رسالة يستحيل فتح غلافها / شيخنا ولد الناتي

اكتشف الإنسان منذ وجوده على هذه المعمورة قيمة الرسالة في ربط التواصل بين  أفراد لم تُتًحْ لهم فرصة اللقاء ، إلا أن رسالتنا هذه من المستحيل عليه ومهما كان ذكاؤه فك حبرها اللاصق حتى يتمكن من قراءتها  ، فقد تم ضبطها ضبطا بحيث لا يستطيع مَنْ وجدها بين يديه الاستفادة من ما بداخلها  .

هذه الرسالة التي حدثكم عنها لا تزال غامضة حتى على الجهة التي  ستبعثها  ،أما مَنْ  وُجهت له فهو الآخر لن يتعرف  على ما بداخلها ، نظرا لعدم اهتمامه بالرسالة نفسها في الأصل  ، فعلى الرغم من تأكيده بضرورة بعثها له ، فلن يجرب قراءتها حتى ولو كان كاتبها يتفق الجميع على أنه هو الوحيد الذي يملك الحلول السحرية لفكها حتى يتعرف الجميع على رموز تلك الرسالة الغريبة .
مثل هذا النوع من الرسائل يشكل هاجسا سياسيا  ،  وإن كانت  هذه العبارة غير مألوفة في القواميس السياسية   يستوجب على الجميع أخذ  الحيطة والحذر .
فقد تجتهد الجهة الموجهة للرسالة  ،   فتبعثها في فترة غير مناسبة للجهة المستلمة ، حينها تكون الأخيرة في  موقف يصعب عليها تجاوزه . كما أن تركيز الجهة المستلمة للرسالة على نقاط معينة قد تخسر من خلاله الجهة المرسلة  لها عامل الزمن ، فتجد نفسها في مربع لا توجد فيه مخارج .
رسالتنا هذه التي يرى البعض منا أنها المخرج الوحيد للبلاد من كل أزماتها ، في حين ترى مجموعة أخرى أنها نوع من عرقلة التنمية السياسية في البلاد .
وبغض النظر عن قراءة الطرفين لهذه الرسالة فإن الوطن  أغلى من أن يتم تداوله من طرف جهتين إحداهما مصرة على وجود رسالة وأخرى لا تهتم بها  .
حفظ الله قادتنا وشعبنا من كيد الماكرين 

30. يناير 2016 - 11:20

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا