تزخر موريتانيا بتنوع حيواني كبير، خصوصا في بيئتها البحرية، إلا أن معرفة الجمهور بخصائص هذا التنوع وجماله ،لا زالت دون المستوي المطلوب، نظرا لغياب التربية البيئية وقلة البرامج التثقيفية الوطنية، التي تركز علي تنوعنا البيولوجي.
لذلك سأتناول في هذا المقال بعض عجائب وطرائف تنوعنا البيولوجي الحيواني ،
أملا في زيادة الوعي
بأهميته وتقريبه من الجمهور.
طائر الهويدا Vidua orientalis
طائر من طيورنا البالغ عددها 548 نوعا ،و يسمى في بعض البلدان بطائر العندليب، يتميز بطول الذيل عند الذكر، كما يميز هذا النوع عدم مبيته بالعش كأغلب الطيور، ولا يقوم بحضن البيض، حيث تقوم الأنثى بوضع البيض في أعشاش طيور أخرى لتقوم بحضنه و إطعامه.
الحوت القاتل أو السفّاح Orcinus orca
أكبر الأنواع حجماً في عائلة الدلافين ،ويعد ملك البحار بامتياز ،لكونه يترأس الهرم ألغدائي البحري حيث لا يوجد حيوان يتغذى عليه، ويشاهد تكرارا وبكثرة في سواحلنا.
الحرباء(اللبوية )Chamaeleo africanus
اللبوية تنتمي للزواحف وهي ممثلة في بلادنا بنوعين وقد كان الاعتقاد السائد بأنها تغير لونها لتتماهي مع الوسط المحيط ،إلا أن دراسة حديثة نشرت 2015، أشارت إلي تغير اللون يتعلق أساسا بالتزاوج.
رخ (النعيجيات) Ciconia nigra
أحد الطيور المهددة والذي أنشئت له رابطة Cigognes sans frontières الأوربية والتي تبذل جهودا جبارة للمحافظة عليه ، حيث يقضي فترة الشتاء في مناطقنا الداخلية ،خصوصا ولايات الشرق، إلا أن تلك الجهود تصطدم للأسف بجهود أخري في الاتجاه المعاكس، بسبب حمي الصيد التي يبدو إنها أصبحت سلوكا غريزيا يدفع العديد من الموريتانيين إلي إطلاق الرصاص علي كل كائن بري بمجرد أن يتحرك ،وقد وصل الأمر مع البعض إلي ما قد يرقي إلي حالة مرضية جديدة ،قد تشخص بمتلازمة عوز السلاح في حال مشاهدة كائن بري ، فكثيرا ما نري شخصا مصابا بالإحباط والندم الشديد وجلد الذات ،لأنه التقي وببساطة صدفة بحيوان بري ولم يكن يحمل سلاحا وقد يصاب باكتئاب ربما يؤثر علي صحنه العقلية.
الورل الصحراوي (الضب) Varanus griseus
سحلية من عائلة الورليات مشهورة في تراثنا الشعبي وهي من الزواحف القليلة المأكولة في بلادنا.
الجراد الصحراوي Schistocerca gregaria
حشرة من رتبة مستقيمة الأجنحة، عندما تصل أعدادها لحد معين تتبع نمطا سلوكيا مختلفا، حيث تتحول من الطور المتوحد إلي الطور الجماعي ،فتتغير ألوانها ومزاجها وتصبح جزءا من سرب قد يبلغ ملايين الأفراد ويتحرك بنظام إدارة معقد جدا، وتندر الموريتانيون في نهاية الثمانينات، بان الدولة رصدت جائزة لمن يقبض علي رئيسة السرب.
تتجاوز أنواع الجراد في موريتانيا 50 نوعا، ثلاثة منها فقط قادرة علي أن تتحول إلي الطور الجماعي وقد شكلت مصدرا للبروتين في السنوات العجاف.
المها (لمها)Oryx dammah
وهي حيوان متأقلم على العيش في المناطق الجافة التي يعيش فيها، وذلك بفضل كليتاه اللتان تمنعان خسارة المياه عبر التبول، كما يستطيع تعديل حرارة جسمه لتفادي التعرّق، حيث يُمكن أن تصل درجة حرارة جسمه إلى 46.5° مئوية ويصل وزن الحيوان إلي حوالي 200كغ.
بسبب حمي الصيد انقرضت ألمها من بلادنا ،وان كانت بعض الأفراد لا زالت ترصد من حين لآخر قادمة من مالي و النيجر.
عائلة السنوريات Felidae
و تتميز حيوانات هذه العائلة بأنها تتغذى على الفقاريات الأخرى وغالبا ما تكون ليلية المعيشة ، لها القدرة على التسلق ،تعيش في مختلف البيئات ،خفيفة الحركة ،ولديها حاستي شم وسمع مرهفة و قوية ونذكر من أنواعها النمر Panthera pardus و السبع Panthera leo والفهد Acinonyx jubatus ولعناقLeptailurus serval والوشق Caracal caracal و النوص Felis margaritaالقط Felis silvestris،للأسف لم تعد تلك العائلة تمثل في بلادنا سوي بالسنوريات الصغيرة.
البجع الأبيض Pelecanus onocrotalus
طائر كبير يصل وزنه 11 كغم و اتساع جناحيه 3.6 م يقضي فترة الشتاء في بلادنا وهو شره ،حيث يستهلك من الأسماك حصة عائلة، إلا انه قد يكتفي ببعض الأنواع الغير مرغوبة لدينا لذلك فلا داعي للخوف من المنافسة، يستطيع هذا الطائر بفضل جيب من الجلد يقع تحت منقاره و سعته 13 لترا أن يخزن 4 كغم من الأسماك لإطعام صغاره كما يساعده في التحكم في درجات الحرارة.
خروف البحر Trichechus senegalensis
من الأنواع المهددة بالانقراض ، وقد اختفي من محمية جاولنغ ،ويعيش في المياه العذبة أو متوسطة الملوحة وهو من الحيوانات المهددة بالانقراض، ويتغذى خروف البحر بالنباتات المائية ، وتنقسم شفته العليا إلى نصفين ينطبقان على النبات مثل الكمّاشة. يمكن لخروف البحر أن يلتهم أكثر من 45 كجم من النباتات المائية في اليوم، وهذه الميزة تمت الاستفادة منها في تنظيف الممرات المائية من الأعشاب ،والنباتات المائية في مناطق عديدة من العالم، فما أحوجنا إليه اليوم خصوصا أن بيئته الأصلية في بلادنا أصبحت موبوءة بالنباتات المائية.