السـرد النسوي: ثورة قلم وتجربة مجتمع...!!؟ (ح2) / د.تربة بنت عمار

مازالت خطواتنا تواصل سيرها رغم صراخ حراس تراث الكبت والتهميش، إننا نواصل السير لنزيح ستار غشاوة عصور الظلام والرجعية، نوقد شمعة مضيئة منبتها الدين الحنيف قبل سطوة رجال عصر التدوين، سيكون منبتنا علميا وهدفنا عادلا، فبالمنطق العلمي الرصين سنضع أسسا للمساواة بين الرجل

 والمرأة بمنهج ثلاثي الاتجاهات : إسلامي إنساني حضاري تابع  للذي جاء به خير البرية محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، كل هذا ونحن نسير بخطى مثقلة من تراث العصور الخوالى  لنستعير من غيرنا زمن شهر مارس فنحكي له ما عنيناه بعد عصر النبوة بصفتنا نساء عربيات ومسلمات..!!!.

      وانطلاقا من هذا كان جنس السرد مرآتا صورت لنا ثورة المرأة العربية المعاصرة على هيمنة الحريم... ففي عملية تأريخ لمراحل تطور تجربة السرد النسوي تقول الناقدة الأردنية الدكتورة رفقة محمد دودين، في كتابها "خطاب الرواية النسوية العربية المعاصرة: ثيمات وتقنيات"، الصادر عن منشورات أمانة عمّان الكبرى: " للرواية النسوية العربية، الريادة على طريق تشكيل هوية ثقافية"، درست دودين هذه الرواية عبر مسيرتها التطورية منذ بداية ما يسمى عصر النهضة العربية، الذي يُحدَّد عادةً بالنصف الأول من القرن التاسع عشر، بما يثبت مشاركة المرأة العربية للرجل في حقل الريادة،. وقفت دودين في هذا الفصل على سلبيات الكتابة النسوية في المرحلة التأسيسية هذه، التي انطلقت من موقع التماهي مع السائد كي يحظى بالقبول، لكنها تتدارك بقولها "إنها لم تكن سلبيات بقدر ما عنت إمكانات للتطور".  وألقت دودين الضوء، في "إشكاليات الرواية العربية، ثيمات أساسية"، على أهم أسئلة الخلق الروائي النسوي العربي، مبينةً مدى ملامسته لقضايا المرأة ومشكلاتها، ومدى تحقيقه الذات النسوية المحكومة بمفهوم تحرير المرأة بموازاة جهود الإصلاح السياسي، استناداً إلى ميراث التفرقة، الذي هو ميراث تراكم عبر زمن طويل، وتعايش فيه الإيديولوجي والأسطوري والأنثروبولوجي. ووقفت أيضاً على الإشكالية المتعلقة بجسد المرأة بوصفه هويةً متجددةً، تتجاوز معايير الاختلاف الجنسي في اتجاه آفاق إنسانية رحيبة".
       في حلقتنا اليوم سنجول في رحاب عالم السرد( الرواية والقصة) هو المجال الذي وقع عليه اختيار المرأة العربية المعاصرة لتودعه مكنونات آلامها المكتسبة من ميراث الجاهلية وبدائية المجتمعات القديمة، فرغم الحرية الحضارية الراقية التي حظيت بها في عهد البعثة النبوية، الشيء الذي أدى إلى بروز نساء قادرات على المشاركة والعطاء، عندما واتتهن الفرصة لذلك فتشكلت هويتهن عبر منعطف تاريخي سجل التاريخ ذلك بأمانة محايدة، رغم محاولة المؤرخين التحفظ على بعضها وتجاهل البعض إلا أن النماذج كانت حية وخالدة في الآن نفسه... هذا بالنسبة للحياة العامة التي شاركت فيها نساء العهد النبوي من مختلف المستويات وعلى كافة الأصعدة، وقد سبق لنا وكتبنا عن نساء ذلك العهد المشرق عهد حرية المرأة وعطائها...
     أما عن تاريخ علاقة المرأة العربية بالكتابة النثرية تقول إحدى الباحثات المعاصرات: "لعل من بين ما يميز الرواية العربية المعاصرة اقتحام عدد كبير من الكاتبات غمار الإبداع السردي، فبعدما خلا تراثنا من كاتبات في السرد بخلاف الشعر الذي سطعت فيه بعض الأصوات النسائية على ندرتها، وبعدما ظل عددهن محسوبا على رؤوس الأصابع في العصر الحديث، فإنه غدا من الصعب في الفترة الراهنة مواكبة كل الأعمال السردية التي تفيض عن مخيال النساء، بل منهن من أضحى رقما صعبا في الإبداع الروائي يستحيل دراسة أي محور في الرواية العربية المعاصرة دون الإشارة إلى أعمالهن، ومنهن من تفوق على الروائيين الرجال كما و نوعا، وأمست أسماء مثل سحر خليفة ،حنان الشيخ ، أحلام مستغانمي، قمر كيلاني، فوزية رشيد ، لطيفة الزيات، غادة السمان ،هدى بركات واللائحة طويلة... تفرض اسمها في صدارة لائحة كتاب الرواية المعاصرة... ومنهن من تشق طريقها بثبات وتبشر إصداراتها الأولى بمشروع روائية من العيار الثقيل إن هي استمرت في العطاء… ".
يتواصـــــل.....
 

11. مارس 2016 - 17:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا