معذرة سيادة الرئيس: الشعب يريد بعض الاحترام! / محمد حاميدو كانتى

نحن نعلم أن الشعوب ترغب دائما وتتطلع إلى حياة أفضل على مستوى العيش بكل جوانبه، بل باتت تريد الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة!
ومن الواضح أنها صارت تنشد العيش بسلام وهو أقصى ما تطمح إليه، بعد أن كان العيش الكريم هو مسعاها !
الآن لم يعد الأمر كذلك بالمرة، فقد أضحى الناس يريدون العيش فقط وبأية طريقة!

سيادة الرئيس: لم نعد نهتم للوعود والبرامج الطامحة ولم نعد نرغب بتحسين ظروف العيش ولم يعد كلامكم ولا كلام أعوانكم يعني لنا شيئا في حقيقة الأمر بقدرما نريد القليل من الاحترام !
صدّق أو لا تصدّق؟! حين تضّيع أنت وأعوانك خيرات البلد، لا تبقون ولا تذرون؛ ماهو على السطح وما هو في باطن الأرض وما تجده في أعماق المحيط وحتى عرق العامة، صباح تتضاعف الضرائب أكثر فأكثر، حتى الأرض الجرداء لم تسلم، حين ذلك، ألا يمكنكم أن تظهروا بعض الاحترام!
لم تجعلوننا نشعر بالإهانة؟! لم تقللون من احترامنا؟! هذا أمر لا يكلفكم مالا هو أصلا ليس لكم، ولا سلطة هي أصلا مغتصبة..!
سيادة الرئيس: قد تتساءل أنت وأعوانك ومن والاكم عن علمٍ أو عن جهلٍ -وما أكثرهم- ما الذي فعلناه أو قلناه يقلل من احترامكم؟
حسنا؛ هاكمو نماذج واعقلوها إن كنتم تفكّرون: حين نسألكم لما الأسعار مرتفعة؟ تبتسم وتقول: نعم هي مرتفعة وسترتفع؟ كيف نفهم هذا الجواب؟!
حين نسأل بعض أعوانك: لما تنتشر الجريمة، لما يهرب المجرمون،؟ يميلون رؤوسهم ثم يقولون: هذا أمر عادي يحصل في أي مكان، وسيحصل؟ كيف نفهم هذا الجواب؟!
حين نسأل: لما لا ينخفض سعر المحروقات بعد أن انخفض في العالم الذي تحججتم به في وقت سابق لتبرير ارتفاع أسعار المواد الغذائية؟ يجيب احد أعوانك: ارتأينا أن استمرار مشروع دكاكين أمل ذو الأربعة مليارات سنويا سيكون أكثر فائدة من خفض أسعار المحروقات التي تعود على الخزينة بأزيد من مائة مليار من جيوب المواطنين سنويا؟
ماذا نفهم من هذا الهراء؟!
حين نسأل لما يزداد فشل التعليم ويتم بيع المدارس وتغلق أخرى وتتم المتاجرة بالباقي؟
يجيب أحد الأعوان بكل وقاحة وبفلسفة مريض أشبع بعد جوع: في الجوار يدفعون ليتعلموا ومن لا يدفع لا يتعلم ولا يدرك قيمة العلم! وكأن تكاليف العيش والتنقل والملبس والقلم والورقة الغالية أصلا وليست في متناول الغالبية لا تكفي من المصاريف، للتمكن من التعلم!
كيف نفهم هذا الجنون؟!
ثم يأتي كبير الأعوان وبكل بجاحة ويقف أمامنا ليقارن بين الوضع في بلدنا والوضع في فرنسا مهد الثورة التي صنعت أوروبا؟ كيف نفهم هذه المقارنة؟!
نأتي الآن على مهندسي سياستك، هؤلاء يعجزون عن تنظيم حوار قد يكون خطوة نحو تحقيق القليل من الاحترام للشعب ولا يبدو تنظيمه صعبا بالمرة؟ كيف نفهم هذه السياسة؟!
هل تريد المزيد؟ سيادتك! جوابك كلا! أسألك لماذا؟ ستقول لي ذقت ذرعا بكل هذا الكلام!
حسنا، لايبدو الأمر مسليا، أعرف ذلك! لكني سأقدم لك نصيحة فكما يفترض أنك تعلم "الدين النصيحة" قم بتغيير كل أعوانك (الحكومة) فهؤلاء لا يحسنون التبرير ولا حتى الاعتذار كما هو واضح مما سبق! يفترض أنك تلاحظ أنه حتى زعماء المافيا عبر العالم رغم نشاطاتهم الإجرامية إلا أنهم عندما يتحدثون يحسنون الكلام ويظهرون الاحترام؟!
ابحث عن أشخاص يعرفون كيف يخاطبون الناس باحترام ويحسنون التعليل فحتى المخادعون يعرفون أن الناس تعلم بشأن ما يفعلون لكنهم يتجاهلوه! لسبب بسيط هو أنهم يظهرون بعض الاحترام للناس ويحسنون التصرف ويخاطبونهم بشكل جيد.
أما حكومتك فمن الأفضل أن تسكت فكلامها يجرح الناس ويزعجها فكما يفترض أنكم تعلمون "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" 

22. فبراير 2016 - 1:54

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا