العدالة.. وأحلام اليقظة / اسغير ولد العتيق

لا يهمني لون بشرة سيد القصر ..ولا تمهني كذالك انتماءاته ولا مرجعياته الفكرية.. ،بل يهمني أن يكون مسلما وتلك مسألة ليست مطروحة لأي فرد من مجتمعنا ،مهما اختلفت المذاهب والمشارب والتوجهات ، الألوان واللغات.. ومهما تعددت المكونات والشرائح، يبق الإسلام عامل وحدة وخلفية مرجعية للكل،علما أننا لا نقبل ولن نقبل غير الإسلام دينا للدولة والشعب .

ليس من المنطقي.. ولا من المعقول ،أن نشغل انفسنا ونرهق فكرنا..  عن وعي أو عن غير وعي  بالجزئيات لملء الفراغ عن البحث في  أمهات القضايا التي تتحكم في تحديد مستقبل الدولة والمجتمع.
إن الذي يهمني ..بالدرجة الأولى هو الغوص  في العمق لما هو "أهم".. و"أهم" من المهم، فالمهم هو احترام الدستور الذي يعبر عن الرأي والإرادة العليا للشعب الموريتاني ،غير أن "الأهم "من ذلك والأكثر إلحاحا في اعتقادي هو عمل جاد مصحوب بإرادة حقيقة للقضاء على العبودية ومخلفاتها.. ،تلك هي الخطوة الاولى لتحقيق عدالة لا تفرق بين ألوان وأعراق ولغات البشر، ومن ثم تتتابع الخطى ثابتة نحو بناء مجتمع مدني حر وديمقراطي يقوم على احترام المبادئ الأساسية للحريات .
اعتقد إن مطلب القضاء على العبودية هو الأكثر أهمية وأولوية وقبل تحقيق هذا المطلب الذي يعيد للعبد حريته المسلوبة و قيمته وكرامته الآدمية تكون كل أعمال الحكومة ونشاطاتها فاقدة للمصداقية في نظري ونظر جميع أبناء هذه الشريحة المنسية  ،المسحوقة ، المقصية ، المهمولة ،والمحذوفة من الخريطة السسيولوجية للمجتمع.
إن تحقيق عدالة مستقلة لا يمكن الحديث عنه بل إنها تكون مستحيلة في دولة تمارس العبودية فيها على أكثر من نصف سكانها ..  في اعتقادي أن العدالة بمفهومها العام والذي يتضمن في جوهره التوزيع العادل للثروة يكون أكثر إلحاحا واهم من تحديث النفس بأحلام  تناوب على سلطة رهينة للبذلة والسلاح في عقود انحناء القلم وانكسار الكلمة ;،وبما أن التناوب مطلب ومبدأ أساسي  يمكن أن يوصل لخيط بداية طريق البحث عن الأفضل لتحقيق العدالة أو على الأقل فتح طريقها على الأسس المتعارف والمتفق عليها عند الشعوب الحرة النموذجية ،غير أن مطلب التناوب يكون أكثر إلحاحا لدى الأمم التي حققت الاكتفاء في حقل المواطنة و تجاوزت عتبة الوجود بحيث وصلت لأعلى مراتب الرفاهية ورغد العيش ومن ثم  انتقلت لتحقيق الرفاهية السياسية ، إنها دول اجتازت مرحلة المجتمع البدائي مجتمع التغني بالطرق وأعمدة الكهرباء وتوزيع القطع الارضية ...اجتازت عقدة الفقر وحب المال وصلت لدرجة التشبع بالوطنية وروح العمل الجماعي وصناعة الرأي تجاوزت مرحلة يجب أن نكون إلى مرحلة ماذا بعد أن أثبتنا وجودنا كفاعلين اقتصاديين واجتماعيين سياسيين وموجهين... 
..ينبغي ان لا نقفز على الواقع وان لا نعيش في الأحلام وان لا نتخيل أو نتصور التطلع واقعا محسوسا، يجب ان لا نطوي أيام الزمن على الفراغات والأخطاء يجب أن نعود إلى حالنا بقليل أو كثير النقد لنغير من واقعنا غير المتزن وغير المريح لا هو ديمقراطي بمعنى الديمقراطية ولا هو ديكتاتوري بمعنى الديكتاتورية هو إذن عجين من الصعب على المفكرين تصنيفه . 

30. أبريل 2016 - 16:43

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا