أبلغوا فخامة رئيس الجمهورية أنه ليس من أسباب الضعف و لا من أسباب الوهن السياسي أن نخضع للتشريعات أو أن نتنازل عن حق مُكتسب لنا بقوة القانون و ليس من القوة أن نرْكن الي إستشارة الظانين بالغير ظن السوء و قلة الحيلة و ضعف التدبير
أبلغوه أن التفويض الشعبي الذي منحته له صناديق الإقتراع يجعله اليوم مطالبا أكثر من غيره بالتنازل
و اتخاذ إجراءات مصيرية و تاريخية شجاعة تُنفِّس الإحتقان السياسي و تُعيد الأمل الي الشارع و النخب ممن أصبحوا قلقين بجدية علي مصير البلد و هم يُشاهدون سرعة و سهولة خلق عناوين للغضب و العصيان مع كل متغير إقتصادي كان أو أمني
أبلغوه أن المواطن حين ينظر الي غلاء الأسعار أو الي الحالة الأمنية أو الي الشارع أو الإحتجاجات لن يتوجه الي المعارضة و لن ينتظر انتهاء فصول حوار تَعَـوَّد أطرافه شد الحبل عاماً و إسداله عاما بل ستكون وِجهته الي من منحه ثقته و فوضه بالإبحار بالسفينة و أمّنهُ علي رُكابها
و هو أمر مشروع لا يجب أن يكون الرد عليه مشروطا بتوافق سياسي لا تلوح لَهُ بوادرُ في الأفق
أبلغوه أن أي حوار سياسي يحاول فيه كل طرف إقناع مُحيطه بصواب موقفه دون إغناء الفكرة بالحجج و المنطق آئل للفشل و لن يصل إلي أرضية مشتركة و سيشعر الجميع معه ببطئ الزمن و لأن الإختلاف و الخلاف ظاهرة فطرية لم تكن السياسة وحدها مسرحا له بل كل المجالات بما فيها الآراء الفقهية فلا يجب أن يرتبط مصير أمة بزواله رغم أهمية ذلك
أبلغوه أنما يسعى اليه جميع الفرقاء في مقاربتهم " للأزمة السياسية " يمر عبر توسيع منظور التنازع و التنافس للوصول الي نتيجة مُفادها أن الأزمة كلها تتمثل في عدم التوافق السياسي علي آليات الضبط أو هذا ما يراه المتتبع و المواطن البسيط الذي يتأمل من رئيس الجمهورية أن يأخذ المبادرة الشجاعة من طرف واحد بحل البرلمان بغرفتيه و المجالس الجماعية المنتخبة و إعادة بناء لجنة مستقلة للانتخابات تمتلك الآلية التامة لتنفيذ قراراتها و الدعوة الي انتخابات عامة تجعل الجميع علي خط انطلاقة واحد و تنكشف الغيمة أمام المواطن بإعتباره حكما بين الفرقاء و بإعتباره الجهة الوحيدة التي تدفع ثمن تعنت الساسة و تجاهلهم لوضعيته
أبلغوه أننا جميعاً في إنتظار رده