عبارة شهيرة يقولها نجم الكوميديا المصري عادل إمام في فيلم السفارة في العمارة الذي ينتقد تطبيع الحكومة المصرية مع إسرائيل، عندما تم قصف العمارة التي توجد بها سفارة الصهاينة في القاهرة، وكذلك شقة عادل إمام، وبعد وصول فرق التنظيف قال عادل إمام لأحد المسئولين المصريين عندما وقف
أمام باب شقته المجاورة لشقة السفارة.." كل شي تمام يا فندم أزالوا آثار العدوان...".
هكذاـ أجاب الوزراء يحي ولد حدمين الوزير الأول ـ عند نهاية مهمتهم المضحكة لإزالة آثار المعارضة التي ستتركها في الشرق من خلال مواكبة نشاطاتها ولاية ولاية ومدينة مدينة وشارع شارع، مهرجان بمهرجان ومفيش حد أحسن من الثاني.
فإن كانت المعارضة "بتوزع حكي فاضي ـ فالوفد الوزاري المرافق يقوم باستغلال حاجة المعلمين والاستاتذة العقدويون لرواتبهم التي لم يتلقوها منذ أشهر، كما يتم توظيف شهية سكان الأعماق للسمك بهدف ثنيهم عن سماع الرأي المخالف أو الصوت النشاز، وغلق كل منفذ يمكن ان تمر منه نسمة هواء غير ملوثة بدخان الطاعة العمياء والولاء الأخرق، وهو إجراء روتيني في مثل تلك الحالات.
ولعل من نافلة القول أن كل "الفاولات" أو اغلب النقاط السياسية التي تسجلها المعارضة على الموالاة يتم تقديمها على طبق من فضة من قبل الحكومة التي بات تواجد أعضائها، وتكثيف نشاطاتهم يوحي بان المعارضة تدق أبواب ولايات الداخل.
إن التجاسر الذي قام به منتدى المعارضة ضد حصون الموالاة المنيعة في الشرق الموريتاني ـ بحكم أن تلك المناطق التي يظن النظام ان أبوابها ستظل موصدة وجه المعارضة، وخزانا انتخابيا لا ينضب للأنظمة الحاكمة ـ لا يمكن غفرانه، ويرى مراقبون بأن سعي الحكومة ل (التشويش) على المعارضة يوحي بنيتها السير نحو استحقاق انتخابي سابق لآوانه، فهي بذلك لا تريد لصوت المواطن أن يذهب بعيدا، وهو ما تشي به بعض اللقاءات القبلية التي تعقد بين حين وآخر في السر والعلن، وكذلك تجديد البيعة من (خلفاء ومشائخ) الطرق الصوفية كما حصل في أبي تلميت من قبل الخليفة العام لأهل الشيخ سيديا، وفي آدرار من قبل الشيخ محمد المامون ولو كان بيان الأخير ردة فعل على أخبار اتهمته بالجفاء مع نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
اتفهم ان يقوم سياسي من الأغلبية ـ مثلا ـ باستخدام كل الوسائل لإزعاج خصمه بما فيها الضرب تحت الحزام من قبيل توزيع اللحم، والسمك، والقمح، والبيض المسلوق والبطاطا الطازجة، وجلب العمال من ورش العمل لحضور لقاءات الوزراء والاطر كما حصل مع عمال شركة ENER في كيفه، لكن الامر المثير للاشمئزاز هو أن يقوم موظف حكومي سامي برتبة وزير بالمتاجرة بمشاعر المواطنين والتلاعب بحقوقهم مقابل تسجيل موقف سياسي بهدف لمصادرة حريتهم، واقتطاع آرائهم، فالحكومة التي تعتبر المواطن صيدا ترسل وزيرا يحمل صنارة على هيئة طعم حتى تقتنصه من سوح مهرجانات المعارضة، أو تنظر له كالعصفور تنثر له حبيبات القمح حتى يحلق بعيدا عن سماع الرأي المخالف الذي تعتبره نشازا في اسطوانتها المشروخة، تكون بذلك تفكر وتخطط بشكل سيء ومسيء لآدمية وحرية وكرامة المواطن الموريتاني، وتسجل اهدافا عكسية في مرماها لصالح المعارضة، و لا يستحق اعضائها تلك المناصب لانهم لا يفصلون بين السياسة، والسيادة، وبين الحزب، والدولة.