عاجل إلى وزير التهذيب الوطني الجديد / سعدبوه ولد الشيخ محمد

لو دامت لغيرك لما وصلت إليك... غادر الوزير السابق با عصمان مقر وزارة التهذيب الوطني، بعد أن ظل متمرسا فيه لسنين عديدة، حتى خـُيل إليه أنه من الخالدين، وبمرسوم رئاسي – لم يكن مفاجئا بالمرة- تم تعيين السيد إسلم ولد سيد المختار وزيرا للتهذيب الوطني، وهي مناسبة لتقييم حقبة 

باعصمان، وتوجيه بعض الملاحظات الهامة لمعالي الوزير الجديد.
لن نضيع الوقت في الحديث عن الحقبة "البابوية" كما يسميها البعض، فمعالمها واضحة للجميع، ونتائجها السلبية بادية للعيان، لذلك سنركز على استشراف المستقبل، وتوضيح ما نراه ضروريا للوزير الجديد، عله يتفادى أخطاء من سبقوه، ويستفيد من عثراتهم، ولعل من أهم ما يساعد معاليه في ذلك، أن يضع نصب عينيه النقاط التالية:
أولا: افتح مكتبك معالي الوزير..
أنصح وزير التهذيب الوطني الجديد أن يقدم على خطوة رمزية بالغة الدلالة، وهي أن ينزع باب مكتبه نهائيا، في إشارة لبدء صفحة جديدة مع طاقم الوزارة، وعامة المواطنين، بعد سنين كان فيها مجرد لقاء الوزير حـُلما بعيد المنال، بل من سابع المستحيلات، فحتى الأمين العام للوزارة لم يكن يجرؤ على الدخول على با عصمان دون استدعاء مسبق، فما بالك ببقية الموظفين، أما عامة المواطنين فطريقهم لمكتب الوزير لابد أن يمر بجنرال متنفذ، أو برلماني شهير، أو سيدة لها وزنها عند الوزير المـُقال.
لذلك فإن أول خطوة ينبغي لمعالي الوزير إسلم أن يقدم عليها هي عقد اجتماع مع طاقم وزارته، ليقول لهم إنه جاء ليعمل معهم بروح الفريق الواحد، وبمنطق الزمالة، والتعاون على تحقيق الهدف، وليس بمنطق الاستعلاء، والتكبر، والفوقية، فالوزير بطاقمه المتجانس يمكن أن يحقق الكثير، وبدونه لا شيء، كما أنصح الوزير الجديد للتهذيب بأن يخصص يوما واحدا في الأسبوع على الأقل لمقابلة المواطنين، من معلمين، وأساتذة، وآباء تلاميذ، وغيرهم، ليستمع إلى مشاكلهم، ومظالمهم، ويسعى في إعطاء كل ذي حق حقه.
ثانيا: احذروا الجهوية، والقبلية..
معالي الوزير السيد إسلم ولد سيدي المختار احذروا كل الحذر داء الجهوية، والقبلية، فقد أهلكت من قبلكم، وعليكم أن تعلموا أن البعض بدأ يهمس قائلا: " ها قد عادت وزارة التهذيب إلى أصلها" واللبيب بالإشارة يفهم، .. معالي الوزير إن طواقم وزارة التهذيب تعيش احتقانا كبيرا، بسبب سنوات من العنصرية في التعيين، والتحويلات، والامتيازات، ومنح النفوذ لأشخاص على أساس عنصري، وجهوي، وتهميش كوادر الوزارة، وطاقاتها الفاعلة، ومركزة كل شيء في يد الوزير، وهذا الواقع عليكم – يا معالي الوزير- أن تدركوه، وتعملوا على معالجته.
ثالثا: المال، وما أدريك ما المال...
معالي وزير التهذيب الوطني..إن وزارة التهذيب توجد بها شبكات متخصصة في التحايل على المال العام، ولديها خبرة طويلة، وتجربة لا يستهان بها في هذا المجال، فاحذر – معالي الوزير- من لعبة الموردين، والفواتير، والمهمات الغامضة...الخ واعلم – معالي الوزير- أن هؤلاء لن يستسلموا بسهولة، وسيخوضون حربا دون هوادة لإخضاعك لأجنداتهم، فكن على علم بذلك.
معالي الوزير هذه فقط بعض الملاحظات السريعة عليكم أن تأخذوها في لاعتبار، فوزارة التهذيب بمثابة حقل ألغام، تستدعي إدارتها يقظة كبيرة، ونحن على ثقة تامة من أنكم – معالي الوزير- سترفعون التحدي، وتكونون عند حسن ظن رئيس الجمهورية، والوزير الأول إن شاء الله، وقبلهما الشعب الموريتاني، ونحن سنكون عونا لكم في أي قرار إصلاحي تتخذونه، وبالتوفيق معالي الوزير.

10. فبراير 2016 - 14:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا