ما كل نزول للشارع نضال / مصطفي حبيب

لا يكـــاد ينقضي عجبي وأنا أتابع سيل المقالات  المقذوفة عبر المواقع الإخبارية .تسوق أفكارا لا هي بالنيرة ولا بالمفيدة ؟؟

ولا ينقضي عجبي  حينما تخرج تلك المقالات في شكل خطابات سياسية  لسياسيين "كبار"؟! تستبطن مدلولا لا يخضع لمنطق يقبله العقل وتدعوا إيحاءا إلي تكريس  رؤى  يراد لها

أن   تأخذ  بالبداهة كمسلمات لا نقاش حولها ...والأمر هنا يتعلق بنا كشباب ..؟؟

فارتأتيت أن اثبت ثلاث نقاط قبل ان يتم استغفالنا...؟؟

أولا المعارضة ليست بالضرورة موقعا طبيعيا  للشباب: لقد مثلت حقبة التسعينات  بالتحديد في بلدنا نموذجا لا يحتذى، تراجعت فيه الحريات وانهارت فيه القيم واستشرت فيه الرشوة والمحسوبية وتعطلت فيها الخدمات الضرورية  واستفحلت البطالة  وابتعد النظام عن عمقه العربي والإسلامي مطبعا مع الكيان الصهيوني.

وهو ما نتجت عنه حالة من الرفض وعدم الرضي في أوساط متعددة وفي أوساط الشباب بصورة خاصة، فكان الشباب وقود حراك سياسي وإعلامي وثقافي فعال وذا نفس طويل أفضى بالتراكم إلى تكريس قيم جديدة, ترمز موالاة النظام  بموجب هذه القيم إلي  النفعية والتملق والاستهتار. بصفتها موالاة للاستبداد والفساد .الخ.؟

وترمز المعارضة بموجبها للتضحية والنضال والتحرر ورفض الظلم بصفتها معارضة لتلك القيم الشائنة والمتخلفة...

وطالما أن الواقع تبدل والأداء تطور فلا معني إذا " لاستصحاب المواقف"

فالمعارضة والموالاة  مواقف وليست مواقع ..مواقف تتشكل من تحليل واقع بلد  وتقويم أداء  نظام  وليست مواقع طبيعية  لأي كان ولا ينبغي لها ذلك .. وتسويق هكذا أفكار أو تكريسها كمسلمات يعتبر تدجينا للأجيال واستغلالا رخيصا لأحلامها وسرقة لوعيها.

ثانيا  العنصرية والتطرف جريمة : من المؤكد أن الديمقراطية تعني في جملة ما تعنيه قبول الآخر والاعتراف به  فتقبل رأي الآخر ووجهة نطره سلوك ديمقراطي  حميد وهو أمر تفرضه سنة الاختلاف وتمليه ضرورة التعايش ولا معني لأي ديمقراطية لا تعدد للآراء فيها  ولا حرية  ما دام هناك حجْرٌ علي رأي... لكن العنصرية والتطرف  سلوكان مقيتان وهدامان ولا يجوز اعتبارهما   وجهة نظر  بل هما جريمة ويجب التنبه لذلك.

ثالثا  ليست كل المطالبات والاحتجاجات في الشارع تسمي نضالا: من المهم أن يضغط الشارع  علي حكومته من اجل تحسين خدمات رديئة أو نيل حقوق ضائعة  أو إثر تقصير وزير  أو مدير .

فضغط الشارع وحراكه المستمر ظاهرة صحية لا خلاف في ذلك .

لكنه  ايضا قد يكون  حراكا من اجل التشويش علي مسيرة تنموية لأجل اعاقة تقدمها ...

ويكون الحراك كذلك حينما يهتم بالأشياء الصغيرة ويبالغ في التعاطي معها ويتجاهل التغيرات الجوهرية،حينما يجعل من بيع مدرسة خربة ضجة كبيرة ويتجاهل بناء ثلاثمائة مدرسة مكتملة..وحينما يغض الطرف عن تعاظم البنية التحتية الصحية ويجعل من حمي موسمية عابرة معضلة عصر؟؟!

حينما يتجاهل تماسك اقتصاد نام أمام أزمة عالمية و يرقص علي حبال سعر لتر من البنزين ..يكو ن حراكا للتشويش ليس إلا..
 

25. فبراير 2016 - 17:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا