كشف مهرجان حزب التكتل مساء اليوم مدى التحضير الجيد و قد أخذ الوقت الكافي من أجل إنجاحه ليظهر على الشكل الذي ظهر به اليوم ، بالإضافة إلى عامل الوقت استفاد الحزب من الظرفية الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد و الفضائح المتلاحقة كحبات عقد منفرط (الارتفاع الجنوني لأسعار المواد
الأساسية ، فضيحة المحروقات ، فضائح المخدرات ، فضائح هروب السجناء ، التسريح الجماعي للعمال ، فضائح الفساد داخليا و خارجيا ) و قد كانت دعوة الحزب لأصحاب المظالم للمشاركة في المهرجان و رفع عقيرتهم بمعاناتهم لها دورها في النجاح الباهر للمهرجان ..
نجاح أكد أن الحزب لم يتأثر بإسهال الانسحابات الذي أصابه خلال الفترة الماضية ، و لعل انضمام مجموعة وازنة برآسة قائد الأركان السابق العقيد المتقاعد عبد الرحمن و لد ببكر مع عدد من المستشارين و السياسيين كان نجاحا إضافيا للحزب جاء في الوقت المناسب و بالشكل الذي يخدم الحزب ..
و هكذا و جد رئيس حزب التكتل السيد أحمد و لد داداه نفسه في وضع نفسي و سياسي مريح يسمح له بتمرير جملة من الرسائل في اتجاهات متعددة و متباينة مجملها في الآتي :
الرسالة الأولى لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز مفادها أن حزب التكتل لا زال حاضرا بقوة و مؤثر بشكل كبير و ما حشد الحزب اليوم من أنصار لا يمثل إلا الجزء الظاهر من جبل جليد ، و أن الجزء المختفى من الجبل معروف و معروفة ظروف اختفاءه ، وهو ما يؤكد أن الضربات الموجعة التي تلقاه الحزب من خلال السعي لتفكيكه لم تزد الحزب إلا قوة و صمودا و أن الحزب ما زال قادرا على النزال و بقوة بالشكل الذي يجعل زعيمه يعلن و بكل جرأة أن على الرئيس الرحيل و فورا و أن أحمد ولد داداه مفوض من خلال هذه الجموع من وراءها الشعب الموريتاني للمطالبة بهذا الرحيل مقابل ضمان عدم المتابعة القضائية ، و البديل في حالة عدم الإستجابة للرحيل هو الترحيل بقوة الشعب و نضاله المستمر
الرسالة الثانية للمنسحبين من الحزب مفادها أن الرهان على ضعف الحزم و انفراط عقده قد خسر و هذه الجموع خير معبر عن الوقوف مع الحزب وقيادته و مباركة خياراته السياسية و مواقفه التي رفضها البعض و دفعته للانسحاب و تشكيل حزب موازي
الرسالة الثالثة لمنتدى المعارضة و تقول بشكل واضح أما وقد تمايزت الجموع و برهن الحزب على أنه الأقوى و الأكبر فمن الممكن الجلوس من جديد على طاولة المنتدى و الحديث مجددا عن النضال المشترك من خلال المنتدى الذي بات ملزما بالاعتراف بقوة التكتل و حضوره الجماهيري ، و هو أمر يحتم أن يجعل التكتل مستحقا ’’للأبوة’’ الروحية للمنتدى و مراعات مواقفه و مقترحاته و ترك مساحة كافية لخياراته ..
رسالة أخرى للمنتدى أن الحوار الذي يشغلكم و تحرصون على الحديث عنه في كل خرجة ليس بتلك الأهمية و من المهم ترتيب أولويات المنتدى بشكل يجعل رحيل الرئيس محمد و لد عبد العزيز في صدارة اهتمام المنتدى إذا ما لزم العمل المشترك من خلاله
الرسالة الرابعة هي لحراك ’’ماني شاري كزوال ’’ و لكل حراك احتجاجي على الوضع الاجتماعي بالبلد تعلن التضامن و المباركة و التشجيع
الرسالة الأخيرة للخارج و هي تقول بقوة أن نظام و لد عبد العزيز يترنح في أيامه الأخيرة و أن المراهنة عليه في أي ترتيبات أمنية إقليمية هي رهان خاسر و يجب أن تكون الأولوية في دعم المعارضة السلمية المطالبة بإسقاطه ، لأن أي انهيار للبلد ستكون عواقبه وخيمة على المحيط الإقليم و هو أمر مزعج لفرنسا و أمريكا التان تعملان عل استراتيجية أمنية إقليمية تلعب فيها موريتانيا دورا كبيرا ..