أتابع أحيانا و أسمع أحيانا أخري عن جدل "الفسابكة" الموريتانيين حول أمهات "مستعجلات" القضايا الوطنية كمحاربة الاسترقاق و غيره من "المظالم الاجتماعية المتوارثة".
و من آخر ما تابعت بهذا الخصوص "السجال الافتراضي" الساخن حاليا حول ما يشاع عن وجود عائق"تزويري" أو "تقصيري"،"كَيْدِيِ" أو "تًمْييزِيِ"
لمشاركة الفريق الرياضي لمدرسة "نسيبة" في مباريات رياضية إقليمية.
فلا أملك إلا التعليق بأن هذا النوع من القضايا لا يُترك الحبل فيه علي الغَارِبِ ولا "يُطْبُخُ" التفكيرُ والرأيُ حوله إلا علي نار هادئة و لا "يُصْلَحُ" إلا بِزَيْتٍ منزوع "الكولسترول السياسي"!!.
و الفسابكة الموريتانيون ( نسبة إلي أصحاب الصفحات التفاعلية علي الفيسبوك) مجتمع عريض متنوع منهم"المجاهرُ الظاهرُ" باسمه و وَسْمِهِ و منهم "المُخَافِتُ المُسْتَتِرُ"تحت أسماء مستعارة ومنهم الدُرَرُ اللًوَامِعُ من قادة الفكر و السياسة و المجتمع المدني و منهم "القَاسِطُونَ" و منهم "دون ذلك"...!!
والفسابكة يمثلون اليوم أحد أهم أقطاب صناع الرأي العام بالبلد فأعدادهم و أعداد زوارهم و قرائهم في تزايد مستمر ذلك أنهم يشكلون أحد أهم "خطوط الإمداد السريع" بمستجدات الحياة العامة و الخاصة و "المُتَفَرِقَةِ"!.
و بما أن عادة عدد غير قليل من الفسابكة عموما و الفسابكة العاملين بفضائنا الإعلامي الافتراضي خصوصا هي إنتاج "بَادِيِ الرًأْيِ" و"الرأي النًيِئِ العاجل" علي طريقة "صناعة" "الخبر الأولي العاجل" عندنا الذي يُكتب غالبا بلغة مشحونة بالعواطف مليئة بِبَهَارَات و أَبْزَارِ و تَوَابِلِ "التًشْوِيق و التسْوِيقِ" بعيدة عن الدقة و التحري و الموضوعية.
فإن الأولي بهذا الصنف من الفسابكة هو التحفظ و الحيطة و النأي عن معالجة ما يمكن الاصطلاح علي تسميته"بالمظالم الاجتماعية القابلة للاشتعال" و في مواضيع "المراء السياسي" السرمدي حول الحوار و ممهداته و معوقاته و أسعار وقود المحركات و ارتفاعها و انخفاضها... مَنَادِحُ عن كل ما يمكن أن يشكل عُودَ ثِقَابٍ لحطب"المظالم الاجتماعية المتوارثة"!!.
و في اعتقادي أن قضايا المظالم الاجتماعية المتوارثة شديدة الحساسية لا يجوز-وطنيةُ خَالِصَةً و مصلحة سامية و اتقاء للمفاسد - الخوضُ فيها إلا لمن أوتي حظا كبيرا من الخبرة و التجربة و الحكمة و التعاملُ مع نوازلها ينبغي أن يكون كالتعامل مع الأدوية التي يجب أن تُحفظ في الثلاجة تحت درجة حرارة معينة و بعيدا عن متناول أيادي "الصِغاَرِ"!!!.
أقول قولي هذا خاتما بالتشديد علي استعجالية اضطلاع النخب الوطنية العليا الخالصة، الصالحة، المُصلحة و المخلصة للوطن و بقاء بَيْضَتِهِ و انسجام نسيجه – و قَليلٌ مَا هُمْ- بدورها الحصري في إدارة نقاش نخبوي حول مشروع مجتمعي جديد يطفئ "المُنَبِهَاتِ الصًفْرَاءِ" لمؤشرات التعايش الشرائحي و العرقي و الطبقي و المناطقي ببلادنا و يُحولها إلي "مُنَبِهَاتٍ خَضْرَاءَ"!!.