اكتشف الإنسان منذ وجوده على هذه المعمورة قيمة الرسالة في ربط التواصل بين أفراد لم تُتًحْ لهم فرصة اللقاء ، إلا أن رسالتنا هذه من المستحيل عليه ومهما كان ذكاؤه فك حبرها اللاصق حتى يتمكن من قراءتها ، فقد تم ضبطها ضبطا بحيث لا يستطيع مَنْ وجدها بين يديه الاستفادة من ما بداخلها .
هذه الرسالة التي حدثكم عنها لا تزال غامضة حتى على الجهة التي ستبعثها ،أما مَنْ وُجهت له فهو الآخر لن يتعرف على ما بداخلها ، نظرا لعدم اهتمامه بالرسالة نفسها في الأصل ، فعلى الرغم من تأكيده بضرورة بعثها له ، فلن يجرب قراءتها حتى ولو كان كاتبها يتفق الجميع على أنه هو الوحيد الذي يملك الحلول السحرية لفكها حتى يتعرف الجميع على رموز تلك الرسالة الغريبة .
مثل هذا النوع من الرسائل يشكل هاجسا سياسيا ، وإن كانت هذه العبارة غير مألوفة في القواميس السياسية يستوجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر .
فقد تجتهد الجهة الموجهة للرسالة ، فتبعثها في فترة غير مناسبة للجهة المستلمة ، حينها تكون الأخيرة في موقف يصعب عليها تجاوزه . كما أن تركيز الجهة المستلمة للرسالة على نقاط معينة قد تخسر من خلاله الجهة المرسلة لها عامل الزمن ، فتجد نفسها في مربع لا توجد فيه مخارج .
رسالتنا هذه التي يرى البعض منا أنها المخرج الوحيد للبلاد من كل أزماتها ، في حين ترى مجموعة أخرى أنها نوع من عرقلة التنمية السياسية في البلاد .
وبغض النظر عن قراءة الطرفين لهذه الرسالة فإن الوطن أغلى من أن يتم تداوله من طرف جهتين إحداهما مصرة على وجود رسالة وأخرى لا تهتم بها .
حفظ الله قادتنا وشعبنا من كيد الماكرين