الإرهاب.. الإرهاب.. الإرهاب.. مللنا هذه المقطوعة التي لا يتغنى بغيرها هؤلاء الساسة والعلماء ! ألا يدرك هؤلاء أن كلمة "الإرهاب" يتم ربطها هنالك – في أوربا وأمريكا وغيرهما – بدين الإسلام ؟ لقد تحول الإسلام إلى داعش عندهم إلا ما رحم الله، والسبب هو هذا الإرهاب المختلق الذي لا علاقة له بالإسلام،
والذي يساهم الكل بجهل وقلة بصيرة في الدعاية له..
إن معادلة داعش لها طرفين: الأول المخابرات الغربية ، والثاني بعض شباب المسلمين المتحمسين لدينهم المندفعين الذين يرتمون في أحضان الشيطان. إن المخابرات الصهيونية هي التي تخطط وتجند وترسل المفجرين لأنفسهم – إن وُجدوا – مثل الكلاب المرسلة على المسلمين والكفار على حد سواء. فالغرب هو الذي يقف خلف هذا الإرهاب، وقل من يناقش هذه النظرية اليوم عندهم أو عندنا ! وهذا غريب !
لقد ابتلينا في هذا العصر بنوعين من القنوات الفضائية والإذاعات، نوع ناطق بإسم النجمة والصليب، ونوع ناطق بإسم الرؤساء، والأخير أعقل وأرحم، فالرئيس مهما كان منا وإلينا، وما هو إلا بشر مبتلى مثلنا بل قد يكون أشد بلاء منا إن لم يطع الله، فهو أحق برحمة هؤلاء الخوارج الدواعش والمعارضين، من الخروج عليه ومعارضته، وقد جاء في الحديث "كما تكونون يولى عليكم"، فلنكن صالحين، ليدعوا علماء السنة المجتمعين في نواكشوط اليوم إلى الصلاح الحقيقي، صلاح من اتبع دين محمد صلى الله عليه وسلم المبني على ما كان عليه السلف من نبذ للبدع !
يجتمعون تحت الأضواء، ويحضر إليهم الرئيس والوزير، ويصفق لهم الأديب والغفير، فماذا بعد؟ هل قاموا بواجبهم تجاه تنقية دينهم من الشوائب الملتصقة به، وما أكثرها ؟ هل ساهموا في كشف الحقيقية المخفية خلف الباطل الذي كاد يصرف الأبصار عنها ؟ لا..
أين موضوع "التحذير من البدع" المنتشرة في الأمة من اجتماعهم اليوم، والبدع هي أعظم ما ابتليت به ، وكل ما عداها مجرد تابع لها أو منبثق منها ؟
لن يتعرضوا لها لأنها – للأسف - أصبحت دينا حتى لبعض الجالسين منهم هنالك، وهي سبب كل مشاكل المسلمين، وسبب خذلانهم، وتبعيتهم للديمقراطية والنصارى المصدرين لها، وإيمانهم بكل ما يحاك لهم من دسائس لا نهاية لها، وأولها "دسيسة الإرهاب" الذي يساهم هؤلاء العلماء "السنة" ! (تأمل في قولهم: "السنة"، فهو يدل على وجود عقدة يعرفها الصالحون جيدا) في ترسيخها، وجعلها الشغل الشاغل للمسلمين رغم أنها لا تمثل شيئا مقارنة مع بدع الزهد المنحرف التي تجر أكثر المسلمين إلى ضريح الباطل المزين ! لن يناقشوها، لن يناقشوا بدعة الإخوان التي هي أساس الإرهاب (بن لادن والظواهري على سبيل المثال كانا إخوانيين بشهادة القرضاوي)، وبدعة المعارضة التي لا تختلف كثيرا في الخروج عن بدعة حزب تكتل قوى داعش التفجيرية، كلاهما متفقان في الخروج على الحاكم، وإن اختلفت الوسائل ! طالع أسس دينك بعيدا عن البدع والوسطية الحمقاء التي لا علاقة لها بالإسلام، وسيتبين لك ذلك بعون الله..
علماء السنة في حالة استنفار ضد الإرهاب ! ألا يفكرون للحظة هم وعلماء الغرب في احتمال أن يكون الواقف خلف هذا الإرهاب البغيض جهة لا تريد الخير للمسلمين ولا للكفار على حد سواء. جهة مارقة يشهد التاريخ بمكرها وخبثها. جهة تسيطر على أصحاب القرار والمال في أمريكا وأوروبا. جهة تقف خلف مشاكل كل البشر ! جهة منبوذة لا زالت تائهة في تيهها الأبدي حتى اليوم، تقاتل لتجد مكانا في فلسطين ، ولن تجده بسبب الشتات المحكوم عليها به..
لقد شهدت ضابطة الإستخبارات الأمريكية سوزان لينداور – طالع موضوعي على الإنترنت: "أحداث الحادي عشر من سبتمبر من صنع أمريكا وإسرائيل" - بأن المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية هما من يقف خلف تفجير البرجين الشهيرين، ووجود القاعدة كان فقط تجنيدا لبعض الغافلين من شباب المسلمين المنفذين لهذه العملية – بتدبير من العميل محمد عطا -، الذين لا يترك انتحارهم مجالا للشك في أن الفاعل هو الإسلام المتطرف القاتل لنفسه ! وهل يقتل الإسلام نفسه أو أحدا من الناس ظلما بدل إحيائه بنور الإيمان ؟ ما ذنب الرضيع وأمه الذين يحتمل تواجدهما بالأمس في مطار بلجيكا لحظة التفجير الغاشم ؟ هل كان الرضيع كافرا يا عقلاء ؟..
أيها العلماء "السنة"، "السنة"، "السنة"! افهموا دينكم، فلا مجال لتعايش البدعة معه، ولا مجال أيضا لظلم أهلها، لا نقول لكم اعتدوا عليهم، ولكن افتحوا أفواهكم قبل أن يملأها التراب. قولوا كلمة الحق، قولوا للبدعة الغير مستترة: أنت بدعة فاجرة، أنت ضلالة مهلكة، أنت كذابة. تكلموا يا علماء، فليس مجال الكلام الوحيد هو الإرهاب المكشوف الذي تتخذونه شماعة تعلقون عليها ضعف دعوتكم إلى توحيد الله !.
يوجد في كل مكان من ينابذ البدع ويدعو أهلها علنا لا يخاف في الله لومة لائم، رحمة بهم وإشفاقا عليهم، إلا في هذا البلد لا نرى من يجاهر بذلك من العلماء، فلماذا ؟ هل أصبح الكل ديمقراطيين سياسيين نفعيين ؟!
أيها العلماء، لا تغتروا بهذا الإرهاب فهو مجرد مسرحيات غربية سيئة الإخراج، لا جود له أصلا. وكل ما كان قليلا إلا درجة الإهمال، لا يعتد به (كما هو معروف في الرياضيات)، والإرهابيون الخوارج من المسلمين قلة من الشباب الذين لولا سكوتكم عن البدع وأهلها، وضعف تبيينكم للدين وضرورة التمسك بحاكم المسلمين ونبذ السياسة والإخوان المعارضين، لما نجحت المخابرات الأجنبية في تجنيدهم، فانطقوا قبل حلول آجالكم فما عاد للسكوت مجال أو قبول، قولوا للناس دينكم هو دين التوحيد الخالص، وحاكمكم هو أساس اجتماعكم وأمنكم، وعدوكم هو الغرب المعادي – رجال القرار الظالمين فيه لا شعوبهم المسالمة – ، الغرب هو الذي يحيك لكم هذه المكائد بحجة الإرهاب..
تأمل يا أخي الكريم، هل ترى مثل هذه العمليات التفجيرية في الدول المتهمة بالوقوف خلفها ؟ مثلا إسرائيل: هل سمعت يوما بأن داعش فجرت حافلة فيها ؟ أبدا لا يريدون أن يعطوا لأحد من غير الفلسطينيين شرف الجهاد، حتى لا يتسلط عليهم الآخرون، وفي هذا دليل على وجود علاقة بينهم وبين داعش (مع العلم أن جهاد الإخوان سياسي أكثر منه حقيقي).
تأمل في أمريكا، بلد كبير شاسع، أين تكرار مثل هذه العمليات فيه كما هو حاصل في غيرها من البلدان المختارة بعناية لذلك ؟ لقد حدثت العملية المدبرة المكشوفة الكبرى (عملية البرجين التي قتلوا فيها أفراد شعبهم)، ثم انتهى حس الإرهاب في أمريكا رغم أن المفترض أن تكون أسهل بلد مستهدف للإرهابيين لكثرة واختلاط أجناسها، ألا يدلك ذلك على احتمال أن تكون وراء هذا الإرهاب ؟
أما على مستوى ضعف المنفذين الصغار، وهم الشباب المسلم الجاهل المارق العاطل عن العمل والحياة، فانظر إلى حالهم في دول المسلمين الضعيفة ، ألا ترى أنهم أضعف مما يروج له في الغرب، فأين عملياتهم الكبرى في أكثر هذه البلدان؟ إن الحقيقة هي أن الخوارج التفجيريين مجرد شرذمة مارقة من المسلمين الضعاف، تسكن الصحاري والكهوف، لا حول لها ولا قوة في الوقوف أمام أضعف جيش محلي، فكيف بمحاربة كل جيوش العالم مجتمعة والإنتصار عليها، وترويع دولها كبلجيكا التي تعتبر مركز حلف الناتو الظالم ! كيف يتعامل معها رؤساء الغرب الكذبة كأنها دولة نووية كبرى تحاربهم حربا عالمية ثالثة ؟!
أخي إن أكذوبة هذا الإرهاب عارية إلى أبعد حد، والعجب كل العجب ممن لا يرى سوأتها، ويلصقها بالمسلمين، أعاذنا الله منه ومنها..
إن السؤال اليوم هو: ماذا بعد هذه العملية البلجيكية الجديدة ؟ فقد رأينا رئيس فرنسا ينادي برلمانه إلى سن قانون الطوارئ بعد هجمات فرنسا الأخيرة، ويبادر إلى إرسال حاملة طائراته إلى سوريا، والله أعلم بعدد من حصدت بقنابلها الظالمة من الأبرياء ، ولا شك عندي في أنه أضعاف ما حصدته كل تفجيرات داعش المزعومة في أوربا ؟
لقد تابعت بعض ما دار في الإعلام الغربي، حيث تم تخصيص إحدى القنوات الفرنسية نشرتها كاملة لتفجيرات بلجيكا، وتمت مناقشة العلميتين الإرهابيتين، وكان المحاورون ومن بنيهم وزير الدفاع الفرنسي بين لاعن، وحائر، وداع إلى التبصر والتعقل، فمن جهة حتى تعرف أن هذه العمليات الداعشية لا علاقة لها بالإسلام بل بتحقيق مصالح الصهيونية الكبرى، وهي تشويه الإسلام لكي لا يدخل فيه كافر جاحد واحد في العالم كله، وإيجاد الحجة لضرب المسلمين، وتجاوز الخطوط الحمراء مع بعض المشاكل كمشكل اللاجئين فإذا ضربهم حلف الناتو غدا بطائراته لن يحتج على ذلك أحد في الغرب، لأن ما يروج له في الإعلام هو أن 3000 داعشي قد تسللوا إلى أوروبا من بين هؤلاء اللاجئين المساكين المحتاجين، الذين ما أخرجهم من بلدانهم إلا ظلم وإرهاب الأوربيين والأمريكيين ومن يوجههم من الإسرائيليين، وهو إرهاب أدهى وأمر، ولكن مسكوت عنه حتى من طرف هؤلاء العلماء المجتمعين !
لقد تم تكرر اسم "الدولة الإسلامية" في تلك النشرة كثيرا، ومعلوم ما للإعلام من تأثير، وطبعا اسم الإسلام اليوم يتم ربطه بهذه العمليات البشعة التي هو بريء منها كما يعلم كل عاقل. وتم إظهار بلجيكا المسكينة كدولة مذعورة، فالناس ممنوعون من الخروج إلى شوارعهم النظيفة الجميلة التي تشبه شوارعنا الحيوانية، وممنوعون من الإقتراب من نوافذ منازلهم !..
رعب كامل يوحون بأن من يقف خلفه هو "الإسلام" يا مسلمين !، فأين ردودكم يا حائرين ؟ والله لن ترتفع للإسلام راية ما دامت هذه البدع تنخر فيه باسم الصلاح ! وافرح يا شيطان، فأي مصلحة أكبر من هذه تحققها في أوربا وأمريكا، وفي بلاد المسلمين ؟
لقد دامت النشرة ساعة كاملة، وتم اختتامها بالحق، ففي آخر دقيقة منها، وبعد التعرض للإسلام، واللاجئين، والإنتحاريين، وكل الإحتمالات إلا الإحتمال الوحيد الذي لن يناقشه الإعلام أبدا هنالك - ولا هنا -، ولو من باب الفضول الإعلامي المعروف، ولن يناقشه هؤلاء العلماء الخبراء، وهو أن يكون من يقف خلف هذا الإرهاب ومسرحياته الدموية هو الغرب نفسه ! نعم الغرب نفسه، ألا تعلم أن أمريكا عندما احتاجت لدخول الحرب العالمية الثانية لظلم الناس افتعلت حادثة بيرل هاربر، واعتدت على اليابانيين وضربتهم بالقنبلة النووية ! ألا تعلم أنها افتعلت حجة أسلحة الدمار الشامل لتدمير العراق ؟ أم نسيت ؟..
لكن وكما نقول نحن في أعماق هذه الصحراء الجميلة: "اللي كثر ينفطنل". ستكون شراهتهم التفجيرية سببا في كشفهم لشعوبهم وللعالم إن شاء الله، والله ناصر دينه ولو كره الكافرون.
لقد اختتم شاب روماني- بلجيكي دون العشرين تلك النشرة بشهادته من ساحة الشموع البلجيكية بقوله لمراسل القناة: جئت إلى هنا لأشارك الناس أحزانهم، ولأقول إن هذه الأعمال يقوم بها بعض الأشخاص باسم الإسلام، والإسلام بريء منها !..
الله أكبر، شاب يافع كان المنتظر منه أن يندفع سبا وشتما للإسلام والمسلمين العلماء منهم والجهلة المساكين، يقول هذه الكلمات التي لم يجد المراسل ولا مقدم النشرة إلا رسم ابتسامتين باهتتين حائرتين بعدها، بعد ساعة من تشويه الإسلام والمسلمين !
قلت لأحد الحاضرين إن اختيارهم لبلجيكا – أقصد اختيار الصهيونية لها من أجل الدعاية للإرهاب الإسلامي -، ليس مصادفة فما الذي يميز هذا البلد ؟ لقد عرفنا أن ما يميز فرنسا هو أنها أكثر بلد أوربي يستضيف المسلمين، وبالتالي تضررهم مضمون، إضافة إلى أنها قوة استعمارية عظمى يمكنها السعي في أذية بلدان المسلمين كما فعلت. فما الذي يميز بلجيكا ؟
لعل مما يميزها بساطة شعبها وتقبله للآخر، وهذا مشاهد، وعقلانية أهلها، فمثلا حاول مقدم إحدى القنوات أن يجر وزير خارجيتها إلى لعن الأحياء الفقيرة كحي "مولينبيك" الذي يتهم بأنه مصدر تخريج الإرهابيين إلى أوربا كلها، وهو حي غالبية سكانه مسلمين، فما كان منه إلا أن قال: ليس هذا وقت المحاسبة، بل وقت الإتحاد من أجل مواجهة هذه المأساة التي شملتنا جميعا ! أما الوزيرة البلجيكية التي كانت في زيارة للأردن فما كان منها عندما علمت بالخبر إلا أن قطعت كلمتها وأطلقت لدموعها العنان وارتمت في أحضان نظيرها المسلم الأردني (ورقة هؤلاء النصارى ذكرها الصوفي ابن بطوطة في رحلته، وتدل على أن في نفوسهم خيرا، وأن إحيائهم بتعريفهم بالإسلام خير من تفجيرهم، ولكن أين من يعقل من هذا الشباب الجاهل المندفع القاتل المرتمي في أحضان شياطين المخابرات الغربية ؟)..
ولا يجب إغفال وجود ردة فعل عنصرية متطرفة تتنامى في أوربا، فبعض الأفراد التابعين للهيئات النازية والعنصرية المقيتة هنالك، بدؤوا في الظهور في بعض الأماكن - فرنسا مثلا - ، زاعمين أنهم يساعدون في استتباب الأمن، والسؤال المطروح: ضد من ؟ الجواب: ضد كل المسلمين المتواجدين هنالك ! والذين منهم من ولد وعاش كل حياته في ذلك المكان !. وهذا أحد أهداف هذه المسرحيات الإرهابية التي هدفها الأكبر الإساءة إلى الإسلام والمسلمين، وطرد وترويع الموجود منهم للتقليل من خطر دعوتهم إلى الحق، وهو طرد يشبه ما كان يجري علنا في إسبانيا الأندلس، ولكنه مغطى مثل الإرهاب والسياسة، وكل ما يتعلق بمنهج هؤلاء الغربيين، بالكذب والنفاق، والزعم أنهم يدافعون على الحق والحرية، وشاهد تعاملهم مع قضايا المسلمين يتبين لك أنهم بلا مبادئ، وأن من آمن بمبادئهم أغبى المسلمين..
إن أوربا اليوم في حالة استنفار، ولكن كما قال الله تعالى: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".. لا أدرى ما الذي سيترتب على هذه العمليات كما ترتب على سابقاتها، فهي قطعا ليست مدبرة عبثا، ولا بد لها من ثمن يدخله الشيطان إلى جيبه ويتأذى منه المسلمون في كل مكان، ولكن الله مع الذين ينصرونه، لن يتخلى عنهم، وقد وعدهم بذلك في القرآن، وأول من نطالبه بنصرة الإسلام اليوم هو هؤلاء العلماء المجتمعين في كبة نواكشوط، ومن بعدهم كل علماء الإسلام، لابد لهم من قول الحق وعدم خشية الناس في الله، وهذا ما فعله الرسل الكرام، وأوذوا في سبيله، وصبروا حتى جاءهم نصر الله..
أيها العلماء لستم في هذه الأمة من أجل تسليط الأضواء عليكم والشهرة والتمجيد الزائف، أو فتح دكاكين المنظمات والهيئات الغير خيرية في معظمها، والتي لا فائدة لها غير تعميق التفرقة بين المسلمين، والربح الغريب، بل لتنصروا الله ودينه وتعيدوا الناس إلى جادة الصواب إن كنتم عليها..
من الغريب أن تشاهد ريبورتاجا في قناة فرنسية يتحدث عن المملكة العربية السعودية كدولة مجرمة، يقول إنه تمت زيارة ولي العهد السعودي لفرنسا في الآونة الأخيرة، وأن ما لم يتم الإعلان عنه في تلك الزيارة هو توشيحه بوسام فرنسي رفيع، فكيف يتم توشيحه، والمملكة العربية تخالف قيم فرنسا السامية ! وثارت الإحتجاجات والسخرية على القنوات ووسائل الإعلام من الحكومة الفرنسية التي توشح دولة إسلامية تطبق الشريعة الإسلامية المجرمة - بزعمهم - كالسعودية !
تأمل في هذه الوقاحة والجرأة على المسلمين ! إذا كانت لفرنسا قيم، فللسعودية وللمسلمين قيم أهم منها، فقيمهم مصدرها الخالق، أما قيم فرنسا فمصدرها المخلوق، حفنة من الزناة المخمورين الكفار الجاحدين الذين يسمون فلاسفة ومفكرين، عليهم وعلى من يتأسى بهم، من الله ما يستحقون..
تأمل في جحد الحكومة الفرنسية لهذا التوشيح، كأنها توافق الرأي العام الفرنسي في أنه جريمة في حق الإنسانية ! وما هي جريمة السعودية ؟ جريمتها منع المظاهرات المخربة التي هي في حقيقتها خروج لا يجوز في الشريعة الإسلامية على الحاكم المسلم !
جريمتها منع المرأة من الإنتخاب ! ولكن مهلا، دعونا أولا كمسلمين نتفق معكم في شرعية الإنتخاب ثم بعد ذلك نناقش منع المرأة والعنز منه ! إن الإنتخاب والديمقراطية بهيئتهما هذه – ولا أظن أن لهما غيرها – لا يتوافقان مع الشريعة الإسلامية، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى، راجعها في عشرات الكتب المؤلفة في هذا المجال. إذن دعونا أولا نثبت شرعية الإنتخابات في الإسلام ثم بعد ذلك نتحدث عن السماح للمرأة بها.
جريمة السعودية هي تطبيق أحكام الإعدام في بعض المحاربين والمفجرين الذين لو أطلقوا على أوربا لخربوها، وهي فعلت ذلك بإسم الشريعة التي عليهم جميعا احترامها بدل محاولة فرض احترام مبادئهم وقيمهم التافهة عليها !
من المؤسف أن الشخصية الإسلامية في هذه الأيام أصبحت ضعيفة إلى حد تسلط هؤلاء الصليبيون بمبادئهم الفاسدة علينا بعد أن كانوا يدفعون لنا الجزية، ولا يخرجون في شوارعنا دون عمائم تميزهم عن المسلمين وتحط من أقدارهم، نعم، هذه هي الكلمة المستخدمة في كتب الإسلام، وطالعها إن شئت لتعرف عزة الإسلام الذي كاد يعود ذليلا بسبب جهل أهله !
وانظر كيف رضخت السعودية نفسها للآلاف الضغوطات من البيت البيض والأسود والأحمر، حتى سمحت للمرأة أخيرا بالإنتخاب ! وهذه سقطة يجب تداركها، فلا مجال للرضوخ للباطل بأي حال من الأحوال..
وقالت المذيعة الفرنسية إن النساء في السعودية هن الأكثر تعرضا للذل والهوان من بين نساء العالم ! وكذبت، فأتعس امرأة حظا في السعودية أفضل منها هي نفسها حظا، لأنها تعرف ربها وأباها وأخاها وقريبها، ولأن ولدها يبرها ويرعاها، ولأن أولياء أمورها جميعا - إلا من شذ - يتقون الله فيها، أما هي فلا يتقي ربه فيها غير من شذ من أولياء أمورها !.
وإذا كانت تعاسة الحظ عند تلك الفرنسية المسكينة متمثلة في لزوم البيت فلتعلم أن التعاسة كلها في السفور والخروج إلى الحانات والأزقة والذئاب..
لقد آن الأوان لهذا الغرب الظالم أن يحترم مبادئنا: الحجاب، العربية، الشريعة، الأذان... هذه هي ثقافتنا التي لا نستبدلها بشيء لأننا مأمورون بها، فإذا كانوا حقا يحترمون الرأي الآخر كما يزعمون - ما أكذبهم - ، فليحترموا للسعودية تطبيقها لمبادئ شريعة ربها، وقتلها للخوارج والمجرمين الذين يداعبهم القانون الغربي في كل مكان، ويخرجهم من السجن بعد حين باسم الحقوق ليعودوا إلى الإغتصاب والجرائم الخسيسة التي لا تقبلها شريعة الإسلام السامية التي فيها كل الخير للمسلمين..
على الدول العربية والإسلامية – وقد بدأت في ذلك مرغمة، وبقيادة المملكة – أن تعلم أن الغرب سيدخل كل دولة إسلامية بحجة وجود داعش ويدمرها، فليبادروا إلى تكوين قوة دائمة من كل الدول الإسلامية تكون مجهزة بأحدث الأسلحة للتدخل في أي دولة عربية تحتاج لذلك ، والمحاربة فيها لإنقاذها من الضياع ، بدل ترك تلك المهمة لمجلس الإرهاب – المسمى خطأ مجلس الأمن - وأمريكا وحلفائها الذين لا يريدون الخير للإسلام والمسلمين..
كذلك على الدول الإفريقية صنع مثل تلك القوة لأن الإرهاب أصبح على الأبواب في مالي وغيرها، وبدل ترك المهمة لمن لا يعنيه الأمر كفرنسا وأمريكا، تتدخل جيوش تلك القوة المشتركة عند الحاجة لإنقاذ البلد المصاب بعدوى الإرهاب الغربية، ومن الإرهاب الحقيقي الذي يتهدده ممثلا في جيوش الصليبيين القراصنة..