنبني علاقاتهما على الود والاحترام رغم كل الأصوات التي تعالت لضرب هذه العلاقة وجعلها عرضة للضياع بخلق مشاكل وهمية لا أساس لها ولا ينبغي لحكماء البلدين الصمت حيالها بل يجب أن تتحرك الأقلام لإعادة علاقات التعاون بين البدلين إلى أوج عطائها