كثيرا ما كان المواطن الموريتاني في داخل البلاد وخارجها يسمع في الإعلام عن المعارضة وبرامجها ومشاريعها المستقبلية وفلسفتها حول السلطة وآلياتها المقترحة لحلول قضايا الوطن العالقة ..., كان يسمع هذا من بعيد إذ لم تتح له فرصة الفحص عن قرب لأن المعارضة ظلت تفضل الأجواء الباردة والظلال
الوارفة في فضاءات نواكشوط القريبة من القصر الرئاسي الذي يرمز للسلطة والجاه لتساومه على الامتيازات عن قرب وتشرئب إليه أعناقهم كلما أفصحت الشمس عن يوم جديد ..
وذات يوم –وبعد يأس من الوصول إلى تلك الغاية- قرر القوم الذهاب إلى داخل البلاد : الحوضين ولعصابة ليتركوا في نواكشوط من يوصف بأنه أكثرهم حرصا على مراقبة القصر..فكروا وقدروا واتفقوا على ألا يهمش حزب من الأحزاب التي تقود العملية فاقتسموا "الغنيمة" قبل المعركة! وتنادموا وتهادوا كؤوس النصر قبل الانطلاقة ! ولو لم يجد كل "نصيبه" لما حدثت الانطلاقة,, البعض راهن على عمد سيرفضون حتى حضور حفل الافتتاح لأسباب تتعلق بالمتغيرات وصروف الدهر ولأنهم كذلك أكثر حظا من الجماهير المقصودة, فهم يعرفون القادمين من نواكشوط لأنهم زاروهم من قبل!!,,والبعض الأخر راهن على بعض أقاربه والخيرين من جيرانه الذين لم يصبروا كثيرا على الحضور اتراجيدي ,,والبعض راهن على علا قات وود سابقين ربما بين الأجداد وقد نسيته هذه الأجيال ...
جاء المواطنون ليروا بأم أعينهم "أهل المعارضة" للمرة الأولى , ظنوا أولا أنهم ربما أناس لا يشبهوننا في الخلقة ولا البشرة ولا..., ولكن وما إن انقشع أوار المهرجانات حتى تبدى القوم في صورهم الحقيقية التي لم يستطع الكثيرون التثبت منها بسبب تهجم أقطاب المعارضة على: آفطوط الشرقي, وطريق باسكنو- النعمة, وطريق جكني- تنبدغة, ومشروع الألبان, وجامعة لعيون, وإعادة إعمار الطينطان, وإكمال طريق الطينطان- كيفة, وتشييد طريق كنكوصة –كيفة , وطريق كيفة- بومديد ,وطريق الغايرة –باركيول.....,
والذين واصلوا الاستماع لبقية المهرجانات سمعوا المعارضة تقول الأقاويل على محمد ولد عبد العزيز ذلك الرجل الذي يعرفونه من خلال تلك المشاريع وغيرها ويعرفونه من خلال ارتباطه بهم إذ طالما حرص الرجل على مشاركتهم همومهم في الرخاء والشدة ..., حين ما لاحظ "رموز" المعارضة انكماش من بقي معهم من الحاضرين تناجوا بعدم الحديث عن المقاربة الموريتانية في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب وبعدم الحديث عن الدبلوماسية الموريتانية في الآونة الأخيرة وبعدم الحديث عن مشروع دكاكين أمل وبعدم الحديث عن مشاريع تحديث البنية التحتية الوطنية وبناء مطار أم التونسي الدولي والقوانين المتعلقة بآثار الاسترقاق والفآت الهشة من المجتمع الموريتاني وإنشاء المعاهد الجهوية وتعزيز البنية الصحية وو.....,ولما طال التناجي استشاط بقية الحضور غضبا وتسللوا إلى أهليهم حينها قال أحد القادة السياسيين على المنصة : ((ألم أقل لكم إن البقاء في نواكشوط يستر الجميع ويخفف من تعرية الخطابات ؟!)).. فيا لخيبة الشعب فيهم!!!.