الواقع الصحي الحقيقة المرة / محمد يسلم بن محفوظ

ترددت على المستشفيات هذه الأسابيع الماضية رفقة قريب لي وهو من أحب الناس إلي
فلاحظت الملاحظات التالية:
1- تدني أخلاق الأطباء ومعاونيهم فبالإضافة إلى معاناة المريض وهموم أهله وانشغالهم بمرضه وتمريضه

 يدخلون في صراع مرير مع الطابور لأخذ بطاقة الدخول ثم الطابور للدخول على الطبيب ثم مع الطبيب نفسه حيث يلقاهم بوجهه العبوس وكلماته النابية ووقته الضيق وآرائه الجزافية وأدويته التجريبية: يقول بلسان حاله إن كان مرضك كذا فستبرأ وإلا عاودني، فتحرك فيه الأدوية أمراضا وتزيد ما به لأنها لم تكن لنفس المرض أو هناك أمراض أخرى قد تكون أخطر لم يكشف الطبيب عنها ولم يهتم بها أصلا فيزيد الطين بلة
2- بطء الإجرآت حتى على المحجوزين فيسترق الكشف عن أمراضهم فترة طويلة  تستغرق أياما على الأقل  يعاني فيها المريض وذووه من الحجز في الغرف الضيقة بين المرضى ممن حالتهم مزعجة وخطيرة وربما يشاهدون موت بعض المحجوزين فيزداد المريض مرضا وذووه هما وكربا
3- يجد المريض معاناة إذا أراد السفر للعلاج فبالإضافة إلى التكاليف الباهظة التي تنتظره يجد صعوبة في تسريع الإجرآت فإذا حصل على تقرير الطبيب المتضمن للاستعجال تبقى أيام العطل الطويلة بالنسبة لهؤلاء المرضى الذين قد يحتاجون السفر للعلاج حاجزا أمام الحصول على أوراق السفر من الإدارة المعنية بالجوازات وربما أوراق أخرى وعراقيل أخرى فتزداد المعاناة وربما فات المريض  قبل استكمال الاجراآت
4- غياب الإسعافات الأولية بشكل كامل فقد يموت المريض من النزيف قبل أن يأتي مرافقه إن كان له مرافق بوصفة الطبيب من الصيدلية خارج المستشفى إن كان عنده ما يشتري به الدواء
5- أعذر الذين لديهم إمكانيات للعلاج في الخارج أن يتعالجوا هناك حتى من أبسط الأمراض
لأسباب موضوعية : أبسطها سرعة تكييف المرض وثانيها سرعة الإجرآت وثالثها حسن المعاملة ..
6- من الناحية الشرعية يجب على الطبيب النصح واللطف والتوقف عند معرفته فإن فرط فإنه يضمن
7- حوار مع طبيب جئت مرة لطبيب في أحد المستشفيات وأنا مصاب بالحمى فكتب لي أدوية من بينها دواء حمى الناموس فقلت له أنا لست مصابا بحمى الناموس فقال هذا دواء وقائي نعطيه لكل الناس ولا يسلم أحد من حمى الناموس قلت له لكني لست مصابا به فكيف أجازف باستعمال دواء لا يصادف مرضا وقد يسبب لي مرضا لم أكن مصابا به فمثلا لو كنت مصابا بمرض السكري ما ذا يحصل ثم قلت لا أستعمله حتى تعمل لي فحصا عن الجرثومة فلم يفعل فبعد أيام ذهبت إلى آخر فاكتشفت أني لست مصابا بها
هذا مثال واحد فقط لما يحصل من المجازفة 
  

18. يناير 2016 - 9:38

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا