من هم السلفية؟ سؤال وجوابه / سيد محمد ولد أخليل

سألني أحد الإخوة: من هم السلفية، وما اسمهم الحقيقي غير السلفية ؟ فاستعنت بالله عز وجل وأجبته بما يلي:
اسمهم الحقيقي هو "أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن تبعهم بإحسان"، وهم أتباع القرون الأولى أتباع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، 

وإذا لاحظت وجدت أن من هذه القرون الثلاثة الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وغيرهم)، ومذهبهم في العقيدة هو مذهب الصحابة، فمثلا هم ضد المعتزلة وابنتها الأشعرية في نفي الصفات بالعقل، ولمالك كلمة مشهورة في ذلك تؤكد أنه على ما كان عليه السلف الصالح في الصفات من إثبات لها دون تكييف أو تشبيه أو تعطيل، فإذا قال الله تعالى عن نفسه في كتابه العزيز إنه يسمع ويبصر، نقول إنه يسمع ويبصر، ولا نعطل هذه الصفات، ولا نقول: "مثل كذا أو كذا"، لأننا لا ندري كيف أما المعتزلة والأشعرية والجهمية فقد نفوا بعض الصفات أو كلها، ولما طالبهم خصومهم بالدليل أدخلوهم في متاهات الفلسفة والمنطق الأرسطوطاليسي معتمدين على العقل في نفي ما أثبت الله عز وجل لنفسه وأثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم!.. ومن المعلوم عقلا وشرعا أن العقل يقف عاجزا أما الأمور الغيبية لذا يكون المعتمد فيها على النقل وحده، وبدون فلسفة (والنقل هو نصوص الكتاب والسنة، فكل ما ثبت فيهما نثبته بلا كيف ولا تشبيه ولا تحريف إلا إذا ورد على نفيه دليل كالمعية في الآية الكريمة، فقد فسرها العلماء وبالدليل على أنها "العلم". فالسلفية لا تأخذ إلا ما تجده في الكتاب وصحيح السنة، ولا تزيد عليه أو تنقص منه أو تخترع من عندها ما هو جديد، لم يعرفه الكتاب ولا السنة، والسمتين الأخيرتين هما أبرز سمات أهل البدع).. 
كذلك هم ضد نزع يد الطاعة من الحاكم فلا يخرجون عليه، وقد سموا الذين خرجوا على "علي بن أبي طالب" بالخوارج، وقال علي رضي الله عنه لما قتل منهم 2000 إنهم باقون في أرحام النساء إلى قيام الساعة، وصدق رضي الله عنه فما نرى من الإخوان والدواعش والقواعد من الرجال، كلهم خوارج خارجون من رحمهم، يشتركون جميعا في الخروج على الحاكم، وعدم طاعته طاعة لله تعالى ورسوله اللذان أمرا بطاعته بنصوص صريحة في القرآن والسنة لا يؤلها إلا أهل الضلال.. فالسلفية الحقة مع الحاكم مهما كان إلا إذا أمر بمعصية أو كفر، وبالتالي فإن إظلاق لفظ "السلفية" على الدواعش القتلة، وهو ما يفعله الإعلام عن جهل أو تقصد، فيه ظلم للسلفية وتشويه لها، فهؤلاء خوارج وليسوا بسلفية..
كذلك السلفية ضد كل محدث في الدين، لا تجامله أبدا (لذا ترى من العلماء اليوم من ينسب نفسه إلى السلفية وهو ساكت عن أهل البدع، فهذا أقل ما يقال فيه أن سلفيته ناقصة مشوهة بل قد لا يكون سلفيا أصلا لأنه لم يتبع السلف الصالح في إنكارهم للبدع واعتراضهم عليها، وكتب التراث شاهدة بذلك)، بل تعترض على أهل لبدع، لكن بالتي هي أحسن رجاء للخير لهم (لا تريد لهم إلا الخير والهداية فهي ليست عدوة لهم بالمفهوم المؤذي للعداوة، بعكس أعدائها الذين يكذبون عليها ويدلسون، ويؤذون أصحابها بالقول والفعل كما يشهد الواقع والتاريخ، وكما أوذي من قبلها سلفها من الأنبياء والصحابة ومن تبعهم بإحسان، وسيؤذى أتباعهم لأنهم أهل الحق، وهذه سنة الحياة).
ومن المعروف أن الصحابة حفظوا لنا القرآن، والحديث بالإسناد عن رجال ثقات، فكل ما لم يكن في القرآن - أو يتعارض معه كمسألة حياة النبي بعد موته التي أخبر القرآن ببطلانها -، ولا في كتب الحديث، ولم يعرفه الصحابة وتابعيهم بإحسان أو يعملوا به، كل هذا تراه السلفية باطلا، وعندها الحق، لأن الدين مأخوذ عن الله تعالى بواسطة النبي صلى الله عيه وسلم وحده، وفي حياته، وقد اكتمل فيها بشهادة القرآن، ولم يخفي النبي صلى الله عليه وسلم منه شيئا بشهادة مالك والعلماء، ولكنك تجد من الإخوة الأشعرية من يزعم أنه لم يبين جيدا صفات الله تعالى، وبالتالي ينفي عن الله عز وجل بعضها خوفا من تشبيهه بالبشر، حاشاه، وتجد من الصوفية من يأتيك بصلاة جديدة لم يسمع بها أحد من أهل القرون الأولى، ويقول لك ادخرها لنا رسول الله !!، وإذا بحثت في صحاح الحديث التي عليها المعتمد بعد القرآن الكريم، في الدين، لم تجد شيئا من محدثاتهم المبتدعة..
كذلك السلفية ضد نزع يد الطاعة من الحاكم فلا يخرجون عليه، وقد سموا الذين خرجوا على "علي بن أبي طالب" بالخوارج، وقال علي رضي الله عنه لما قتل منهم 2000 إنهم باقون في أرحام النساء إلى قيام الساعة، وصدق رضي الله عنه فما نرى اليوم من الإخوان والدواعش والقواعد من الرجال، كلهم خارجون من رحم أولئك الخوارج الأوائل، فهم جميعا يشتركون في صفة الخروج على الحاكم وعدم طاعته طاعةً لله تعالى ورسوله اللذان أمرا بطاعته بنصوص صريحة لا يؤلها إلا أهل الضلال..
هذا تعريف مختصر للسلفية، ولم يبق إلا التنويه إلى أن الإختلاف في هذه الحياة سنة من سننها، والعاقل من يستفيد منه بالتي هي أحسن سعيا إلى الإستفادة التي قد تتحقق له إن هو اهتدى إلى الحق. أو الأجر العظيم بنفع غيره بما عنده منه، أما صم الآذان، وإتباع المغرضين المدلسين الكذابين الذي يعادون أهل الحق ويحاربونهم حتى بالسكاكين والقنابل رغم أن الخلاف فكري بحت، لا يتطلب كل ذلك من العقلاء، فهذا ما قد يندم عليه صاحبه يوم لا ينفعه الندم، وكما قال العلماء "البدعة شر من المعصية وإن كانت كبيرة، لأن المعصية يُتاب منها، أما البدعة فلا توبة منها"، كما أن البدعة لا أجر لها، فصاحبها قد يقوم الليالي ويصوم الأيام ثم بعد كل ذلك يجد نفسه مستندا على الهباء المنثور.. أعاذنا الله وإياكم من البدع، ووفقنا للحق..

2. مايو 2016 - 8:25

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا