اقتراحات في هدوء بيضاء من غير سوء / محمد أحمد محمد محمود الصبار

رسالة موجهة الى النظام والمعارضة من ارض سواء
ربما اصلحت الكلمة ما عجزت عنه الكتيبة
تبعا لهذا العنوان ومساهمة في الاصلاح والتنمية اكتب هذه الرسالة موجهة الى النظام والمعارضة من ارض سواء، مركزا على الوحدة الوطنية (المقوامات والمحترزات) مركزا

على العنوان الرباعي التالي "لاعنف ولا تهميش ولا تحريض ولا تشويش"
ان من اهم ما يخدم الوحدة الوطنية كنقطة أساسية يهتم بها الجميع هو الابتعاد عن هذه الرباعية اعلاه.
فهذه الكلمات معتبرة الترتيب، فعدم العنف مساهمة في الوحدة الوطنية ، وعدم التهميش مساهم في الوحدة الوطنية وعكس الاربعة يساهم في نكث الوحدة الوطنية ويمزقها لا قدر الله ، وبهذا تنقسم الرباعية الى رسالة لعدم التهميش والعنف للنظام ثم الى عدم التحريش والتحريض للمعارضة ،فهذه الرباعية وجودا لا تخدم الوحدة الوطنية وعدما هي مقومات الوحدة الوطنية.
صرخة الى المثقف الموالي والمعارض
أيها السياسي المؤثر والمثقف المعبر والمرشد المنور والمفكر المقدر إن عليك أن تعرف انّ قوتك في الاستيعاب لا في الإستلاب فحيث ما لاحظت انّ خطابك وصل وانك تصرفت في الجميع بنجاح خطابك انطلاقا من سلطان الخطاب والانفتاح الحر وقوة البيان مزينا خطابك ببهجة الصدق ورونق الحق فذلك لك واعلم انك سواء كنت معارضا او موافقا فانك مسؤول عن كلمتك المؤثرة فربما اصلحت الكلمة ما عجزت عنه الكتيبة والحقيقة لا تتجزأ في المعارضة و الموافقة والواقع منصف كما يقال .
لا تنكر انجاز نظام وقع بالفعل من اذاعة قران وتوظيف أئمة وطرد سفارة اسرائيل لكن لا تدعي العصمة للنظام فهناك بعض المآخذ لا اطيل عليك فيها بل احيلك الى المعارضة فيها ستجدها مفصلة وندية ونضرة.
ولا تنكر موقف معارضة شريفة ساهمت في ادارة الازمة السياسية ووقفت ضد الانقلاب ، ولا تنفي موقف معارضة اعترفت بالنتائج بعد ذلك مساهمة في الانسجام.
كما انها ساهمت في تبيين بعد الحقائق وان زادت في بعض الاوجه ولكن كذلك لا تدعي لهذه المعارضة العصمة فلها مآخذ لا أطيل عليك فيها بل احيلك فيها الى الاغلبية ستجدها غضة ندية ، وربما زادتك .
اذا فكلمتك ايها المثقف ليست ملكا لك ولا تبعا لمزاجك وإنما هي ملك لوطنك وفيها حق للأبكم والأصم والأعمى والخائف والضعيف الذي يرتعش ويخاف على مركزه في المعارضة او في الاغلبية ومن لا يستطيع الادلاء برأيه خوفا وطمعا.
هذا واني نظرت الى المعارضة والأغلبية فإذا هم فريقان يختصمون شتم كل صاحبه فأغضبه فغض بصره عن محاسنه وفتح عينيه على المساوئ فضاعت الحقيقة وخرجت من بينهما عرجاء مشوهة، وسلك المثقفون والموجهون نفس المسلك بحكم انتماء هذا المثقف او ذاك لهذا الاتجاه او ذاك ولم يكن لكلامه وزنا في كثير من الاحيان لقلة الموضوعية في كثير من الصور ولذلك فنحن بحاجة الى الوسط المتزن والاستقلالية في الرأي حتى يكون للكلام وزنا ويكون له صدى ومعنى واني لأرسل هذه الرسالة موجها الخطاب الى الجميع من ارض مستقلة سواء بين الجميع، معترفا لكل ومقدرا لكل دوره فأدعو النظام الى عدم العنف وعدم التهميش والمعارضة الى عدم التحريض والتشويش على علم تام ان الجميع اعلم بقيمة الاستقرار ودوره في التنمية.
أيها المصلح المثقف: ( كيف يكون للنقد معنى وتأثير)
النقد اذا سلك مسلك النصح لطفا وليونة كان له التأثير الايجابي وان سلك طريق الشتم اذى انتفخت منه النفس غضبا وانزاحت عن الحق كبرياء وتعنتا وعنادا وتبطل الحكمة ويتعثر النصح نفعا كما ان المدح اذا زاد على الاعتراف بالجميل عرض الممدوح الى الغرور وحجب الحقيقة عن الممدوح فيحدث ما يسمى بالإخبار المربك، وأما اذا كان صدقا وفي موضعه دخل في باب فضيلة الاعتراف وفي هذا السياق اقول باني لاحظت غياب الموضوعية في كثير من الخطابات ولا اعمم فللبعض قسط من الموضوعية , فالموضوعية والوسطية مسألتان مهمتان في حل وإدارة الازمات وفي هذا السياق اتذكر وسطية الامام بداه بن البصيري رحمه الله تعالى حين تشتد الازمة بين السلطة والشعب حيث يقول قولته المشهورة موظفا في ذلك الكلمات  والإشارات والالتفات فيقول موجها لست مع الفوضى ولا البلبلة مخاطبا بذلك الشعب يلتفت الى جهة اخرى اشارة الى انه يخاطب النظام فيقول لست مع اهانة العلماء ولا الدعاة وهكذا كان للامام دوره المركزي المسموع من الجميع هذا وكما قلت لم أحتج لنقد النظام لان المعارضة كفتني مؤنة ذلك وكذلك لم احتج الى نقد المعارضة لان الاغلبية كفتني مؤنة ذلك فجزا الله عني خيرا كل فريق عما قام به من النقد بغية التقويم لا بغية التشويه والتشويم ولذلك تفرغت لاقتراحات فاقول :
اما الحوار فنشكر الله تعالى على ما حصل منه ونشكر المسارعين اليه ونحترم من غاب عنه لعله يريد الدقة والتأني في الدراسة بعيدا عن المماطلة وما حصل منه نعتد به ولا نعتدي به معنى ذلك اننا لا نعين الشيطان على اخواننا ولكن ندعوهم الى الحوار بطريقة تأسر المدعو اجابة وتصون الحوار صيانة 
والحقيقة ان المدح والقدح والصفح امور تتعايش في رحاب السياسة وفضائها الفسيح وقد بينا دور المدح والقدح آنفا وان كل منهما اذا اتى في وقته وبأسلوبه اللائق وبقدره يكون نافعا بإذن الله تعالى  وان زاد خرج كل عن نمطه وكان غير ذلك، كما هو معروف ان الزيادة في الكمية تغير النوعية، هذا قانون مطرد كذلك الزيادة في المدح تحويله الى نفاق ولكن هذا المدح وجدناه وادى دوره وهذا القدح ادى دوه ايضا فاين الصفح الذي هو ايضا يبين منازل الكرام وأخلاق الشرفاء وله الدور البارز في الاتفاق والانسجام اني وجدت المساحة خالية من الصفح او تكاد ومن هنا ادعو كل فريق الى التنازل لصاحبه كرامة  وليس ذلك من باب الضعف ولا من الخور ففي باب الحكم لكل شيء زكاة وزكاة الشرف التواضع واقترح تشكيل مجلس امه يضم الجميع ويمثل الجميع من جهة سياسية ومستقلة كما أن للوحدة الوطنية ومقوم اساسي لما قد يحدث من انزلاقات وأرجو الله تعالى ان يرزقنا الالفة والاستقرار كما وقع بين المهاجرين والأنصار. 

22. مارس 2016 - 11:06

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا