وقتها كتبت مقالا : "أنتم الأمل". وكنت متحمسا للكتابة في كل القضايا لاعتقادي أنها تمثل وجها مهما من أوجه النضال الوطني، "ومن لم يستطع فبلسانه"، وفي الواقع لم يكن هتلر يخشى عدى من شيء واحد، يطلق عليه البعض سلطة المثقف أو المتعلم، كان يخاف وفقط شر الاعلام أكثر من شر البندقية
مع أن الاثنان لا خير فيهما وكذلك المثقفين والمتعلمين بمقاييس هتلر.
ومع مرور الوقت وجدت أنه كلما كان الانسان مثقفا او متعلما او اعلاميا مرموقا أو توجد فيه صفة من هذه الصفات كلما كان لا يمثل أي خطر حتى على بعوضة ولا داع لإضاعة الوقت بمقاييسنا نحن.
شباب أمل مثلهم مثل دكاكين أمل يشتركان في التسمية على الأقل. وكما لا يتضرر الاقتصاد الوطني من اقتصاد دكاكين أمل، لا يتضرر شباب أمل بمشاكل بقية الشباب، هذا هو القانون العام ويمكن تطبيقه على كل شيء ربما الحيوانات البرية. والفقراء لا يتضررون بمضايقة الاغنياء واقتصاد رأس المال الربحي لأن لديهم أفضل رئيس للفقراء أصبح فيما بعد الرئيس الانسان.
سياسة شباب أمل مثلها مثل سياسة التخطيط العشوائي فعلى الأقل يشتركان في نفس النتيجة. لقد تم انتقاؤهم من بين آلاف الشباب ليصبحوا شباب أمل، اما البقية فهم يمثلون البطالة والمحتجين بدءا من كواس حامل شهادة إلى ماني شاري كزوال؛ والنيجة بالنسبة لشباب أمل هي كما يقال انتظار العذاب اشد من الوقوع فيه، اذ لا احد منهم يعرف ما النتيجة ؟ وهذا هو حال سياسة التخطيط العشوائي حيث فاقت في عشوائياتها المتوقع، لقد كانت سياسة زدني فقرا وتشريدا انتهت بسياسة الولايات الثلاث التي محت عاصمة البلاد من الوجود حيث لم يعد لها من وجود غير قصر الرئاسة.
شباب أمل أيضا لا يمكن النأي بهم كذلك عن سياسة تعبيد الطرق. طريق عزيز وطريق مسعود وطريق عبد السلام وطريق بجيل وبعض الشوارع الصغيرة الأخرى .. وكل الطرق تؤدي إلى روما، وتعبيد طريق شباب أمل إلى القصر الرئاسي كغيرها من سياسات تعبيد الطرق الآنفة الذكر يمكن أن تؤتي أكلها ولكن النتيجة لن تكون بأحسن حال فمعظم الشوارع الآن المعبدة أكلتها الأتربة والإهمال وعدم الصيانة والصرف الصحي.
وكذلك شباب أمل مثلهم مثل الدولة أكلتها الدولة. الدولة غنية والشعب فقير، الخزينة العامة ممتلئة بفضل الاقتصاد وقيمة العملة ضعيفة جدا مقارنة حتى بدول الجوار، والبنك المركزي يتوفر على احتياطي لا بأس به من العملة الصعبة، والأسعار مرتفعة جدا، والأمراض منتشرة جدا، وحدث ولا حرج. كل هذا وذاك بسبب المنكرين والجاحدين لفضل الدولة، لأن الفقر فكرة عالقة بذهن البعض كما يقول رئيس الفقراء، ولأن الامراض والتخلف وما إلى ذلك من حجج المعارضة الواهية، والتي كثيرا ما يطمئن وزير المالية والاقتصاد والخطابة والفن والسينما وأشياء لا حصر لها الشعب على أساسها بأنه شعب بخير يمكنه أن يتعايش مع ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمحروقات والأمراض وليس بحاجة إلى وسائل نقل .. إلخ وكذلك شباب أمل فقد تحولوا إلى وزراء وخبراء وموظفين دون مسابقة او اكتتاب لأنهم حملة شهادات عليا ومثقفين ومتعلمين وهم خيرة الشباب لكون برنامج أمل يشملهم. لا حاجة للدولة بشباب البطالة والمطالبين بنقل عمومي أو بتخفيض سعر المحروقات والمواد الغذائية وبشكل عام دولة الرعاية الذين لا تتوفر فيهم شروط برنامج أمل وانجازاته، دكاكين أمل، طريق أمل، شباب أمل والقادم أمل.