"حرية.. حرية".. "سلمية.. سلمية".. "ارحل.. ارحل".. كلها كلمات مشؤومة سمعناها ومللناها، ومللنا فئران المختبر الغربي التي تجرب عليها أطروحات الشيطان في بلادنا..
أي سلمية ينادي بها هؤلاء؟ لقد شاهدنا بأم أعيننا الدمار الذي بدأ بها ! أين هي في ليبيا ؟ أين هي في سوريا وتونس ومصر ؟
أي رحيل ينادي به هؤلاء الأغبياء غير رحيل الأمن من البلدان التي ابتليت بتحضرهم الزائف ؟ من في ليبيا أو سوريا أو تونس أو حتى مصر لا يتمنى عودة الأمن ولو في ظل حاكم شيطان ؟
أي حرية ينادي بها هؤلاء؟ لقد صدمني مشهد شابين من خوارج أو شباب 25 في مصر كما يسمونهم، استغلا بساطة وكلاء شرطة في يوم الإحتفال بعيد الشرطة وقدما له هدية وقحة يشمئز اللسان من ذكرها، فظن أنهم يحتفلون معه، ففرح بها بسذاجة !
انظروا إلى تدني الأخلاق والدين لدى السائرين على خطى الشيطان الغربي ! اتصل محاميهم – محامي الشيطان - بإحدى القنوات مدافعا عنهما، زاعما أنها حرية تعبير ونقد ساخر ! وأن مثل هذا الأمر معروف في دول الغرب المتحضرة، ولا يرفضه إلا المتخلفون !
وعندما سأله أحدهم هل تقبل أن يقدم هذا لإبنتك في عيد ميلادها ؟ أجاب: نعم، الأمر عادي، أليست بالغة ! فقال له أحدهم: ماذا لو قدمه لأمك ؟!
تأملوا في فكر هؤلاء الشباب والحقوقيين والمفكرين، رضعوا فجور الغرب وتركوا تحضره الذي يفيدهم، أهذا ما ربى الآباء عليه أبنائهم ؟ أهذا ما علمت مدارس الدولة المسلمة طلابها ؟ أهذا ما علمت الديمقراطية المسلمين ؟ تقديم مثل هذا لشرطي مسكين يمثل الدولة ويدافع عن مواطنيها، وفي عيد من أعيادها ! أين هيبة الدولة، بل أين الدين ؟
ماذا ننتظر ؟ أننتظر مظاهرة أو صاعقة تدمرنا، لا قدر الله ! لقد أهين الدين، وأهينت التقاليد، وأهين الرئيس، وأهينت الدولة، وأهين العلماء بل أهين الرسول ! وانتعشت آمال الأعداء في جلب المزيد من الخراب، ورغم ذلك لا يزال البعض يؤمن بدين القوم ! لا يزال البعض يحرق بيديه بلده بحجة الإحتجاج على الدكتاتورية ! يا أخي فكر بعقلك، ألم يكن أبوك دكتاتورا في منزل أسرتك الصغير ؟ ألست أنت الآن دكتاتورا في منزل زوجتك أو شركتك أو حانوتك ؟ إن كل من يعترض على الحاكم، سواء من الساسة أو من بعض الصحفيين المجانين وغيرهم من الحائرين، إنما يعترض في حقيقة الأمر على قلة نصيبه من الأمر أو انعدامه، أي يريد شيئا، وهذا الشيء قد يوصله إلى كرسي الرئيس ! ولهذا كان أذى الدكتاتوريين القدامى – يوم كان الدكتاتور رجلا –، لا يصيب إلا من تعرض لكراسيهم، أما غيره ففي سلام ووئام، يأكل ويشرب ويتزوج، أما اليوم فبحجة القضاء على الدكتاتورية لم يعد كل ذلك ممكنا أو مريحا..
يا كهول السياسة، يا من شبتم في الأحزاب والمهرجانات والطنطينات، والخروج الذي تسمونه "معارضة" مما لم يعرفه الإسلام يوما، أخبرونا ما الذي تعلمتم من هذه الديمقراطية المنافقة مما يعزز الأخلاق ؟ ألا يعد السياسي ناجحا إذا كان كذابا مثل الشيطان ؟ ألا يبحث عن مصلحته ومصلحة حزبه الذي يتقوى به ؟ ألا يضع يده في يد الشيطان من أجل تحقق مآربه الزائلة ؟ لدينا هنا منهم من دافع عمن أجرم في حق البلد والدين بلسانه ورجله وجماعته، حجته في ذلك: الحقوق والسياسة !..
إن الإنسان المؤذي يشبه الأسد المفترس الذي يسير بين الناس، فهل يُترك ؟ هل له حقوق إذا كان في تركه خطر على الحقوق العامة للشعب والبلد ؟ وهذا ما تفعله الشريعة السمحة مع المخالفين، فلا حق للسارق في يده الغالية على منظمات الحقوق، ولا حق للساحر المفسد لحياة الناس الكافر (عليه وعلى من يذهب إليه للإفساد في الأرض اللعنة) ، في رقبته الغالية على المنظمات، ولا حق لمن يسيء التعبير، ويتجاوز حدوده إلى المساس بالدين وأمن البلد، الأمر الذي فعله ويفعله بعض الديمقراطيين في بلدنا وكل بلدان المسلمين..
يا شيوخ السياسة، ألا تنهاكم صلاتكم عن المنكر الذي يسمى سياسة ؟ ألا تملوا ؟ ألا تتعبوا من كدحكم الغير مبارك ؟ ألا تفكروا في ظلمة قبوركم ؟ ألا تفكروا في نصرة دينكم بدل نصرة أحزاب الشيطان ؟ ألا تحفظوا القرآن كحفظكم أسفار القانون والدساتير ؟ أين أنتم من نصرة دينكم ؟ وأولها الدعوة في برلمانكم إلى جعل اللغة العربية لغة البلد الأولى، ثم بعد 100 عام الدعوة إلى تطبيق شرع الله كما أنزله الله بدل تطبيق شرع الكفار..
يا شيوخ السياسة، أين أنتم من تدني الأخلاق وضعف الدين ؟
يا شباب 25 و26 و27، احذروا هذه الوساخة الغربية التي تغزوا عقولكم، ولا تسمحوا لشياطين الإنس والجن من الفلاسفة والساسة والمنظرين والمتكلمين بأن يضحكوا عليكم، فأنتم مسلمون على دين أمهاتكم عجائز البادية، سيروا على خطاهن خير لكم.. تعلموا دينكم فهو خير لكم من الماستر والدكتوراه التي لن تنفعكم في عند لقاء الملكين، فما خُلقنا إلا للعبادة وحدها، وكل ما سواها يعد أمرا ثانويا فلا تجعلوه أساسيا فتفشلوا..
وبالمناسبة لست ضد الشعوب الغربية المسالمة، هؤلاء إخوة لنا في البشرية لهم علينا حق توصيل ديننا العظيم إليهم، على الأقل، إن لم نستطع سقيهم وإطعامهم، وتأمينهم حتى يسمعوا كلام الله.. ولا يبيح لنا ديننا العظيم أذيتهم بأي شكل من الأشكال، لا بالسرقة ولا بالقتل ولا بالتفجير السخيف، ولا بنكث العهود التي دخلوا بها بلداننا آمنين، ولا السعي في أذيتهم في بلدانهم.. وكل ما نفعله هو الإعتراض على ظلم حكامهم لنا وتشويههم لديننا، وإعانتهم على قتلنا في بلداننا، أما شعوبهم البريئة في معظمها، فبشر يضلون ويهتدون، ومد اليد إليهم بهذا الدين العظيم خير من الحكم عليهم بالتفجير وإخراجهم من الحياة وهم كفار (فخير للداعشي إحياء الناس بالإسلام بدل قتلهم وحرمانهم منه)، ولو شاهدت مشهد بكائهم عند مخالطة بشاشة هذا الدين لقلوبهم المستنيرة لسالت دمعتك رحمة بهم، والفيدوهات على اليوتوب في هذا الباب كثيرة، وهذا أحدها لنصرانية تبكي فرحا بالإسلام، ضع الجملة Nz6KZewupUU في خانة البحث في اليوتوب، وسيظهر لك في المرتبة الأولى..
لكن للأسف يوجد بعض الحاقدين المندسين في مراكز النفوذ عندهم، يحاربون هذا الدين ويؤذون أهله بدسائسهم ومعونة أعدائهم من الشيعة واليهود (وقد أقصد كل الرافضة ولكني لا أقصد كل اليهود)، وفي معاملة هؤلاء يتبع المسلمون حكامهم في كل ما يقررونه تجاههم حتى إن كان السكوت عنهم، فتلك مسؤولية الحاكم وحده، والله عز وجل سيحاسبه عليها، وخير للعاقل المتمسك بدينه الراجي لرحمة ربه الإبتعاد عن الشبهات، خصوصا ما أجمع علماء المسلمين على ضلال صاحبه مثل الخروج على الحاكم، وقتل النفس المحرمة بغير وجه حق..
إخوتي الكرام، إن نبتة سامة قذرة من المنحلين والشياطين تنمو في بلداننا الإسلامية ملقية بشؤمها على الأجواء، والسبب غزو الإنحطاط الفكري لنا، لم يعد الطفل عندنا يجد وقتا لتعلم ما يفيده.. يستيقظ صباحا فينغمس في عالم من الفجور حتى المساء، يتجول في الإنترنت عبر هاتفه وحاسوبه المحمول أو المطروح، لا رادع له ولا رقيب !
ترميه أمه الغافلة صباحا في مدرسة أجنبية، يعلمه فيها الكافر والفاجر والملحد والسياسي الكذاب، وكل من لا يُقتدى به في دين أو حياة، وقد يشرب أحد الأجانب الخمر أو الحشيش بجواره !..
يتعلم المسكين باللغة الأعجمية كل ما لا علاقة له بدينه وواقعه، فينمو كنبتة مشئومة لا تثمر غير الإلحاد والأشواك ! يعود بعد يوم باريسي صحراوي قضاه في مدرسته الفرنسية إلى بيته، فيبدأ في التجول بين مواقع الفسق، وتصفح ما تبادل في المدرسة من مواده مع زملائه، فيزداد رصيده من الخبث والخبائث والرقي السخيف !
لقد كانت ردة فعل المتصلين على البرنامج المصري قوية صارمة مطالبة بالمضي قدما في محاكمة الشاب المستهتر الذي أساء إلى رجال الشرطة بأفكاره الغربية الواقية من الخير، ولم تشفع كلمة الأب المستجدية للرحمة والعفو في وقف سيل المكالمات الغاضبة المطالبة بتقديم ابنه للمحاكمة ومعاقبته على فعله الشنيع..
أما عندنا ففينا من يسيء إلى شريحة من هذا الشعب بأكملها ولا يحاسبه أحد ! وفينا من يسيء إلى أكبر شخصية إدارية (الرئيس مثلا) ولا يحاسبه أحد ! وفينا من يسيء إلى العلماء، وهنالك فرق بين الإساءة بالكلمات المؤذية والإتهامات الباطلة التي لا دليل عليها، وبين النقد البناء القائم على رد الفكر بالفكر، وكل إنسان خطاء حتى العالم، وحبذا العالم المتمسك بالتوحيد المناهض للبدع، ما أحسن صوابه وما أقل خطئه، أما العالم المؤيد للمظاهرات، المتعاون مع إخوان الخوارج، المتواد مع أهل البدع المعلنين لبدعهم الداعين إليها، المادح لهم بحجة الإجتهاد الذي خالف فيه من هو أعلم منه ممن سبقه من علماء الأمة، فهذا الذي نرد عليه، وبالموعظة والكلمة الحسنة، لا نقع في شخصه فيكفيه شرفا أنه اطلع من القرآن والحديث على أكثر مما اطلع عليه سواه !
لقد ظهرت فينا آخر صيحة شيطانية، أغنية الراب السياسية الحاقدة، التي يزعم أصحابها أن البلد محكوم من طرف عصابة – عصابة رئيس الجمهورية ! وسيقول لك بعض السياسيين والديمقراطيين والمفكرين لا بارك الله فيهم: هذه حرية تعبير، أن يوصف رئيس دولة بأنه رئيس عصابة، هذه حرية تعبير رائعة ! أن تقدم تلك الهدية الوقحة على الهواء لشرطي يمثل الدولة، هذه حرية جميلة ! ألا سحقا لهم ولحرية تعبيرهم ووجودهم بغير حساب..
إن لحرية التعبير حدود أيها الإخوة إذا تجاوزتها انقلبت إلى ضدها (وما زاد عن حده انقلب إلى ضده كما هو معروف)، فأنت إذا انتقدت العالم الفلاني في فكره وقوله وفعله، هذه حرية التعبير لا ينكرها حتى العالم المنتقد، فإما أن يتذكر إذا كان مخطئا – والخطأ عليه جائز، وإما أن تتعلم أنت منه ما ينفعك ويعيدك إلى صوابك، أما إذا سببته، فهذا ما لا يجوز، ومحله المحاكم، والسكوت عنه تشجيع لأصاحبه..
أليس التشهير ببواب الجمهورية جريمة، فما بالك برئيس الجمهورية ؟ لو كنا في بلد يتق الله حقا لما غنى هؤلاء السذج ولا من سبقهم من الكهول، لأن أشهر علماء المسلمين متفقون على تحريم الغناء، لكن إذا تساهلنا في مجاله فكيف نسمح بأن يكون كل شاب بلا مستوى ثقافي أو ديني أو حياتي لصغر سنه، نجح في مزج لحن أو لحنين ببرنامج موسيقى الأغلب فيه أنه مسروق، قادر على أن يعبر عن طيشه وقلة احترامه للكبار في أغنية ينصت إليها آلاف الطائشين من أمثاله ؟ ألا يسمح ذلك بتفشي هذه الظاهرة السيئة في المجتمع ؟..
لقد رأينا كيف أن امتزاج حرية التعبير والطيش زجت بشاب في السجن بسبب تطاوله على سيد المرسلين، اعتقادا منه جهلا وطيشا أن ذلك ممكن في ظل هذه الأجواء الديمقراطية، ولو تُرك لظهر من يتطاول على الذات الإلهية !
وظن الشاب المصري أن السخرية الوقحة من الجندي المصري ممكنة، وظنت هذه الفرقة أن التطاول على رئيس البلد ممكن، وربما تظن فرقة أخرى أن السخرية من علماء البلد ممكنة ! فماذا ننتظر ممن يسيرون في هذا الطريق المبعد عن الدين والأمان ؟ ماذا ينتظر العقلاء من مبحوح ماجن يتخبط كالممسوس في الحفلات بدل قيام الليل ؟! ماذا ننتظر من هذا العبث الذي يسمونه "Rap" ؟ ألم يكن، وفي وطنه الأم أمريكا، صوتا للسخط والعناد والخلاعة والشذوذ والمخدرات والفسق والضلال، فأي خير ينتظر من هذا ؟
أخي الشاب المسلم ضع اسم أشهر المطربين والفنانين واللاعبين والفلاسفة والمفكرين الغربيين ومعهم العرب في "غوغل"، وأراهنك أن طريقة حياته الركيكة وموته المفاجئ سيصدمانك، فهل مثل هذا يقتدي به من أكرمه الله تعالى بالعقل والصراط المستقيم ؟
أخي اعلم أن كل ما يقال من أن الفن رسالة راقية تغير الواقع إلى الأفضل، وكذلك الرياضة، وكل تفاهة، اعلم أن أقل ما يوصف به ذلك كله هو أنه من العبث الذي لا يفيد في الدين، ولا هدف لتلك الكلمات المنمقة إلا إلهاء المسلمين عما ينفعهم حقا، وللعلماء الكثير من الأقوال التي يحذرون فيها من تضييع العمر (الوقت) فيما لا ينفع في الآخرة..
أخي الكريم، يوجد اليوم من الكهول من بلغ الخمسين وهو لا يزال يقضي يومه بأكمله 20/24 ساعة، تحت قناة الجزيرة الرياضية الغير مباركة يتتبع مثل المسحور كل دوريات العالم حتى دوريات الدرجة الثالثة، ويثقل سمعه بتكسير المعلقين للغة العربية والعقول ! فأين الوقت لتعلم العلوم الشرعية النافعة ؟ أين الوقت لقيام الليل ومذاكرة القرآن ؟ أين الوقت لفهم هذا الدين الذي يحمل كأمانة في عنقه ؟
يتابع الجاهل الكافر – هذه حقيقته أم أخطأت - "ميسي" الذي لا يعرف ربه، والمؤيد لعدوته إسرائيل، ويعرفه أكثر مما يعرف عمر بن الخطاب !
يتابع من تعد الوقاحة والزنا وشرب الخمر، جزء لا يتجزأ من دينه الذي سن له الشيطان، فهل مثل هذا يستحق أن يعرفه أحد أو يقتدي به ؟!
إن متابعة ميسي تسقط المتابع إذا سقط، وتثير أعصابه إذا فشل، وتلهيه عن دينه وصلاته إذا تعادل، فلا خير في الإكثار منها..
كم أتمنى أن تسن القوانين الرادعة للغناء ! عفوا، أخطأت، لا تغضب انتصارا لمزمور الشيطان.. أقصد الرادعة للجرائم التي يحل لنا الشيطان الغربي، وأولها جريمة التظاهر، وهذا أقل ما توصف به لما لها من آثار دامية على المسلمين، والثانية جريمة حرية التعبير العفن هذه، والثالثة إحلال قواعد هذه الديمقراطية المتسيبة التي تقلب الفِطر والمفاهيم محللة الحرام، ومحرمة الحلال، ومجرئة للملحدين وللمفكرين على دين رب العالمين، ومشجعة للفساق الماجنين، محل قواعد الإسلام والمسلمين والخير والخيرين.. ولكم في غضب النائب التونسي عندما مرر برلمانهم الديمقراطي مادة تجرم الحكم على الملحد بأنه كافر، خير نذير، فلو طبقت هذه الديمقراطية بحذافيرها لتلاشى الدين لأن الحكم سيصبح لزمرة من المنتخبين الذين قد لا تُشترط فيهم معرفة الدين أو حبه أو الدفاع عنهم، بل بالعكس قد يدخل البرلمان 60 بالمائة من الملحدين والمرتابين ومرضى النفوس – وهم كثر حتى في بلدنا -، وحينها من يدري قد يتم تحريم الصلاة في المساجد، وعلى الدين السلام..