أن نتصف بالإسلام في أول شعاراتنا الجمهورية والدستورية فذلك يحملنا من المسؤولية أكثر مما نتوقع ,إذ أن الدين الإسلامي الحنيف ظل الحاضنة الفكرية والثقافية والاجتماعية والروحية لهذه البلاد منذ القرون الهجرية الأولى ,حيث كان الجهاد ونشر رسالة الإسلام الخالدة والتبحر في علوم الشريعة الغراء في بيئة صحراوية متنقلة في الغالب لكنها استطاعت أن تمد البشرية
بقامات علمية وروحية لا زال العالم الإسلامي يرتشف من فيضها العبق, أمثال آل ميابى وولد اتلاميد وولد مختار فال والشيخ عبد الله بن بيه حفظه الله..., وكذلك أقطاب الصوفية الأقمار الذين أناروا هذه الدروب قرونا اجتاح فيها البشرية الكثير من الهرج والمرج وغيرهم كثير ممن لا نستطيع عده ولا حصره في هذه الأرض الطاهرة العامرة منذ القدم بالمحاظر القرآنية والعلمية التي شكلت نموذجا فريدا في حفظ العلم وضبطه والعناية به وظل قادتنا عبر التاريخ يتفننون في العناية بهذه المعطيات المباركة بصدق وإخلاص حتى جاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز ليحدث ثورة في مجال خدمة العمل الإسلامي فطهر البلاد من رجس الصهاينة لما كانوا يشكلون من تدنيس لأرضنا البيضاء النقية المباركة ,كما أسس جامعة للعلوم الإسلامية بلعيون لتكون أرضية لتدارس النص العلمي الشرعي بطرق أكاديمية تضمن الإبداع والتطور وتجاوز التكرار وقد قربت إلى المستفيدين الذين يعز عليهم التنقل إلى نواكشوط, كذلك فإن إعداد وطبع المصحف الموريتاني شكل سابقة في التأسيس لخصوصيتنا الدينية والفكرية وتميزنا داخل منظومة المجتمع الإنساني الكبير , أما فضائية القرءان الكريم وإذاعة المحظرة فلا تسألني عن ما أضافت لهذا الجهد المبارك من ألق لما لعبته من نشر الدين الإسلامي الحنيف وبطرقة وسطية موريتانية على كافة أرجاء المعمورة بتلاوة موريتانية أخاذة وبطرق تدريس محظرية عتيقة شكلت عودة قوية إلى المنابع الأولى المرتبطة بمجهود سلفنا الصالح .
واليوم نسمع عن إضافة لبنة طاهرة على تلك المجهودات الجبارة بترسيم مادة التربية الإسلامية كمادة قوية الضارب في المنظومة التربوية الوطنية مما سوف يزيد من قيمتها في أرواح وأذهان النشء لتنبت على هذه الأرض أجيال متشبثة بشرع الله ودينه الخالد, ينضاف إلى كل ذلك ما نشهده من حين لآخر من ندوات دولية ووطنية علمية تناقش قضايا الأمة وتؤسس للإسلام الوسطي والرؤية الدينية الصحيحة .
إننا والحالة هذه ندعو الجميع إلى تثمين هذه الانجازات الجبارة ونطالب بزيادتها , كما ندعو الجميع إلى بذل جهود حثيثة لتلتئم المؤتمرات الإسلامية في بلادنا كل ما سنحت الظروف ليشهد الجميع على مجهودنا ومجهود قائدنا في تقوية العمل الإسلامي.