يلاحظ المواطن العادى فى بلدنا الحبيبة بأن التعيين فى رتبة وزير عندنا لا تعتمد على المعايير المتعارف عليها فى قواميس علوم السياسة و اليات فن الحكم , فمن باحث عن العمل الى وزير يفترض فيه تدبير سياسة قطاع حكومي تكل اليه مصالح البلاد والعباد.
فى بلاد السيبة تجد وزير خارجية أستاذا للانجليزية , تجد أستاذ فيزياء وزيرا للمالية , معلما وزيرا للعدل , شرطيا وزيرا للاتصال ,
بيطرى وزيرا للمياه و تخرج عندها باستنتاج بديهى وهو ان الوزير اما منصب لا قيمة له ولا يراد منه سوى ان يكون وزيرا أو شخص عبقرى يدبر ملفات صعبة و بدون أى تجارب و لا معارف سوى أنه وزير فى موريتانيا.
إلا أن الأمر صراحة اذا تم النظر اليه بموضوعية وتجرد نجد أنه لا يخرج عن الاطار العام لما عليه اسناد المسؤوليات فى بلد السيبة الحبيبة موريتانيا , حيث تجد النائب البرلمانى أميا و تجده صاحب سوابق و تجد العالم يبحث عن تبرير كلما تقوم به الحكومة و حتى تعطيل أحكام الله. فى بلدنا الحاكم عندنا اقتصادى متمرس , فقيه فطين و خبير بفنون السياسة و الحكم وكل ما تقوم به الحكومة وحتى ترميم مدرسة بمدينة أمبود يعتبر من توجيهاته السامية و أفكاره النيرة لأن الكل يأتمر بأمره و ينتهى بنهيه.
السيد الرئيس , لاختيار حكومة فى بلد كموريتانيا فالأمر يجب ان يتبع معايير موضوعية و سهلة التطبيق حيث يجب الرجوع الى الشخصيات المرجعية المعروفة بالنزاهة الفكرية والى من تعتبرون ولاءهم لكم غير مشروط ( ان وجدوا ) و ان يتم بعد ذلك تحليل تلك المعطيات و من خلالها تخرجون بحكومة كفاءات تعمل على اسداء النصح لكم و تأتمر بما صلح من أوامركم و تقدم لكم حلولا لمشاكل البلد.
أن من يعتبرون اليوم من أهل السياسة فى البلد , اذا تم النظر الى مؤهلاتهم العلمية و ما يقدمونه كحجج للدفاع عن العمل الحكومى فسيجد المرء بأنه يستمع الى أباطيل و تحليلات لطفل لم يبلغ بعد سن الفطام.
السيد الرئيس , عمليا اذا قمت بالاعتماد مثلا على من تثقون فيه من المحامين و القضاة ليقترحوا لكم أشخاص يمكنهم اصلاح قطاع القضاء و الرفع منه , و مثلا ان يختار لكم منهم فى قطاع الدراسات الهندسية متميزون فى العمران والاستصلاح الترابى , و من الجامعة اكثر الاساتذة تميزا فى الاقتصاد و علم الاجتماع مثلا. و أن تعتمدوا على اخرين تثقون فيهم من أجل الحصول على تسمية اخرين فإنكم لا محالة ستتمكنون من وضع حكومة يمكنها ان تحقق طموحات هذا الشعب المغلوب على امره , و هو الأمر نفسه المتبع فى العديد من دول العالم وخاصة دول الجنوب.
من دون شك انكم تلاحظون بأن من يتم اقتراحهم لكم يتم اقتراحهم دوما من جميع دوائر القرار و كأنه لا يصلح فى هذا البلد لأن يكون وزيرا إلا تلك الجماعات التى تعتمد فى ذلك على التقارير الاستخباراتية و المحيط الأسرى , وهو ما لن يساعد أبدا فى تقدم و رقى البلد. كما ستلاحظون و ببساطة انهم ما اقترحوا يوما حلولا لبطالة الشباب و لا للحد من الفقر و لا لتعزيز الوحدة الوطنية و ان كلما تقدمونه من مقترحات بالنسبة لهم يسموا على أن يكون موضوع نقاش وهو ما يدل على انهم لا يصلحون للمسؤوليات الموكلة لهم , و الأمر ينطبق على من تعتمدون عليهم فى الاستشارة لأنهم فى غالب الأمر يفتقدون لما ترجونه منهم.
الرئيس المؤسس , بلاد السيبة اليوم أكثر من اى وقت مضى تحتاج الى أطر متميزون بغض النظر حتى عن ولاءاتهم السياسية , انتماءاتهم القبلية و قومياتهم الاتنية فالأمور تتجه فى العالم بأسره الى التأزم على جميع الأصعدة وخاصة الاقتصادية منها و الاجتماعية و خاصة بلدنا فتقبلوا نصحى و ضعوه محمل الجد.
