في موريتانيا علي من تعول الثابت أم المتحول ؟ / التراد ولد الإمام

لا ننكر أننا دولتنا تحمل لقب الدولة الموريتانية بل الأجمل من ذلك الجمهورية الإسلامية الموريتانية وهو لقب نعتز به ونرفع شعار : الشرف – أخاء – عدالة
لا ننكر أننا تسلمنا أو سلمنا " الترخيص " بناء مشروع دولة عبر كفاح مرير أو هبة من إمبريالي كبير .

أو نتيحة تغيرات دولية وإقليمية فرضها الواقع أرغمت علي إثرها الدول المستعمرة الحد من قبضتها علي مستعمراتها حتي لا تفقدها أو صونا لماء وجهها .
متغيرات ألقت بظلالها علي القارة العجوز أو القارة السمراء عجلت بميلاد دويلات ناشئة لم تكمن حوزتنا الترابية بمنأي عن تلك المتغيرات بل نالت هي الأخرى استقلالها .
نالت ذلك الاستقلال والحلم الذي ظل يراود الوطنيين ولم يالوا أي جد من أجل تجسيده في دولة علي رمال متحركة بمحاذاة أمواج متلاطمة وبأقدام راسخة وخطي ثابتة علي جغرافية مترامية من المحيط إلي النهر من ا لجبل إلي الجبل من الوادي من الهضبة إلي الظهر
استقلال مهد له الأب : الرئيسي المختار رحمه الله وباركته الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية الديكولية في : 18/11/1960 ، في ذلك اليوم رفرف العلم الوطني خفاقا في سماء أنواكشوط ، تداعبه رياح الصبا وتنفس الناس الصعداء لتخلصهم من ربقة الاستعمار الغاشم
في ذلك اليوم غصت الحناجر وعزف النشيد وردد كل الموريتانيون " يموريتان اعليك امبارك لستقلال"
استقلال خضعت له القبائل أو أخضعت له انساقت أو سيقت إليه انتقلت من نظامها القبلي (نسبيا) إلي سلطة مركزية وبدأ بالفعل مشروع بناء الدولة الحديثة يري النور .
أنشأت هذه الدولة الفتية ممثلة في عاصمتها السياسية علي شاطئ المحيط ، لكن سرعان ما تبدد هذا الحلم وأفشل المشروع واغتيلت  الدولة الفتية التي كادت أن تبلغ الحلم
تمثل هذا الاغتيال في انقلاب : 10/07/1978 وهو ما افرز ازدواجية في الحكم ( طبعا لهذا الانقلاب تبريراته : نظام الحزب الواحد ، حرب الصحراء حدث ولا حرج فلنا باع طويل في إقناع الغير " الغرب" في أهمية الانقلابات وإغراء المواطنين بضرورة تقبله)
 سلطة القبيلة وهي النواة والأصل "الثابت "( لهذه السلطة هي الأخرى تبريراتها ) غياب العدالة الاجتماعية ، الذب عن حمي القبيلة ومجالات نفوذها وحل مشاكل الأفراد والنزاعات ا لبينية )
 سلطة زمنية عسكرية " متحولة " ، متغيرة العواطف والمزاج - كلما دخلت أمة لعنت أختها - تري أهليتها وأحقيتها في تولي مقاليد البلاد والعباد تحت طائلة حماية المكاسب والثغور والثوابت .
في خضم هذه التناقضات ( السلطة القبلية والزمنية التي درج عليها المجتمع الموريتاني يحق لنا وبحق أن نطرح السؤال علي من تحول الثابت أو المتحول ؟ !!!
فالقبيلة يمر بها حتما الطريق إلي القصر الرماد المنيف فإن باركت استدب الأمر في وقت وجيز وإن تجافت فذلك أمر مقلق مخيف !
والقبيلة هي الوقود ولها تبرم العقود ويلتزم بالعهود وعلي حوزتها تبني المنشآت والسدود ومشتقات الألبان والجلود ، فوجود القبيلة في الأساس هو الدفاع عن مصالحها وتقايض من أجل أبناءها لذلك تتفاوت الخدمات والوظائف حسب الولاء والتجييه (الجهة )
أما السلطة الزمنية ( العسكرية ) أصحاب البزات وهم ما يمكن أن يطلق عليهم مجازا "السلطة الكرص" والكرص بالمعني الشعبي تطلق علي أهل البكر يصطافون في مكان لا يعيرون له أهتمام لأنهم مرتحلون عندما يجدب المكان فهو محطة وليس مقرا مثلهم تماما العسكر فوجودهم الزمني في السلطة هو من أجل الجمع والالتقاط والتمويه لا من أجل البناء والتشييد والاستقرار .
فإذا ما نظرنا إلي عمر الدولة العسكرية  في موريتانيا وجدناه يفتقر إلي منشآت صحية واجتماعية تلبي حاجات السكان المتزايدة نتيجة لغياب سياسة تنموية مستدامة تنسجم مع الواقع وتراعي حقوق الأجيال .
إنما نعيشه اليوم في الشرق الموريتاني لخير دليل علي عناق السلطة القبلية والعسكرية ، قبائل تقيم استعراضات للحشد الشعبي والأهلي من أجل نظام : ضبابي، ... وفي !
ونظام يعرض خدماته ورجالاته في نهاية مأموريته ، ما الجديد ؟ التعديل أم التمديد؟
التهديد أم الوعيد ؟ فأي مستقبل ينتظر حوض بلا ماء أو ظهر بلا سند " ظهر النعمة "؟ !!!.

 

3. مايو 2016 - 13:27

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا