(وَيُقْضى َ الأمْرُ حينَ تَغيبُ تَيْمٌ ... وَلا يُسْتَأمَرُونَ وَهُمْ شُهُودُ)
أداة التفكير الناجعة هي العقل , وتلك من المسلمات التي لا تحتاج إلى كثير كلام , لكن يبدو أن "البعض" قد اكتشف آلية أخرى أكثر فاعلية من العقل وهي "البطن" إذاً نحن هنا أمام عملية
إبداع رائعة في تحديد وسائل التفكير , ..لسنا هنا بصدد تقيم تلك الوسيلة بقدر ما سنشير إلى "الهدف" من اعتمادها , وهو "تأمين الحاجة البشرية إلى ملء البطن" ..نستنتج إذا أن الهدف في هذه الصورة غير سامي بل لايعدو كونه نزوة حيوانية لاتستحق كل هذه العنتريات...
لكي نفهم الأمر أكثر نرجع إلى "المقالات التافهة السابقة" والتي تدور في مجملها حول الهجوم على "الشيخ وإخوانه" ..لسائل هنا أن يسأل عن ما الذي يحمل "الرجل" على هذه المقالات المتكررة رغم مكانة "الشيخ" العلمية والتربوية في معظم ربوع الدنيا, لكن أيضا يمكن لأي متابع أن يجيبه بالقول بأن تلك "المقالات" توفر "حظوظا مالية ووظيفية" معتبرة تعين على نوائب الدهر ونكباته , وحينها يدرك السائل "منطق التفكير بالبطون" , ويأخذ فكرة - ولو أولية – عن هذه الظاهرة وهذا "النمط من التفكير" ..يعود السائل خائر العزم محبطا كافرا "بالمفكرين الجدد" وآليات تفكيرهم المقزّزة ,ودون كبير عناء يواجهه ملمح آخر من ملامح "ظاهرة التفكير بالبطون" : يتيم من أيتام القذافي يكتب –بإيعاز- من "المستشار التّيمي" سطور كاذبة خاطئة مليئة بالهجوم والسخرية "من مفخرة شنقيط" وأبرز علمائها , ..الجديد في هذه السطور – بالإضافة إلى العداء الكامن في نفوس "كاتبيْها" – هو محاولة إلهاء الشعب وشغله عن التفاعل مع حملة أطلقها نشطاء فسابكة من كل الاتجاهات والمشارب معتبرين أن قرار السلطات إبقاء أسعار البنزين مرتفعة – رغم انخفاضها دوليا – غير مبرر .. مطالبين الرئيس بالتكيف مع الأسعار العالمية , والتوقف عن ممارسة التجارة والتربح من عروق المواطنين ... فشلت محاولة "الثنائي" : يتيم القذافي , و مستشار هواي , في ثني الرأي العام عن التفاعل مع حملة النشطاء , والحضور للوقفة التي نظموها مساء اليوم , وهو "الفشل" الذي أخرج "المستشار" عن صوابه , وحمله على الوشاية بمدون شهير معروف باستقلاليته ,لالشيئ سوى أنه اقتبس من "البلاغة النبوية" ,وهوضرب من الإقتباس معمول به خصوصا من قبل علماء وشعراء البلد القدامى, لكنّ خرجته هذه المرة لم تكن موفقة أكثر من سابقاتها - وكل خرجاته ينقصها التوفيق – حيث جعل دائرة المناهضين لمواقفه المخجلة تتسع بفعل هجومه على شرائح مجتمعية عديدة , واتجاهات متنوعة جمعها الإحساس المؤلم بانتهاك كرامة المواطن , والالتفاف على حقوقه المشروعة من طرف سماسرة النظام وأباطرة الفساد فيه ..المستشار إذا في هذه الخرجة يمارس فنا من فنون "التفكير بالبطون" , وهو ماجعل "صاحبنا السائل" يسأل عن العلاقة بين "أسعار النفط" و"أسعارهواتف هواي" قبل أن يحصل على إجابة مفادها أن العلاقة بيّنة وواضحة فارتفاع أسعار المحروقات يرفع من سعر "الهواتف" ,وبالتالي يرفع من حظوظ الربح خلال عملية توزيعها داخل الأسواق ..حينها مدّ "السائل" رجله مستحضرا قصة أبي حنيفة , ورفع يديه إلى السماء مستعيذا بالله من الفقر إلا إليه, ومن الذل إلا له , ومن الخوف إلا منه.