تزخر موريتانيا بتنوع حيواني كبير، خصوصا في بيئتها البحرية، إلا أن معرفة الجمهور بخصائص هذا التنوع وجماله ،لا زالت دون المستوي المطلوب، نظرا لغياب التربية البيئية وقلة البرامج التثقيفية الوطنية، التي تركز علي تنوعنا البيولوجي.
لذلك سأتناول في هذا المقال بعض عجائب وطرائف تنوعنا البيولوجي الحيواني ،أملا في زيادة الوعي بأهميته وتقريبه من الجمهور.
التمساح النيلي (بديزوق) Crocodylus niloticus
تمثل التماسيح في بلادنا بنوعين، والتماسيح عادة لا تبتعد عن مصادر المياه، لكن تماسيح موريتانيا تعيش في الكهوف والجحور وتحت الصخور قرب مناطق رطبة( لكلت وتومرن) ،والتي قد يستمر جفافها لعدة أشهر، وهذا أمر مثير لحماس واستغراب علماء الزواحف، فوجود التماسيح في بيئة صحراوية وعلي رأس هضبة تكانت أمر غير عادي وغير متوقع حسب قول عالم الزواحف جيمسروسبراين، رئيس برنامج حماية التماسيح التابع للتحالف الدولي لحماية الطبيعة IUCN والباحث في متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي .
لحبارة Eupodotis ruficrista
تتبع لحبارة رتبة الحباريات وهي مهددة بالانقراض،و يبلغ وزنها تسعة كيلوغرامات ،ونظامها الغذائي متنوع، حيث يشمل بعض الأجزاء النباتية واللافقاريات الصغيرة ومفصليات الأرجل والضفادع، لكن ذلك لم يشفع لها فهي علي رأس لائحة الطيور المهددة بالانقراض ونذكر من نفس الرتبة احبيرت الرق Eupodotis sénégalensis.
الأفعى العمياء Typhlops etheridgei
هي أفعى وردية اللون عمياء ،وهي غير سامة يقتصر وجودها علي موريتانيا ،وبالذات في ادرار علي ارتفاع 200 متر ،وسميت تكريما لعالم الزواحف والأستاذ في جامعة سان ديكو الأمريكية Richard Emmett Etheridge.
الثعلب الرملي ( الذيب) Vulpes rueppellii
ذئب صغير الحجم يقتات علي الحيوانات الصغيرة، ويتعرض لحملات قتل منظمة بواسطة الطعوم السامة ،وهو للأسف مهدد بالانقراض في بلادنا، بعد أن ظهرت مؤخرا مسلكيات غريبة وشاذة ،حيث بدأ البعض بأكل لحوم الذئاب اعتقادا منه بأنها تشفي من مرض السكري ،الأمر الذي من شانه أن يزيد من التحديات أمام هذه الكائنات ،كما أن مخاطر نقل أمراض غير معروفة يبقي أمرا واردا لمن يحتك بأنسجة هذه الحيوانات.
العلجم (الجرانة) Amietophrynus mauritanicus
يتبع عائلة العلاجيم والتي تختلف عن الضفادع في أنها تتحمل الجفاف بشكل أفضل، نظرا لامتلاكها جلدا خشنا ،يحفظ رطوبة الجسم بشكل أفضل ،كما أنها تحفر في التراب لوضع بيضها بعكس الضفادع التي تبيض في الماء ،ويمكننا تميزها بسهولة، فهي تمشي أو تقفز قفزات صغيرة، بينما تكون قفزات الضفادع لمسافات طويلة ، كما أن بؤبؤها عمودي ،أما مفترساتها فلا مجال عندها للخطأ ،لأنه قد يكلفها حياتها فالعلاجم تملك غددا تفرز مواد سامة بعكس الضفادع ،لكن لا تملك وسيلة لحقن سمها ولله الحمد.
إن هذه المخلوقات التي تختفي في جحور داخل الأرض لتعيش في سبات قد يستغرق تسعة أشهر، تكتفي خلاله بالقيام بالوظائف الفيزيولوجية الضرورية فقط للبقاء معتمدة علي طبقة من الدهون خزنتها زمن وفرة الحشرات و تنتظر عودة المطر لتبدأ من جديد في التهام كم هائل من الحشرات يفوق ما تقوم به الطيور كما ونوعا ،باعتبار أنها تتغذي علي أنواع من الحشرات لا تستطيع الطيور هضمها.
أبو شوك( الظربانة )Hystrix cristata
حيوان من الثدييات و يتبع رتبة القوارض له أشواك طويلة والتي يبدو أن أشواكها لا تحميها دائما،حيث شوهدت في صيف 2012 في لعصابة وهي تصيح ،بعد أن تجمع حولها قطيع من الذئاب وبدأ بإزالة أشواكها استعدادا لافتراسها.
قنديل البحر (لحريك)
حيوان من شعبة اللاسعات،يتحرك ببطء بواسطة انقباضات منتظمة للمظلة القرصية الشكل والجيلاتينية ،وكثيرا ما يشاهد في سواحلنا علي شكل مجموعات كبيرة، تدفعها تيارات الماء إلى الشواطئ وتسمي محليا بالحريك لأنها تفرز مواد لاسعة شديدة القلوية عن طريق الخلايا اللاسعة وغالبا ما تسبب تهيجات لأنسجة من تلامسه أثناء السباحة ،لذا ينصح بسرعة التصرف قبل الذهاب للطبيب، عن طريق غسل الأماكن المصابة بمياه البحر المالحة (وليس مياه الحنفية)، ثم دهن المكان المصاب بمادة حمضية لتعادل قلوية إفرازات القنديل مثل “الخل”، أو الزبادي.
الحوت الأزرق (قاق)Balaenoptera musculus
أحد الثدييات البحرية ويعد أضخم كائن حي حيواني، والذي شوهد أثناء مسح السواحل الموريتانية في الفترة ما بين 27 نوفمبر و6 دجمبر 2012، وقد يصل طول هذا الحوت إلى 33 مترا ،ووزنه من 180 طنا إلى 250 طنا، وتصل سرعته إلى 50 كيلومترا في الساعة ،وتبلغ طاقته 1000 حصان ويلتهم حوالي4000 كيلو جرام من الطعام في اليوم الواحد ،ووزن قلبه 450 كيلو جرام، أي يعادل حجم سيارة، لدرجة أن الإنسان يستطيع أن يسبح في أوردته، ومع ذلك لا يتجاوز وزن دماغه 300 غ!.
الفقمة الراهب Monachus monachus
حيوان من رتبة اللواحم وهو نوع نادر و يعتبر الممثل الوحيد لعائلة الفقميات في بلادنا ،و يعد تجمع الرأس الأبيض اكبر مستعمرة باقية له علي مستوي العالم حيث توفر كهوفه ملاذا آمنا لهذه الحيوانات النادرة ،والتي يصل عدد أفرادها في بلادنا حوالي 149 فقمة بعد أن كان في حدود 317 قبل أن تتعرض لنفوق 1996 ، والذي يعتقد علي انه بسبب saxitoxines وهي سموم تنتجها طحالب بحرية مجهرية.